رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فاتحة خير لمصر


مع بداية العام الجديد، نحلُم ونأمُل وننتظر لحظة سعادة أو بهجة أو خبرًا يُسعد قلوبنا ونطوى عامًا مضى بكل آلامه وأحزانه، آملين أن يكون الآتى أفضل.. وها هى إطلالة العام الجديد تحمل لنا معها مع الأيام الأولى خبرًا جميلًا وفرحة غامرة لكل مصر ومُحبى مصر والخير لمصر.. إنها فاتحة خير جعلت العين تدمع عند سماع الخبر الجميل.. مبروك لنا جميعًا.. يبدو أنك يا مصر سوف تُسعدينا بأخبار مُفرحة تحمل لنا معها الفخر والعزة والانتصار.. إنها فاتحة خير لبلدنا ولأهل بلدنا المخلصين لها، فمع أول أسبوع فى العام الجديد جاءنا خبر مُدوٍ ومجلجل تبثه القنوات والفضائيات للعالم أجمع.. يحمل لنا ٣ أخبار فى مناسبة عالمية واحدة جعلت الفرحة تعم البيوت المصرية، وذلك حينما أعلن «كاف» فوز محمد صلاح بجائزة أفضل لاعب فى إفريقيا، كما فاز منتخب مصر بجائزة أفضل فريق، وفاز أيضًا هيكتور كوبر، المدير الفنى لمنتخب مصر، بجائزة أفضل مدرب فنى.
إن هذا الفوز الجميل الذى أسعدنا مع بداية عام ٢٠١٨ هو فوزٌ لمصر وتتويجٌ للاجتهاد المصرى وللأخلاق المصرية الأصيلة، إنه يعكس للعالم قدرة مصر على التفوق وعلى اقتناص التميز وعلى تقدمها لتحتل مكانتها اللائقة بين الدول.
إن محمد صلاح نموذجٌ للشباب المصرى الأصيل والمشرف، ففى كلمته ٣ دروس مستفادة تؤكد أن وراء هذا الفوز الكاسح عائلة دعمته بكل القوة وهى عائلة مصرية أصيلة، بثت فيه الانتماء للوطن، والاجتهاد فى الحياة، والأخلاق العالية، وهى مكونات شخصية جعلت من محمد صلاح محبوب المصريين، وقدوة لغيره من الشباب الذين نتمنى أن يُشرّفوا مصر أمام العالم فى كل المحافل الدولية، وأن يقدموا لمصر ما استطاع أن يقدمه محمد صلاح من اعتزاز بمصريته، وتبرعات قبل ذلك لدعم صندوق تحيا مصر، وفوز مشرف على المستوى الدولى.
إن أخلاقه العالية قد تجلّت كأجمل ما يكون حينما تسلم الجائزة، ففى كلمته الموجزة أهدى جائزته لأطفال مصر وإفريقيا، ليؤكد أن مصر هى بلده الذى يبرهن كل يوم عن حبه له واعتزازه به.
إن هذا الفوز لمصر يعكس قدرة المصرى حينما يجتهد ويُخلص فى العمل.. إنه يُعطى الأمل أيضًا لكل شاب وشابة مصرية، إن كل احتمالات المستقبل مفتوحة أمامهم، وبلا حدود فى النجاح والتفوق والوصول للعالمية.
لكن النجاح يبدأ حينما تبدأ فى ترجمة حُلمك إلى عمل جاد على أرض الواقع.. النجاح لا يأتى على طبق من فضه.. ولا يأتى للمتخاذلين أو الكسالى الذين يجلسون على المقاهى انتظارًا للتعيين من الحكومة أو انتظار لوظيفة لن تجىء، أو الذين يثرثرون فى الشائعات وأخبار النميمة، أو الذين يقضون أوقاتهم فى التفاهات وتشويه الآخرين، وتشويه كل عمل جاد، مهما كان صغيرًا.
إن النجاح يبدأ من أسرة تُحسن تربية أبنائها على القيم النبيلة والأخلاق العالية وحُب الوطن، ثم يأتى التعليم الجيد والتدريب والاجتهاد فى العمل والإخلاص له.. لقد عانينا طوال السنوات الأخيرة ومنذ ٢٥ يناير ٢٠١١ ممن يحاولون نشر الفوضى فى السلوكيات، ودهس القيم والدعوة للبلطجة ونشر الفوضى، وترديد الشائعات والجلوس على المقاهى طوال النهار لتشويه كل شىء، والتباهى المقيت بعدم انتمائهم لبلدهم.. ونشر الكراهية والتخاذل بين الشباب.
وبينما هذا التيار الجاحد يحاول أن يجد له أتباعًا لتدمير القيم والأمل وبث الكراهية وإضعاف الهوية المصرية العريقة، إذا بنا نجد نماذج مشرفة تسطع فى سماء الوطن والعالم خاصة فى مجال الرياضة، لتؤكد أن العمل الجاد والأخلاق العالية وحب الوطن والاعتزاز به هى فضائل تساعد الشاب أو الفتاة على ارتقاء سُلم النجاح حتى الوصول إلى قمته، ليس فى مصر فقط، وإنما أيضًا فى العالم.
وقبل محمد صلاح ومنتخبنا المصرى اللذين تم تتويجهما من قبل «كاف».. فإن لدينا فى مصر شبابًا نفخر بهم، ونعتز بأنهم يحموننا ويحمون بلدنا، هم فراعنة مصريون بحق، وأبطال نعتز ونفتخر بهم، وندعو الله مع بداية العام وفى كل يوم أن يهوّن على هؤلاء الرجال فى البرد الشديد فى شمال سيناء، وأن يحفظهم ويرعاهم وأن يحقق لرجال مصر من شباب القوات المسلحة الانتصار على كل عدو أو خائن، وعلى كل من يحمل سلاحًا ضد المصريين، أو يُضمر لهم الشر.. إن شباب مصر من جنودنا البواسل الذين يقفون لحمايتها، هم نموذج يُحتذى به فى الرجولة والعطاء، والشجاعة والوطنية.
ومع إطلالة العام الجديد، أرجو أن يكون فاتحة خير لمصر ولنصر مصر، ولاستقرارها ولتقدمها فى كل المجالات.. ورغم المحن والصعاب والمشاكل نبدأ العام الجديد بأخبار مُفرحة وبإحساس عارم بأن الفراعنة قادمون فى كل المجالات، وأنهم لقادرون على عبور كل المستحيلات، وكل التحديات إن شاء الله.. مليون مبروك لمصر، وكل عام ومصر أحلى وأخبارها أجمل وأحوالها أكثر استقرارًا وتقدمًا.