رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

محمد الباز يكتب: اعترافات عبدالمنعم سعيد عن «المصري اليوم»


لاتزال الفكرة التى طرحها الدكتور عبدالمنعم سعيد فى الندوة التثقيفية التى عقدتها القوات المسلحة، ٩ فبراير، عن الإعلام وطريقة إدارته لمواجهة أهل الشر، تثير جدلًا، وخلافًا واختلافًا.

منذ أيام، كنت ضيفًا على العزيزة عزة مصطفى فى برنامجها «صالة التحرير»، وكان الكاتب والزميل محمد أمين يتحدث عن مقال كتبه عن فكرة عبدالمنعم سعيد أطلق عليه «القيصر والرئيس»، كان منحازًا بالطبع لفكرة تنظيم الإعلام التى صاغها عبدالمنعم وسوَّق لها أمام الرئيس.

كان رأيى، ولايزال، أن ما قاله عبدالمنعم سعيد عن الإعلام وتنظيمه كلام تقليدى جدًا تجاوزه الزمن والتطور التكنولوجى الهائل، ثم أنه لا يتناسب إطلاقًا مع أجواء حرب حقيقية المفروض أن الإعلام فيها أحد الأسلحة المهمة، فالجيوش قبل أن تنتصر على الأرض عليها أن تنتصر فى العقول وعلى الشاشات وفوق صفحات الصحف، وهو كلام له أبعاد كثيرة، لا محل له فى سياق هذا الحديث.

لماذا أعود مرة أخرى لما أثاره الدكتور عبدالمنعم فى ندوة القوات المسلحة؟

ما جرى أن الدكتور عبدالمنعم سعيد، وبعد أن رُفعت الجلسة الأولى للندوة استوقفه أحد الموجودين، وهو شخصية بارزة فى مجالها، وقال له: كلامك عظيم يا دكتور ومحاضرتك مهمة جدًا، لكن لماذا لا تُطبق هذا الكلام أولًا فى الجريدة التى ترأس مجلس إدارتها «يقصد الزميلة المصرى اليوم»؟.

توقعت أن يدافع عبدالمنعم عن جريدته، أن يبرر ما رأت هذه الشخصية البارزة، أنه يخالف ما قاله فى محاضرته، وأن يشرح فلسفة الجريدة التى يجلس على قمتها، لكنه بدلًا من ذلك تراجع خطوتين للوراء، وقال له ببساطة: والله أنا فعلًا غير راضٍ عن كثير مما تنشره الصحيفة.

هنا تحديدًا لابد أن نتوقف وقفة ليست قصيرة للتأمل، فالكلام النظرى سهل، ما أيسر أن تقف أمام حشد كبير، تقدم لهم أفكارك النظرية التى تكون فى الغالب براقة ولامعة، لكن العبرة ليست بما نقوله بل بما نفعله.

لا أدرى ما الذى لا يعجب الدكتور عبدالمنعم فى أداء الزميلة «المصرى اليوم»، ولا أدرى أيضًا ما الذى يمنعه أن يصلح ما لا يرضيه، وهل قال ما قاله ليتخلص من الموقف الحرج الذى وجد نفسه فيه، أم أنه على قناعة بما قال؟.

على أى حال نحن أمام إشكالية كبيرة، تتمثل فى التناقض الضخم بين ما نقوله فى المحاضرات وما نقوم به على أرض الواقع، وهذه هى أزمة مفكرينا الكبار، الذين نعتز بهم، لكن لا يمنعنا هذا من الاختلاف معهم.