رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لاتلوموا الثورة والثوار بل لوموا أنفسكم!!


مشكلتنا الآن أننا نعيش حالة من الفصام والوهم تجعلنا ننظرإلى النتيجة أو الشواشى بلغة أهالينا فى ريف مصر ولاننظرإلى السبب أو الجذور.

نهاجم جميعا وأنا منهم محاولات الاعتداء على المنشأت والممتلكات والهيئات العامة وبعض الوزارات والفنادق ...الخ.

ولانصرخ كما صرخ البعض مناعن أسباب الاحتقان الحقيقية وعوامله ومظاهره .

لذلك أقول لمن يتهم الثورة والثوار وبعض القوى المعارضة فى جبهة الإنقاذ إنهم وراء وسبب ما يحدث الآن؟ ، أقول لهم إتهامكم فى غير محله للأسباب التالية :-

هؤلاء ليسوا السبب ولكن نظام الحكم هو السبب إذا أردنا أن نقول الحقيقة بدون لف أو دوران أو مواربة أو دفن الرؤوس فى الرمال.

• نعم البلطجية وفلول النظام وأموال بعض رجال الأعمال الفاسدين من حاشية النظام السابق والمؤامرات الخارجية ... الخ فى ساحة الثورة ، يفسدون ويشعلون ويكسرون ويمزقون أوصال الوطن الذى لم يعد بالنسبة لهم مرتعا للسرقة والفساد كما كان من قبل .

• نعم هناك محاولات مستميتة لكسرهيبة الدولة ، وتقويض أركان النظام ، وإحراج الرئيس وإفشال الحكومة بكافة الطرق الشيطانية .

• نعم الكثيرمنا بلع الطعم وسارأو اضطر للوقوف فى خندق الراقصين على جثة النظام ، أما شماته أو قلة حيلة أو انطلاقا من المبدأ الشهيرعدوعدوى صديق ، بعدما يأسنا من انصلاح حاله .

• لكن يظل السؤال قائما : من الذى دفعنا إلى ذلك ؟

• أليس هو النظام الذى يصرعلى صم أذنيه وإغماض أعينه عن مطالب الجماهير أو حتى فصيل منها لإنجاح مشروعه وفرصته التى لن تتكررأو لتفويت الفرصة على أعداء الوطن الحقيقين على الأقل؟ ، ... على سبيل المثال لا الحصر :

• ماذا يضرّالنظام فى أن يضيف أو يعدل أو حتى يغيرالدستور بما يتوافق مع رغبة المعارضين وهم كثر، فالعبرة ليس فى الدستور ومواده رغم قدسيته وأهميته ، لكن العبرة بالتطبيق؟ .

فدستور71 - 19مثلا كان مليئا بمواد احترام حقوق الإنسان وحرياته واحترام القطاع العام وحق الفقراء فى العلاج والتعليم .. الخ ، ....وتم انتهاكها من قبل الأنظمة السابقة ولم تخرج المواد من قلب الدستور لتنقذ رقبة المواطن الغلبان من غشم وجبروت وفساد النظام .

باختصار العبرة بالتطبيق وليس بالنصوص ، والأهم من ذلك أن هذا العقد سيستفيد منه الجميع إذا خلصت النوايا فى تحقيق بنوده إلى واقع ملموس ، ومن يجلس فى الحكم اليوم سيكون فى المعارضة غدا ، ومن يجده سيفا على رقبته اليوم سيكون سيفا فى يده فى الغد .

• ماذا يضرّالرئيس مرسى فى اشراك كل القوى الوطنية فى الحكم وإدارة البلاد؟ .

