رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الدستور في منزل «إرهابي» حلوان.. جيرانه: «كان بيسمع أغاني وبيعيِّد على جيراننا المسيحيين»

منزل «إرهابي» حلوان
منزل «إرهابي» حلوان

في أحد الأحياء الشعبية بمدينة حلوان، وتسمى منشأة السلام، وعلي مقربة من كنيسة مارمينا التي شهدت العملية الإرهابية يوم الجمعة الماضية، عاش إبراهيم إسماعيل منفذ تلك العملية طيلة ثلاثين عامًا، شارع متعرج ينحدر بك لأسفل يوجد علي يساره منزل أسرته، ومخبز «الفينو» الخاص بهم، والذي يقع أسفل العقار.

باب حديدى أخضر اللون مغلق بقفل نتيجة اصطحاب الأسرة عصر الجمعة الماضية، عقب قيام نجلهم بارتكاب تلك العملية الغاشمة، حيث ألقت قوات الأمن القبض عليهم واصطحبتهم لمكان غير معلوم للجيران، حسب قولهم.

الدستور وصلت إلى منزله وحاورت عددًا من الجيران، جميعهم تبرأوا من فعلته، مؤكدين أن الأسرة بعيدة تمامًا عن التطرف، ويُعرف عنهم السمعة الطيبة طوال الـ50 عامًا التي عاشوها في المنطقة.

منذ 3 سنوات خرج إبراهيم من منزل الأسرة دون أن يعلم أي أحد وجهته، ترك طفليه، ما جعل زوجته ترفع عليه قضية خلع، وتتمكن من الفرار بطفليها الصغيرين من مصيره المجهول، يقول ميزو مالك محل «جزارة» وأحد جيران إبراهيم، أنهم بعد اختفائه طوال السنوات الثلاث، كانت قوات الأمن تلاحقه باستمرار، فيفاجأ الأهل بقدوم حملة أمنية للبحث عنه، فتنفي الأسرة معرفتها بمكانه أو وجود أي تواصل بينهم، وعلموا خلال هذه المدة أنه اتجه للتطرف.

نقلة غريبة شهدتها حياة إبراهيم في السنوات الأخيرة، فتحول من شخص يقدمه الأهالي لإمامتهم في الصلاة، ويعيد على جيرانه المسيحيين في عيدهم، إلى إرهابي متطرف يقصد قتلهم، يقول علي، الذي يعمل في محل «فطاطري»: إن إبراهيم نشأ معهم وكان يلعب الكرة ويسمع الأغاني وعاشق للنادي الأهلي، وطالما كان بعيدًا عن التطرف.

«والده الحاج إسماعيل كان شغال في شركة الكهرباء وراجل طيب»، كلمات بدأ بها خيري صاحب «سوبر ماركت»، وأحد جيران إبراهيم، حديثه مع الدستور، موضحًا أن لإبراهيم 5 أشقاء بينهم مدرس ومهندس كهرباء، وأن أسرته تعيش في المنطقة منذ 50 عامًا، ولم يكن بينهم وبين أي من الجيران عداوة طوال هذه المدة، حتى توفى والده ودُفن في الكريمات.

تبرؤ الجيران من إبراهيم يرجع لخوفهم مما شاهدوه حول الحادث وبشاعته، يروي لنا «ميزو الجزار» تفاصيل أخرى عن حياته، فيقول إنه كان يعمل صنايعي ألوميتال، ويملك ورشة متخصصة في هذا المجال، واصفًا حاله في تلك الفترة بأنه كان ميسورًا، ثم أحال الأشقاء الورشة إلى مخبز تحت اسم «ولاد أبو إسماعيل» نسبة إلى والدهم.

«كلنا ضد الإرهاب» شعار رفعه أهالي المنطقة رافضين به الواقعة، مؤكدين أنهم لم يتخيلوا أن ينشأ بينهم من يتحول في نهاية الأمر إلى إرهابي، يبث الذعر في نفوس إخوانهم المسيحيين، يقول خيري، جميعنا يرفض الإرهاب ونعلم أنه لا يفرق بين مسلم ومسيحي، معلقًا: «حسبي الله ونعم الوكيل فيه».

ولم تسلم الأسرة من آثار تطرف الابن، فظلوا طوال سنوات يتحملون تبعات ذلك، وتورطه في حادث كنيسة مارمينا الذي وقع صباح الجمعة الماضية، اصطحبت قوات الأمن أسرته في عصر ذلك اليوم عقب التعرف على هوية منفذ الواقعة.

وكانت كنيسة مارمينا الواقعة بمنطقة حلوان، قد شهدت حادث إطلاق نار من قبل شخصين، راح ضحيته 9 أشخاص وإصابة 5 آخرين، ومقتل أحد منفذي الهجوم.