رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«ورد مسموم» فى مسابقة «روتردام السينمائى الدولى»


روتردام - هولندا/ يشارك العمل الأول للمخرج أحمد فوزي صالح، والذي ينتمي لسينما المؤلف في إطار المسابقة الرسمية لمهرجان الفيلم الدولي في روتردام هولندا، ويمثل فيلم " ورد مسموم" مصر دوليا في هذا المهرجان والذي يعد رابع اهم مهرجان دولي للسينما على مستوى العالم بعد مهرجانات "كان" و"فينيسيا" وبرلين ".

وقع اختيار لجنة المهرجان على الفيلم المصري الذي ينتمي للسينما المستقلة، ذلك التصنيف الذي يرفضه مخرج العمل والذي يرى أن فيلمه هو فيلم سينمائي جاد في توجهه وطرحه، يتحدث عن معاناة فئة من الشعب الذي يعاني الكثير ولا يعد فيلمًا مستقلًا، بل إبداعًا مختلفًا يطرح رؤى أكثر واقعية وجدية وأكثر اختلافًا وجدة عن السينما التجارية السائدة.
تيمة الفيلم تذكرنا بأفلام المهمشين فى زمن الثمانينيات الذهبية، حيث يظهر معاناة مواطنين يعيشون على هامش الحياة وتحت ظروف غير إنسانية بالمرة.

يحلم الشاب الصغير بطل الفيلم بالهجرة للخارج من أجل ظروف معيشية أفضل، بل أكثر آدمية ورحابة في حين تتشبث شقيقته به، لأنه يمثل في حياتها الرجل الأوحد والسند بعد موت الأب، وقالت له فى حوار قصير مكثف دال نصًا: "كل اللي بتمناه أني أكحل عيني بشوفتك كل طلعة نهار مش أكتر".
 
الأنثى المطحونة وهى الشقيقة فى الفيلم تثمن مجرد وجود وتواجد الشقيق في حياتها، فالرجل عند تلك الطبقات يمثل للأنثى الشىء الكثير رغم أنها تكد وتكدح ربما أكثر منه وليست بالفعل فى حاجة إليه، لكنه الهوس بفكرة الرجل وظله، وتفضيله حتى على نفسها. فتمنحه الهدايا دون مناسبة وتطهو له الطعام يوميا وتذهب به إليه وتبحث عنه أينما كان وتبديه على نفسها في كل شيء وتحميه من نفسه وممن حوله ويعاف فمها الطعام الغالي الثمن من اجله هو وحده لا لأحد سواه وكأنه سيدها هى، بل سيد هذا الزمان المطحون أيضًا والذى يعمل فى مهن شاقة مؤبدة وفي ظروف غير إنسانية.

الفيلم تكلفة إنتاجه وصلت إلى ٣ ملايين جنيه، وشاركت فيه شركة البطريق لمحمود حميدة، والد زوجة المخرج، وشركة ريد ستار لصفي الدين محمود وباهو بخش، إلى جانب منتجين من فرنسا تستهويهم عادة مثل تلك التيمات الفنية، فالدعم والانتاج المشترك دائما ما يذهب للمستقلين الذين يطرحون فى إبداعاتهم معاناة الفقراء والمهمشين وقضايا المرأة المطحونة أو المنبطحة بفعل العوامل الاقتصادية والاجتماعية الضاغطة على الأنثى وقضايا العمالة والهجرة وأحيانا أطفال الشوارع وغيرها من التيمات والأطروحات التي تلقى قبول واستحسان المشاهد الأوروبى، ومن ثم دعم تلك النوعية من الأفلام السينمائية التي ينبرى لها شباب لهم توجه وفكر جديد مغاير للسينما السائدة والتجارية، إذ تتطرق إبداعاتهم لمشاكل المواطن البسيط المهمش.
جميع فريق عمل الفيلم الذي يشارك بفيلمه الطويل الأول وعرضه العالمى الأول جاءوا امهرجان روتردام الدولى للفيلم في دورته الـ ٤٨ لأول مرة، فمدير التصوير ماجد نادر يطرح نفسه لأول مرة فى فيلم روائى طويل، كذلك الأرت دايريكتور أما أبطال الفيلم فأسماؤهم غير معروفة في سوق الفيلم التجاري.

الممثل الشاب إبراهيم النجاري الذي جسد شخصية "صقر" الشاب المطحون، يعد هذا العمل هو عمله الأول بعد مساهمات سابقة له في أفلام " حين ميسرة " و"الشوق" وغيرها من الأفلام التي تطرح وتنحاز للواقع والمهمّشين أيضا، ويظهر النجم والمنتج محمود حميدة في الفيلم في ظهور خاص، كذلك الفنانة صفاء الطوخي التي جسدت دور الام في الفيلم.

أما ما دون ذلك وأقصد كل العاملين في الفيلم سواء أمام كادر المصور أو خلف الكاميرا جميعهم أسماء جديدة على سوق الفيلم المحلى والدولي تطرح نفسها لعالم الفن السابع لأول مرة، وتشارك في المسابقة الرسمية لمهرجان روتردام السينمائي الدولى فى دورته الـ ٤٨.