ولو كنت من الرئيس مرسى لطلبت من د. البرادعى تشكيل حكومة إنقاذ وطنى وعينت حمدين صباحى مساعدا للرئيس للعدالة الاجتماعية وعمرو موسى مساعدا للرئيس للشئون الخارجية وعبد المنعم أبو الفتوح للشئون الصحية والتعليمية وأشركت كل الخبرات الوطنية الحقيقية بغض النظر عن الانتماء السياسى أو الدينى لعمل خطة إنقاذ اقتصادى وصناعى للبلد ، وبذلك يكون قد تم توزيع المسؤوليات على كل الشركاء فى هموم الوطن ، فإذا نجحنا يكون الكل قد شارك فى النجاح وإذا فشلنا لاقدرالله يكون الكل شركاء فى الخسارة!!

• ماذا يضرّ الرئيس ألن يطلب من مجلس القضاء الأعلى ترشيح 3 شخصيات قضائية لاختيارواحد منهم لمنصب النائب العام؟ ، حتى لايقال إنه اختار وعين نائبا له وليس نائبا عاما عن الشعب ، وأقول للجميع أن اختيارالقضاة من قبل للمستشار عبد المجيد محمود لم يمنع الثوار عن المطالبة بإقالته فى أيام الثورة الأولى ، بل و خلعوا من عينه ، فالشعب هو السيد وعلى الجميع أن يدرك ذلك قولا وفعلا .

• ماذا يضرّ الرئيس احترام أحكام القانون وتقديس القضاء قولا وفعلا حتى إذا طلب من الناس الالتزام بأحكامه لا يتذمرون ؟، فضلا عن أن قوة القانون وهيبة القضاء هم أساس بقاء الدولة القوية واستقرار الحكم ،فضلا عن العدل هو أساس الملك .

• ماذا يضرّالرئيس إذا اجتمع بالمعارضة الحقيقية التى تعبرعن نبض الشارع بعيدا عن المعارضة الكرتونية التى تأتى لزوم التصوير و القعدة مع رئيس الجمهورية ؟

• لماذا يصرّ الرئيس فى اجتماعات الحوارالوطنى المزعوم على الإلتقاء برموز الأحزاب الدينية سواء كانت حرية وعدالة أو سلفيين أو ذات مرجعية دينية رغم عدم وجود تناقض فى الرؤى بينهم والرئاسة بل على العكس توافقا قد يصل إلى حد التطابق وزيادة .

• والسؤال البرىء : هل الهدف من هذه اللقاءات هو تلقى المدد والدعم من الأنصار، أم الهدف الاستماع إلى وجهات النظر المختلفة والتحاورمعها للوصول إلى صيغة ترضى الشارع المصرى ؟

• ماذا يضرّ الرئيس الإلتقاء بممثلين حقيقيين عن الثوارالموجودين فى التحرير والمحافظات المشتعلة للاستماع منهم إلى نبض الثورة وأسباب الغضب بعيدا عن الوجوه التى تنسب للثوار ، لكن على شاشات الفضائيات فقط ؟!!!!!



• هذا جزء من قليل لو فعله الرئيس والنظام والحكومة لكسبت الثورة والثواروالشعب كله من جهة وهم الأهم ، فضلا عن إزالة الغطاء الذى يتدثرويحتمى به ويختفى وراءه أعداء الوطن من الخارج والداخل والبلطجية وفلول النظام السابق .. الخ .

• لماذا يصرّ الإخوان على أنهم أصحاب الوطن فقط ولماذا يصرون على احتكار توكيلات الشرف والوطنية بعدما احتكروا توكيل الدين والحديث باسم الإسلام والله ؟

• لماذا يصرّ الإخوان على رؤية المعارضين لسياساتهم بأنهم خونة ومارقين وكفرة وأعداء الوطن ،وإذا استمرهذا الأسلوب ألايحق لنا إتهامهم بنفس الإتهامات وزيادة ؟.

من يتهم أحد بالخيانة أو الاشتراك فى المؤمرات عليه أن يتكلم ويقدم الدليل وألا ينضم تحت لواء الساكت عن الحق شيطان أخرس .

