رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

موجات الغلاء وأزمة الأخلاق


تضرب الأسواق فى مصر، الآن، موجة جديدة من موجات الغلاء التى تتلاحق بسرعة رهيبة لتسحق المواطنين فى خضم ضرباتها المتلاحقة.

والأزمات التى تشهدها البلاد فى مجال الخدمات والسلع تعود فى أغلبها إلى وجود «أزمة أخلاق».. فالتردى فى مستشفياتنا يرجع إلى تخاذل أعداد كبيرة من الأطباء وهيئات التمريض، وبالطبع فهناك من يحاول من الأطباء ومعاونيهم تقديم خدمة طبية جيدة لكن هؤلاء «استثناء»، والأمر يتكرر فى أغلب مناحى الحياة بصورة تجعلنا نعيد النظر فى «منظومة الأخلاق» التى تشهد كل يوم بل كل دقيقة تراجعا كبيرا.



ولو عدنا إلى أزمة ارتفاع الأسعار لوجدنا أن من يقف وراءها «حفنة من التجار» كل همهم الربح السريع على حساب ملايين المواطنين، ومن ينظر لأسعار اللحوم والأسماك والخضراوات والفواكه يصاب بحالة من «الذهول»، فأسعار هذه السلع ارتفعت بصورة غير منطقية على الرغم من أن تكلفة إنتاجها ونقلها تقل بصورة كبيرة عن أسعار بيعها للمواطنين.

ودعوات مقاطعة شراء السلع لفترات معينة وسيلة جيدة للضغط على هؤلاء التجار لكبح جماح جشعهم، وجهاز «حماية المستهلك» عليه مهمة كبيرة حيث يقع على عاتقه تنظيم حملات مستمرة لمقاطعة السلع التى ترتفع أسعارها بصورة مبالغ فيها التى أعتقد أنها ستحقق نتائج جيدة على أرض الواقع.

وعلى مجلس النواب أن يدافع عن حق المواطنين فى الحصول على السلع بأسعار مناسبة والتوصل إلى قانون يلزم التجار ببيع السلع للمواطنين بأسعار تقترب من الأسعار الحقيقية لهذه السلع، وبما يضمن تحقيق هامش ربح معقول للمنتجين ووصول السلع بأسعار مناسبة للمواطنين. ولا يفوتنى أن أوجه التحية لقواتنا المسلحة التى تعمل بجد لمواجهة الغلاء من خلال توزيع «كراتين» المواد الغذائية، التى تحمل اسم «تحيا مصر»، على المواطنين بأسعار مخفضة، وهذه الكراتين توزع الآن فى مختلف أنحاء مصر.

والحالة التى تشهدها الأسواق فى مصر من ارتفاع غير مسبوق فى الأسعار تتطلب تدخلا فوريا من «وزارة التموين» لوضع حد لهذه الحالة التى تستنزف المواطنين.