رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

وصفة من جعبة العدل!


منذ عقود كثيرة لم تحظ الانتخابات فى مصر بسمعة طيبة فقد زورت فى الماضى وفى الحاضر فى عهد الإخوان أيضاً، وماذا عن الانتخابات القادمة «إذا ما تمت!» أشك بشدة أن تنال قسطاً من النزاهة. لاسيما أنها مسألة حياة أو موت بالنسبة للفصيل الإسلامى، وما هى مؤثرات المقاطعة التى ينادى بها البعض.

نعم إن هناك جواً من التوتر بين المقاطعة أو خوض الانتخابات فى عقول كل من يحبون مصر ويحلمون بانتخابات عادلة ونظيفة. وعلى النقيض من تلك الجماعة التى همها كله التمكن من كل شىء وبسرعة.. ما علينا أيها القارئ العزيز، فأود أن أناقشك فى أمر فى غاية الأهمية وأسألك ما المواصفات التى يجب توافرها فى المواطن المشارك فى هذه الانتخابات أو غيرها.

فهل يصلح ونحن فى القرن 21 أن نترك الفرصة للمواطن الأمى الجاهل ليدلى برأيه، فى الوقت الذى تنحسر فيه معرفة المصريين عامة بطبيعة هذه الانتخابات كذلك الأمية التى تنتشر بين بعض المتعلمين بشتى أنواعها! بذلك نجد أن هناك قطاعات عريضة لا تعرف ولا تدرك ولا تفهم، أقول ذلك للدراسة العادلة والرأى الوطنى الصائب نحو الوطن، مقابل ما يحدث من جماعة الإخوان الذين يركزون أقصى اجتهاداتهم وجهدهم لشراء أصوات البسطاء من الأميين مستخدمين شنطة الغذاء التى اشتهروا بها إلى جانب استغلال الدعاية لحزبهم من خلال بيوت العبادة.

ولو ناقشنا أعداد الأميين فى محافظات مثل الفيوم وأسيوط والجيزة على سبيل المثال سنجد أن الأمية تتراوح ما بين 50٪ و67٪ وفق الإحصاءات الأخيرة قطاعاً كبيراً منهم تمثله حواء.

وهذا هو الصيد الثمين الذى يتمكن منه الإخوان لما يمتلكونه من المال وتكفير الآخر. فلماذا لا يتقدم الليبراليون وكل الشرفاء من التيار الشعبى والأحزاب بمشروع قانون يحدد مواصفات خاصة لمن يتقدم للصندوق مدلياً بصوته كمثال أن يكون حاصلاً على شهادة متوسطة كحد أدنى للمشاركة.

كما أن على التيار الليبرالى والقنوات المستنيرة رسالة مهمة لتعريف الناس من ينتخبون ولماذا.. منذ يومين روى لى صديق بالقليوبية أن جماعات الإخوان بدأت بالفعل فى توزيع شنط الغذاء بالقرى، على موعد مع شنطة ثانية قبيل الانتخابات، هكذا يخدع البسطاء برشوة مؤقتة مآلها إلى زوال وعدم تكرار.

للأسف بأبخس الأثمان تشترى الأصوات، إنها بحق مأساة ما أصاب قطاعاً عريضاً من البسطاء من جهل وسوء تقدير العاقبة.

نعم إنها مسألة ضمير وأخلاق.. ولنا أن نسأل عما نشرته بعض الصحف عن إعداد الإخوان لأكثر من 12 ألفاً من الشباب لحماية الانتخابات.. إنه خبر خطير لا يمر مرور الكرام.. فأين الشرطة ومساعدات الجيش فى الانتخابات.. لكن لنعود للتأمل فى الخبر.. وما خفى كان أعتم.. نحن حقيقة فى مأزق ووهم ومشكلة ندعو الله أن ينير العقول ويطهر القلوب.. إذا أرادت هذه القلوب والعقول أن يكون مكسبها حقيقياً.. حتى لو ناقصة إرادتها.

آخر العمود: من قصيدة العراف الأعمى لأمل دنقل «وأخيراً عدت أحمل فى صدرى/ حسمت الطاعة وبلا ساعة/ ما جدوى الساعة فى قوم قد فقدوا الوقت».