رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رضا عبدالرحمن.. أمين شرطة بنى قبره قبل استشهاده بأسبوعين

جريدة الدستور

في منزل يتألف من طابق واحد، تسكنه عائلة قوامها 14 شخصا يعولها شخص واحد فرق الإرهاب بينهم وبينه في كابوس مفجع لم يستيقظوا منه إلا على دخوله قريته المنيرة التابعة لمدينة القناطر الخيرية ملفوفا بعلم بلاده، حيث كان أول شهيد للهجوم الإرهابي على كنيسة مارمينا بحلوان.

"الشهيد رضا عبدالرحمن" حُفرت على باب قبر كان هو من بناه قبل استشهاده بأسبوعين وأول من دخله.

استشهد رضا ذو الـ45 عامًا، خلال حادث إرهابي عصف بكنيسة مارمينا جنوب حلوان، أمس الجمعة، حيث كان مساعدًا في كمين تأمين الكنيسة منذ أكثر 18 عاما يتناوب مع زملائه في مديرية أمن حلوان على حمايتها.

"لو ليا الحكم هعدمهم بإيدي في ميدان عام" كلمات نطقت بها فتحية زوجة رضا، وقد خالطت الدموع عينيها، تذكر أن اللحظة الأولى التي رأت استشهاد زوجها على شاشات التليفزيون تملكها غضب شديد أكثر منه حزنا.

الأب الذي ترك 7 من الأبناء أكبرهم شيرين 20 عامًا، إسراء 19، أما عبدالرحمن 16 سنة تليه بسمة 14، ندى 10 ثم حبيبة 7 وأصغرهم محمد 4 سنوات، فكيف ستتكفل هي بتربيتهم جميعًا علاوة على أن رضا كان يتحمل نفقات أخواته البنات الثلاث وأمه الكفيفة.

تقول زوجة الشهيد: "مش عارفة أمسك نفسي لما محمد الصغير يسألني ويقول لي هوا بابا فين وهيرجع إمتى ومش عارفة أرد عليه وأقله إيه طفل زي ده مش هيكون عارف يعني إيه شهيد ولا إن أبوه دافع عن بلده وحماها من الإرهاب".

وأضافت: "زوجي شهيد بإذن الله، لأنه بيدافع عن أرضه لدرجة أنه كان بيحمي ولاد بلده وفرط في دمه عشان يستشهد من أجل إخوته من المسيحيين ومبصش على نفسه أنه مسلم".

واصلت زوجة الشهيد رضا حديثها عن عدم طلبها من مسئول أي خدمة سوى القصاص وعوده حق زوجها بإعدام مقترفي الحادث أو أي شخص له علاقة بما حدث بالأمس أمام كنيسة حلوان.

أما ابنته الكبرى شيرين ذات الـ20 عاما فهى لم تر والدها لمدة حوالي أسبوعين حيث كان زفافها منذ شهر، ولا تعلم ماذا تقول لأختها حبيبة وسؤالها المتكرر "فين بابا؟! تعالي نروح له" وعند إجابتها بأنه دُفن طالبت الصغرى بالذهاب وفتح باب القبر.

وكيف ستفسر لها فيما بعد غيابه الذي سوف يدوم فضلًا، عن عدم قدرتها عن إيجاد تعليل لسبب قتل والدها بتلك الطريقة فقد كان يدافع عن أناس ليسوا على دينه وقتله من هم على دينه، مدعين البطولة والتأسلم.

"أم الشهيد"

"لمينا لحمنا.. هما مش هيلاقوا اللى يلم لحمهم"... "تحية " التى قاربت على التسعين من عمرها وأصابها ضعف السمع، خاف الجميع عليها من خبر وفاة ابنها الوحيد، إلا أنها سمعت المنادي يعلن عن تشييع الجثمان، لم تره لشهر كامل نظرًا لانشغاله ولهذا لم تسمح بالدفن قبل احتضانه، فدخلت المسجد ولم تكن تسمع بمفارقته، على عكس ابنتها التى لم تستطع أن ترى أخاها على هذا الحال.