رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

البنت في الصورة.. قصة لـ محمد عبد العظيم علي

محمد عبد العزيز
محمد عبد العزيز

لماذا اشترى هذه النسخة من مجلة "النيوزويك"؟ منذ أن صدرت الطبعة العربية من هذه المجلة لم يفكر في شراءها.. فجر اليوم وهو خارج من سينما "أمير"، وبمجرد أن وقعت عينه عليها، التقط النسخة، اتجه للبائع.. نظر إلى صورة البنت على الغلاف، يحوطها سطران أحمران يحدان من كمية الهواء المتاح لتنفسها.. بيضاء، جميلة، ترتدي "تيشرت" رصاصي اللون مكتوب عليه بالأسود (ARMY) وشورت قصير أسود مكتوب عليه باللون الرصاصي نفس الكلمة، ثم فخذين مغطيين وساقين مبتورتين.. تجلس على كرسي، بجواره تقف ساقيها التعويضيتان.. تخيلها حبيبته؛ رغم أنها تختلف عنها في اللون فهي من قارة أخرى، وتختلف عنها في الأفكار فعقلها ينتمي لقارة ثالثة.. ومن المستحيل على حبيبته أن تفكر في التطوع لأي جيش.

بمجرد أن دخل المنزل وغير ملابسه وضع الصورة أمامه وظل يتأملها طويلاً.. لاحظ لأول مرة السطر الصغير فوق رأسها: (ما يمكن أن نعرفه عن الاكتئاب).. فتح المجلة وبدأ يقرأ.. بعد قليل شعر بالملل.. قام ليحضر كوباً من القهوة، دون أن يوقظ أمه.

تطلعت إليه الفتاة بنظرة ثابتة عندما عاد حاملاً فنجان القهوة، أخذ يتذكر إذا ما كان قد أغلق المجلة أم لا.. نظر للفتاة، كأن وجهها سينطق بكلمة محتقنة.. يحول نظره ما بين عينيها وساقيها البديلتين.. يتذكر دواء الاكتئاب، يتناول حبة منه ويبتلعها برشفة قهوة، يقرأ اسم الفتاة في الصورة في الأسفل بخط صغير، ويكتشف أن عمرها واحد وعشرون عاماً. تظهر في الصورة أكبر من هذا السن.

نائماً على سريره يتطلع للسقف، يتخيل نفسه يمارس الحب مع الفتاة، يفاجأ بكلمة (ARMY) كبيرة على التيشرت، ينظر لناحية أخرى، تظل تطارده، تأبى الرحيل، يحاول تذكر آخر يوم مع حبيبته، تحتل مكانها، تدمع عيناه ثم يشرع في البكاء بشدة.

في الصباح تدخل الأم الغرفة، تجد سرير أبنها مرتباً بعناية وفوقه المجلة عليها صورة لشخص بساقين مبتورتين، تتسع عيناها حين تكتشف أن الصورة لابنها.