رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تعرف على صلاة «الأوابين»

صوره ارشيفيه
صوره ارشيفيه

صلاة النوافل من علامات الإيمان بالله، ومن علامات محبة العبد لله تبارك وتعالي ومجلبة لرضي الله عن العبد، وتعتبر صلاة الضحي، وتسمى أيضًا: صلاة الأوابين أي كثيري الرجوع إلي الله تبارك وتعالي، وتؤدى صلاة الأوابين بعد ارتفاع الشمس قيد رمح، وقيل بعد مضي ربع النهار.

وصلاة الضحى أحد أنواع صلاة النُفل وحكمها أنها سنة مؤكدة عند الجمهور، خلافًا للقول بأنها مندوبة في مذهب أبي حنيفة، وأن أقلها ركعتان، وأوسطها أربع ركعات، وأفضلها ثمان ركعات، وأكثرها اثنتى عشرة ركعة.

أداها رسول الله عندما فتح مكة في بيت أم هانئ بنت أبي طالب، وعددها ثمان ركعات في تسليمة واحدة وظنها البعض أنها صلاة ضحى لأنها كانت وقت الضحى.

قال ابن القيم: "ثم دخل دار أم هانئ بنت أبي طالب فاغتسل وصلى ثمان ركعات فظنها من ظنها أنها صلاة الضحى، وإنما هذه صلاة الفتح وكان أمراء الإسلام إذا فتحوا حصنًا أو بلدًا صلوا عقب الفتح هذه الصلاة اقتداءً بالرسول، وفي القصة ما يدل على أنها بسبب الفتح شكرًا لله عليه فإنها قالت ما رأيته صلاها قبلها ولا بعدها".

وقال ابن كثير في ذكر فتح المدائن: "ثم تقدم يعني سعد بن أبي وقاص إلى صدره، أي إيوان كسرى فصلى ثمان ركعات صلاة الفتح".

وتُستحب صلاة الضحى، التى تبدأ من ارتفاع الشمس قيد رمح إلى وقوف الشمس، وأفضلها إذا اشتد الضحى لقوله، صلى الله عليه وسلم،: (صلاة الأوابين حين ترمض الفصال)، فالأفضل عند شدة الضحى، قبل الظهر بساعة أو ساعتين هذا هو الأفضل، وإذا صلاها المسلم في أول النهار بعد ارتفاع الشمس قيد رمح أو في بقية أجزاء الضحى.

وكان يصلي ركعتين إذا زار قباء يوم السبت ضحى -عليه الصلاة والسلام-، فالحاصل أن أقلها ركعتان ولا حد لأكثرها، وإذا صلها ثمان يسلم من كل اثنتين هذا حسن موافق لفعل النبي صلى الله عليه وسلم، لما صلاها في مكة المكرمة يوم الفتح، وإن صلى اثنتي عشرة أو صلى عشرين أو صلى أكثر فإنه يسلم من كل ركعتين، لقوله، صلى الله عليه وسلم،: (صلاة الليل والنهار مثنى مثنى) خرجه الإمام أحمد وأهل السنن بإسناد حسن من حديث ابن عمر رضي الله عنهما.

ثواب صلاة الضّحى نيل أجر الصّدقة: فقد رُوي عن النّبي، عليه الصّلاة والسّلام، أنّه قال: (يُصبح على كلّ سُلامى من أحدكم صدقة؛ فكلّ تسبيحة صدقة، وكلّ تحميدة صدقة، وكلّ تهليلة صدقة، وكلّ تكبيرة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن المُنكر صدقة، ويُجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضّحى).

كِفاية الله تعالى للمُحافظين على صَلاةِ الضُّحى عن أبي الدّرداء وأبي ذر، عن رسول الله عليه الصّلاة والسّلام، عن الله عز وجل أنّه قال: (ابن آدم، اركع لي من أول النّهار أربع ركعات أكفِك آخره).[ وَصفُ المُحافظين على صلاةِ الضُّحى بالأوّابين: فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله عليه الصّلاة والسّلام: (لا يُحافظ على صلاة الضحى إلا أوّاب. قال: وهي صلاة الأوابين).