«اشتري مدفنك قبل شقتك».. المدافن ترد الروح وبـ 100 ألف

الرزق فى الموت نوع جديد من أنواع الرزق، عليك فقط أن تبنى لنفسك مكانًا لتدفن فيه، ومن بعد عصر الفراعنة كانت المقابر عبارة عن مقابر عادية جدًا لدفن الموتى، ولكن من بعد ذلك ما هو الجديد، ومقولة «حاجة تشرح النفس» ليست غريبة على من يبيع المقابر، فسعر المقبرة يصل الى سعر شقة كاملة، عليك فقط أن تقرأ الجرنال أو أن تتمشى على الدائري أو الكباري الكبرى فى مصر، فترى إعلانًا مكتوبًا عليه «احجز مقبرتك الآن.. كاملة التجهيزات.. إسلامية.. فرصة ومساحات خاصة وخصم خاص للجمعيات الخيرية».. الكثير من المصريين يدفنون فى مقابر الجمعيات الشرعية وغيرهم من يدفن فى الواقع والحياة، وهم الأكثر، فالكثيرون لا يستطيعون شراء شقة فى مكان متوسط أو حتى في مكان غير مجهز فمتر الشقة يبدأ من 500 جنيه فى حي شعبي، ومتر المدفن يبدأ من 1600 فى مكان بعيد عن القاهرة نفسها.

حتى تقوم بالشراء عليك فقط الاتصال بالإعلان وتؤكد على ميعاد خاص بالمعاينة لترى ما هو المفضل لك، الأمتار المتواجدة هي 28 م، 32 م، 42 م، 60 م، ولكل سعر خاص فالـ 28 م بسعر 45 ألف جنيه، والـ 32 م بسعر 50 ألف جنيه، والـ 42 م بسعر 65 ألف جنيه، والـ 60 م بسعر 100 ألف جنيه، وهي مبالغ تكفي لجواز الشباب وليس شراء مدفن.. الغريب أن أغلب المدافن مكتوب عليها بأنها مبنية على الشريعة الإسلامية بشكل كبير وواضح، المقابر الحديثة هى الأكثر مبيعًا فهناك مقابر فى مدينة السادس من أكتوبر وهناك أيضًا بين مدينة العبور ومدينة السلام، وهى مقابر حديثة وتخرج من إطار زحمة القاهرة.
حينما قمنا بالاتصال لشراء مقبرة، أكد الرجل أنها متشطبة أفضل تشطيب وكذلك، فهى ترد الروح !!، عليك فقط أن تقوم بالمعاينة لترى بعينك، وهناك الكثيرون يشترون المقابر نوعًا من الصدقة الجارية وهناك أيضًا من يشتري المقابر حتى تكون مقابر عائلية، الرجل نفسه استشهد بمقابر الكبار، مؤكدًا بقوله: انظر الى المقابر وشوف يا باشا الناس بتصرف ملايين على المقبرة عشان يتدفنوا فيها.
وهناك من قام بالسكن فى المقابر وذلك منذ زمن بعيد ولكن مع الجيل الحالي ومع التطور ومع الفقر المنتشر بدأ يظهر أيضًا من يقوم بشراء حق العيش فى المقابر على الطريق الخارجي، ويقوم بعمل مكان خاص بأكل العيش، عليك فقط أن تفتح بابًا خارجيًا وتقوم بعرض ثلاجة خاصة بالمشروبات وتبيع من خلال المكان، يؤكد أحد الباعة أن الرزق على الله وأنه يعيش بالمقابر وهناك العديد من السكان، ولذلك فعليهم الشراء والبيع من متجر وكان لابد أن يكون هناك من يبيع السجائر والمشروبات وغيرها من المواد المستهلكة فى الشقة، مؤكدًا أن لا أحد يمانع فى ذلك.