رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بالورقة والقلم.. مصر دولة غنية


مصر من أغنى دول المنطقة.. إزاى؟!.. تعالوا معى نحصر بعض مواردنا لنتعرف على أهم ما قاله خبراء الاقتصاد والزراعة والرى والصناعة والتجارة والقانون فى تقرير مبسط وسريع.. هؤلاء جميعاً أكدوا أن اقتصاد مصر قوى جدًا مقارنة بغيره فى دول المنطقة من حيث التنوع البشرى والجغرافى والتاريخى والطبيعى.. فعلى سبيل المثال.. لدينا قوى بشرية لايستهان بها فى الزراعة والصناعة والسياحة وفى خدمات إضافية أخرى كمجال الآثار الذى يمكنه المساعدة فى نمو اقتصادنا إذا أحسنا التصرف معها وفيها وأصبحنا حسنى النية.. فمتوسط عدد قوتنا 26 مليون موظف، بحسب تقديرات عام 2010.. أى منذ 7 أعوام.. يتوزعون على القطاع الخدمى بنسبة 51%.. والزراعى 32% والصناعى 17%.. ويعتمد اقتصاد البلاد بشكل رئيسى على الزراعة وعائدات قناة السويس والسياحة والضرائب والإنتاج الثقافى والإعلامى والصادرات البترولية..عزيزى القارئ.. تعال معى نحصى مواردنا حتى نعرف أين نقف:

السد العالى.. بعد إنشاء هذا المشروع العظيم فى عهد الزعيم جمال عبدالناصر..أصبحنا نحصد خيرات الأرض على مدار فصول السنة.. ليس هذا فحسب.. بل زادت الرقعة الزراعية للأراضى الصحراوية التى تم استصلاحها منذ 1957 وحتى1970 كـ«الوادى الجديد.. النوبارية».. وغيرها عشرات الألوف من الأفدنة التى ارتوت بمياه النيل .. وكان «ناصر»-رحمه الله- عطوفاً كريماً مع الفلاحين.. فحدد للاقطاعيين 50 فداناً فقط وليس 2500 فدانًا مثلما فعل رئيس لجنة استرداد أراضى الشعب م.إبراهيم محلب الذى ينزع الأراضى ممن استولوا عليها ليردها مرة أخرى إلى من يمتلك المال فى مزادات علنية لصالح الدولة.. متناسياً ما فعله «ناصر» عندما منح كل أسرة معدمة «5 أفدنة».. فزاد بذلك انتماء الفلاح لأرضه.. وأصبحنا ننتج الحبوب ونزرع القمح ولا نستورد منه إلا القليل لسد احتياجاتنا.. كما كنا منتجين للأرز والخضار والفاكهة والبصل والثوم.. ونصدر من تلك المنتجات ما يفيض عن حاجتنا للخارج.. فيدخل عائدها إلى خزانة الدولة «مش» لجيوب «الهبيشة» الذين يصدرون منتجاتهم الفاخرة وشبه الفاخرة للخارج دون النظر إلى قاعدة «الزائد عن الكفاية العامة».. ومن ثم حرمونا مما تنبت أرضنا.

ومليارات الدولارات الموجودة حالياً فى حسابات عشرين مليارديرًا مصريًا.. يضعون أيديهم على ثروتنا التى حولوها بأسمائهم إلى بنوك سويسرا وأمريكا وإنجلترا.. وقد شاهدنا جميعا كيف هرب معظمهم وقت الطوفان ليستمتعوا بأموالنا المهربة.

قناة السويس.. ازدادت مواردها حتى كادت تبلغ 6مليارات دولار سنوياً.

البترول.. فآبار سيناء تمثل ثروة قومية هائلة.. نضيف إليها بترول خليج السويس..الصحراء الغربية.. الإسكندرية.. ثم بترول البحر المتوسط والبحر الأحمر.. فهذه المصادر وحدها أغنت الشعب وأكفته الحاجة فى ستينيات القرن الماضى.. كان سعر البرميل حوالى 8 دولارات وكنا حوالى 30 مليون نسمة.. فكانت مصر من أغنى الدول العربية، شأنها فى ذلك شأن الكويت والسعودية والبحرين والخليج.

كان لدينا ألف مصنع للقطاع العام وخمسة آلاف شركة تجارية لها أكثر من مائة ألف فرع على مستوى الجمهورية تنتج ما نحتاج إليه وتستوعب مئات الملايين من عمالنا وفنيينا ومهندسينا المبدعين قبل أن يتحولوا بفعل شيطانى إلى «عواطلية»..فتم بذلك إجبار تلك المصانع على الخسارة ثم البيع للأجانب بتراب الفلوس ضمن خطة «جهنمية» بضغوط من البنك وصندوق النكد الدوليين.. وكان القطاع العام قبل ذلك يلبى للشعب معظم احتياجاته دون استيراد السلع غير الضرورية من الخارج بالعملة الصعبة.. بل كنا نصدر فائض إنتاجنا للخارج.. وكانت أموال هذه المصانع والمتاجر تدخل أيضاً للخزانة العامة للدولة لتكون مصدر قوة وسندًا للشعب ولقواتنا المسلحة على الأقل وقت الحرب.. ومن هنا انتبه قادة الجيش لهذه اللعبة وبدأوا فى الاعتماد على مصادر أخرى لهم وللشعب.. وهذا ما نراه الآن من خلال المنتجات المدعمة المنتشرة فى الميادين لتواجه جشع التجار.

إذن قوى الشر العالمية خططت للقضاء على القطاع العام.. ومن ثم انتشرت ذئاب الغابة وثعالبها وصقورها لتدمر وتبيع كل شىء حتى تُغرق البلد فى ديون أكبر وأكبر..ورأينا جميعا كيف مرض الاقتصاد القومى بعدما استولت «العصابة» المنتفعة على أموال الشعب.. فتضخمت ثرواتهم من العدم.. وأصبحوا كالحيتان التى تبتلع كل ما يقابلها.. وبذلك تركونا نمد أيدينا لدول كنا لهم قبل ذلك القوة والرفعة والسند..نطعمهم ونسقيهم دون أن نمُّن عليهم.. حدث ذلك يوم كنا ننتج أجود وأفخر أنواع القطن فى العالم.. وكان العالم يردد عبارة خالدة فى نشراته الإخبارية: «مصر تنتج..والعالم يستهلك».. ويوم كانت بورصتا القاهرة والإسكندرية فى أربعينيات القرن الماضى تحتلان المركز الرابع على مستوى العالم.. هذه هى مصر التى كانت وكيف أصبحت.. والسؤال: هل يمكن أن تعود بهية كما كانت على يد الرئيس عبدالفتاح السيسى بعد أن يُطهرها من رجس المفسدين الذين نهبوا الأخضر واليابس؟.