رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الثقافة الجماهيرية وكلية التربية النوعية


تلقيت دعوة كريمة من الأستاذة الفاضلة ميرفت إبراهيم، مدير عام ثقافة الشباب والعمال بالهيئة العامة لقصور الثقافة، للحضور والمشاركة فى المؤتمر العلمى الخامس للشباب تحت عنوان آفاق الشباب والتحديات الثقافية المعاصرة (التأهيل قبل التمكين) هذه السيدة المؤمنة برسالة التثقيف والتنوير دائمة الحركة والنشاط والدأب لمزيد من العمل مع كل أعضاء وعضوات إدارتها المحبين لعملهم.
تمت إقامة المؤتمر فى الفترة من ٣- ٥ أبريل، بالتعاون والمشاركة مع كلية التربية النوعية بجامعة أسيوط وعميدها الأستاذ الدكتور وجدى رفعت نخلة، الذى استقبلنا بكل ترحاب وبابتسامة التفاؤل والأمل والتى سرعان ما انتقلت إلينا ونحن نرى الطاقات المبدعة من شباب وشابات الكلية، فها هى قاعة الموسيقى ممتلئة بالعازفين والعازفات يقدمون أجمل الألحان من التراث ومن الألحان الحديثة الجميلة بأصوات حساسة قوية رائعة تعزف على أوتار الحنجرة وتشدو لتغسل أذنيك من تلوث الصخب والضوضاء، هذا غير إبداعات الفن التشكيلى بكل أشكاله.
نتنقل طوال أيام المؤتمر بين قاعات كلية التربية النوعية وقاعات ومسرح قصر ثقافة أسيوط، الذى يحوى بين جدرانه الأنشطة المتنوعة من مكتبة للتنوير ومعرض للكتب وفرقة الموسيقى العربية بثقافة أسيوط الفرقة العريقة، التى عشنا معها أمسية رائعة، ومعرض للحرف التراثية اليدوية ونشاطات الرسم للأطفال ونادى الأدب والشعر، هذا غير النشاط المسرحى الذى قدم لنا عرضًا لفرقة مسرحية من ذوى القدرات الخاصة، مسرحية عن الحلم والأمل فى تحقيقه. كل التحية للفرقة الرائعة ولمدربها ومخرجها الفنان المبدع محمود عيد ولمديرة القصر الشابة التى تحمست لهذا النشاط وسام درويش.
كل التحية لمدير مديرية ثقافة أسيوط الأستاذ ضياء مكاوى واستقباله لنا الذى أزاح عنا عناء السفر والتحية للسيدة الفاضلة التى تدعم كل هذه الأنشطة التثقيفية والفنية دكتورة فوزية أبوالنجا، رئيس الإدارة المركزية لإقليم وسط الصعيد، والتحية للدكتورة حنان موسى، رئيس الإدارة المركزية للدراسات والبحوث.
تناول المؤتمر على مدى ثلاثة أيام العديد من المحاور المهمة فى جميع المجالات التى تهم الشباب ومستقبلهم، وتمت النقاشات والحوارات حول عدد من الأبحاث التى قدمها عدد من الأساتذة والدكاترة والباحثين فى وجود شباب وشابات كلية التربية النوعية. وتناول المؤتمر ثلاثة محاور أساسية:
المحور الأول: (دور الشباب فى الإصلاح الاقتصادى) وتم الحوار حول عدد من الأبحاث منها (دعم الدولة للشباب بالمشروعات القومية والصغيرة بالمناطق النائية «أسيوط نموذجًا) و(أهمية المشروعات الصغيرة وتأثيرها الإيجابى على الاقتصاد) و(دور الجمعيات الأهلية فى تأهيل الشباب اقتصاديا). و(التنمية الاقتصادية بين الواقع والمأمول).
المحور الثانى: (الشباب والحفاظ على الهوية المصرية) ونوقش من خلاله العديد من الموضوعات منها دور المؤسسات التربوية فى ترسيخ وتفعيل ممارسة المواطنة ودور الخطاب الإعلامى للمؤسسات الإسلامية فى نشر الفكر المعتدل بين الشباب ودور الشباب فى مواجهة الفكر التكفيرى ودورهم فى مواجهة البطالة والأمية والهجرة غير الشرعية. ودور المؤسسات التعليمية فى تأهيل واكتشاف المواهب الثقافية والفنية والرياضية.
المحور الثالث: (الشباب وتحديات الواقع ثقافيًا واجتماعيًا).. والذى تم من خلاله تناول عدد من القضايا منها أثر التراث والأدب والمأثورات الشعبية على وعى الشباب ودور الشباب فى دعم السياحة الثقافية وتأثيرها على الدخل القومى ومن أروع ما تم فى هذا المؤتمر ورشة عمل حول (دور الإعلام فى تشكيل وعى الشباب) واسمحوا لى أن أقدم التحية للدكتورة ماجدة محمد عبدالباقى، المدرس بقسم الإعلام بكلية الآداب جامعة أسيوط، والتى يظهر مجهودها وحبها لعملها متجسدًا فيما قدمته طالبات وطلبة قسم الإعلام من مشروعات إعلامية قدموها بكل ثقة وسلاسة وطلاقة لسان وأداء متمكن.
وشدد المؤتمر على أهمية تنمية ثروة مصر البشرية وفى القلب منها الشباب مع أهمية التعليم والتثقيف والتنوير فى التصدى ومواجهة الأفكار المتطرفة الظلامية الرجعية ومواجهة العنف والإرهاب.
إننا كلنا أمل أن تكون هناك توافر إرادة حقيقية لتفعيل وتنفيذ توصيات هذا المؤتمر بمشاركة كل الأجهزة المعنية وبالتعاون بين الهيئة العامة لقصور الثقافة ومراكز الشباب والمدارس والجامعات والهيئة الوطنية للإعلام والهيئة الوطنية للصحافة والأحزاب والنقابات ومنظمات المجتمع المدنى من روابط وجمعيات أهلية تعمل فى مجال نشر التثقيف والتوعية وتنمية رأس المال البشرى المعرفى.
كلنا أمل فى تفعيل هذه التوصيات من خلال مسئولى الهيئة ومبدعيها بقيادة ورئاسة الدكتور الشاب المتحمس أحمد عواض، الذى لا يجلس فى مكتبه ولكنه يلف أنحاء مصر من شرقها لغربها، ومن شمالها لجنوبها ليعمل على إزالة كل المعوقات التى تواجه المواقع المعطلة والمغلقة وحل مشاكل العاملين بالهيئة، فهو فنان يدرك أهمية نشر الثقافة والفنون لرفع وعى المواطنين، ونرجو منه الاستفادة من طاقات كل العاملين بالثقافة الجماهيرية مع التدريب والتأهيل المستمر وإعادة إنارة مسارح الهيئة طوال العام والمطالبة بزيادة ميزانية الهيئة لتقوم بدورها المهم والأساسى فى بناء وتقدم بلدنا والحفاظ على الهوية المصرية والحفاظ على تراثنا وتنمية الحرف البيئية والتراثية.