رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الرسالة الأخيرة لـ«أروى صالح» قبل انتحارها بساعات

أروى صالح
أروى صالح

مرت الكاتبة والروائية «أروى صالح» بتقلبات نفسية كثيرة وعنيفة فى حياتها، ذكر أغلبها المقربون منها ومن عاصروها وتقطعت بهم السبل فيما بعد.

يقول الشاعر الكبير عبد المنعم رمضان، إن أروى صالح قالت له ذات مرة بصوت مرتعش وفي خجل «أنا هيفاء إسماعيل، أنا مجرد ذكرى»، وهيفاء إسماعيل كان اسم أروى الحركي الذي تستغله في المتابعة خلال فترة نشاطها مع الحركات اليسارية.

ويشير رمضان إلى أنها تركت العمل السياسي من أجل إحداث قطيعة بينها وبين ماضيها، محاولة إيجاد أرض أخرى تحقق فيها نفسها، مشيراً إلى أن هذا هو ما دفعها للاقتراب من الوسط الثقافي ورواد «وسط البلد»، وزيجتها بشاعر يصغرها بسنوات كبيرة، بجانب حياتها الصعبة مع أخيها فى شقة العائلة الصغيرة، يفصل بينهما جدار فى وسط الشقة كل منهما فى جزء يخصه.

ويذكر رمضان أنها فى فتراتها الأخيرة بدت تضع المساحيق الفجة واللافتة للانتباه كحيلة للتواصل مع الأجيال الجديدة، مؤكداً أن حادثة انتحارها من شقة أحد أقاربها من الدور العاشر، هي رغبة منها في إزعاج الجميع، إصرارها على أن لا تموت فى هدوء.

من جانبها تقول الدكتورة نوال السعداوي، إن أروى صالح كان دائمة التردد على مقهى «زهرة البستان» و«أتيليه القاهرة» مما جعلها ترى نفس ما كانت تعانيه «أروى»، ففهمت فيما بعد أنها تعرضت لإيذاء نفسي، فهى لم تبع مبادئها ولم تقايض عليها كما يفعل الكثيرون، مما دفعهم إلى النيل منها بكل قسوة.

وتتابع السعداوي: «قبل أن تلقى أروى صالح بنفسها من الدور العاشر جاءنى صوتها عبر التليفون، قائلةً: «موتي سلاحي الأخير ضد المبتسرين وناقصي التكوين»، وتضيف السعداوي «ربما أرادت من موتها أن يكون رسالة».

وتشير إلى أنها قرأت خبر انتحار أروى صالح- عام 1997- في جريدة أخبار الأدب، آنذاك، بالإضافة إلى مرثيات أخرى كثيرة نُشرت لها في دوريات أدبية عديدة.