هل نحن كشعب كتب علينا أن نجلس أمام مسرح يقف على خشبته جميع رموز النظام السابق والحالى والمعارضة وكل أبطال المشهد السياسى والإعلامى والأمنى ... الخ يلعبون أدوارهم ببراعة وكل واحد منهم كاسر عين الباقين أو يملك أدلة إدانتهم ، لذلك لايسقط أحد منهم ،... قد يتبادلون الشتائم أو الإتهامات ، وقد يصل الأمر إلى تمزيق بعض الهدوم لكن دون الوصول إلى ورقة التوت التى تستر عورات الجميع !!

كنت اندهش كثيرا قبل الثورة حين أذهب أو أقرأ أو أشاهد فى بعض الأفراح أو سرادقات العزاء أو المناسبات الاجتماعية كل رموز المعارضة والحكومة يقبلون بعض ويتبادلون النكات والضحكات والمصالح رغم أنهم فى الصباح كانوا يمزقون هدوم بعض على صفحات الجرائد أو تحت قبة البرلمان !!

والمدهش الذى كنت أتوقف عنده كثيرا أن قراءة أى نعى فى جريدة كبرى يفضح شجرة العائلة والعلاقات الأسرية والعائلية حين تجد الجميع ، حكومة ومعارضة ، تياردينى وليبرالى وعلمانى .. الخ ، رجال أعمال وإعلاميين ... الخ تجد الكل ممن يتصدرون خشبة المسرح يربط بينهم حبل سرى وشجرة عائلية بالإضافة إلى المصالح المالية وعلاقات البيزنس .

أنا شخصيا كنت أشاهد بالصدفة بعض رموز المعارضة قبل الثورة وممن يتصدرون المشهد الآن فى مكاتب بعض المسؤولين ، دفعتنى ظروف المهنة الصحفية للتواجد لأشاهد بنفسى علاقات مثل السمن والعسل !!

باختصار الكل فى الهم سواء أو يرقصون على جثة المواطن الغلبان .

ولم يتغير شيئا بعد الثورة ، نفس الوجوه وإن تبادلت الأماكن ، وقد يكون البعض قد اقترب من الكاميرا أكثر أو بعد البعض عنها أكثر ، لكن الجميع يربط بينهم حبل سرى وملفات مصالح ولن أقول ملفات فساد !!

طبعا أنا اتمنى أن أكون مخطئا رغم إيمانى الذى يصل إلى حد اليقين ، فإذا كنت مخطئا أقدم اعتذارى مقدما بشرط أن يقدم كل منهم أدلة فساد الآخرين أو أدلة تورطهم فى مؤمرات ضد الوطن والمواطن الغلبان وإلا ليصمت إلى الأبد مثلما يفعل الإخوة المسيحيين بعدما يسألهم القس عند عقد القران بين شاب وفتاة فى الكنيسة : هل لدى أحدكم اعتراض أو معلومة عن أحد الطرفين تهدد هذه العلاقة الأبدية ؟ .. وعندما لاتأتى إجابة يقول القس الذى لايتكلم الآن ، يصمت للأبد !!!

أقول لمن يتبادلون الإتهامات عن الخيانة والمؤامرة حتى يتم جرجرتنا وتضيع وقتنا فى مسرحية هزلية مللنا تكرارها ، إما أن تقدموا أدلتكم الدامغة أو لتصمتوا إلى الأبد وكفّواعن الرقص على جثة الوطن .

هامش

يارب لماذا كتبت علينا أن يقف فى خندقنا الفلول الذين ثرنا عليهم لنكون جميعا فى مواجهة من كنا نظن أنهم معنا فى معسكر الثورة !!!!!

هذا البريد محمى من المتطفلين. تحتاج إلى تشغيل الجافا سكريبت لمشاهدته.

هذا البريد محمى من المتطفلين. تحتاج إلى تشغيل الجافا سكريبت لمشاهدته.