رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أمن سيناء بالتثقيف والتنوير والعدالة الناجزة


هل مطالب الإرهابيين التكفيريين ستنتهى بتهجير المصريين المسيحيين من سيناء وتخييرهم بين البقاء تحت الترويع والقتل والحرق أو الفرار بعيدا للحفاظ على أرواحهم وأرواح أطفالهم، تاركين وظائفهم وممتلكاتهم وبيوتهم ومدارسهم وحياتهم؟.

إذا نجح هؤلاء الإرهابيون المتطرفون فى فرض ما يريدونه فسيكون هناك سيل من الخطوات الأخرى لفرض أفكارهم الظلامية وسلوكياتهم المتعصبة والمتشددة، والتى ينسبونها زورا إلى الدين. إن نجاح الإرهابيين فى تنفيذ مطلب واحد من مطالبهم يعنى محاولات عزل سيناء وفرض إمارة سيناء بتقاليد وعادات الدواعش.


سأركز على أهمية دور قصور الثقافة فى مواجهة الإرهاب. فقصور الثقافة تغطى كل أنحاء مصر بها السينما والمسرح والموسيقى وأقسام تخص إبداعات المرأة وتخص الحفاظ على الحرف والفنون التقليدية والموروثات الشعبية، وإبداعات تخص الطفل، وبها أيضا المكتبة التى تساهم بتوسيع مدارك المعرفة وتشكيل الفكر والوجدان.

كما أن قصور الثقافة لها أيضا دور تنويرى بإقامة الندوات المتنوعة فى كل المجالات العلمية والفنية والأدبية والثقافية والدينية لنشر مفاهيم الدين التى تقوم على التسامح والوسطية وقبول الآخر، مع نشر ثقافة المواطنة بين الجميع دون تمييز.

الدولة التى تهتم بمحاربة الإرهاب عليها أن تعرف أن المواجهة بسلاح الفنون والفكر لا تقل أهمية عن المواجهة الأمنية بالسلاح فى يد جنودنا الذين يقدمون حياتهم فداءً لأبناء الوطن.

الدولة التى تهتم بمحاربة الإرهاب عليها أن تعلى قيم التعاون والعمل والأمانة والصدق والشرف على قيم النصب والفهلوة والبلطجة والاستهتار المنتشرة بين المواطنين، وكذلك قيم الفساد المنتشر والمتغلغل بقوة فى أجهزة الدولة، وعلى الدولة محاكمة الفاسدين والمفسدين الناهبين للمال العام لا المصالحة معهم. فالمصالحة تشجع آخرين على سلوك النهب والتربح... إن نشر القيم من خلال الأسرة والمدرسة ومجالات السينما والمسرح والدراما والبرامج الإعلامية والثقافية هو أحد الأسلحة القوية لمحاربة الإرهاب.. كما أن الاهتمام بالبحث العلمى مع زيادة ميزانيته مثلما نص الدستور، يساعد على محاربة الإرهاب. والاهتمام بمحو الأمية التى تقول الإحصاءات الرسمية إنها تبلغ حوالى 25% خلال مدة زمنية محددة وفى القلب منها محو أمية النساء اللائى يملكن دورًا رئيسيًا فى تربية النشء على المساواة وعدم التمييز لسلاح فعال فى مواجهة الإرهاب.

وإذا انتقلنا إلى دور هام فى مواجهة الإرهاب لكانت العدالة الناجزة أحد الأسلحة القوية لردع من أجرموا فى حق هذا الوطن بتخصيص دوائر متفرغة لجرائم العنف والإرهاب، وجرائم نهب المال العام من أجل تخفيف الاحتقان المجتمعى لمن قُتِل أبناؤهم على يد هؤلاء.. إن دولة القانون التى تقوم على تنفيذ القانون على كل المواطنين تمثل أحد الأسلحة القوية فى محاربة الإرهاب، فمحاربة الإرهاب تتحقق بالأمن والتنمية الإنتاجية والتعليم والتثقيف والتنوير.

وأود قبل أن أنهى المقال أن أشير إلى بعض المطالب المشروعة، التى طالب بها المهجرون أثناء زيارتنا لهم بالإسماعيلية فى المطرانية ومركز الشباب. أهم تلك المطالب هو ماذا بشأن العاملين بالدولة. ففى الوقت الذى احتسبت الدولة لهم هذا الشهر إجازة مدفوعة الأجر، فإنهم لا يعلمون هل ينطبق هذا على الأجر الأساسى فقط أم يشمل الحوافز، وكذلك ما سيحدث إذا طالت مدة ابتعادهم عن هذا الشهر.

وبينما يذهب الطلاب والطالبات إلى المدارس فى الإسماعيلية فإنهم يحضرون فقط كمستمعين للدروس، بينما يطالب الأهالى بقيدهم فى تلك المدارس حتى يطمئنوا إلى إمكان أدائهم الامتحانات لو طال غيابهم فى مقراتهم المؤقتة، وبالذات من هم فى الشهادات العامة.