رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الخرتية


الخرتية.... يعنى البهوات والأفندية، ويمكن كمان ولاد البلد والجدعان، كلهم عاوزين نسبتهم من الزوار... اللى بيعتبروهم أغراب، الثمن بيخدوه من صاحب الدكان... بس فى الحقيقة اللى بيدفع الثمن هو الزبون.. الخاسر ولو مرحليًا لأنه بيدفع التمن مرتين... مرة هنا ومرة هناك.



الخرتية اللى بتكلم عنهم مش بتوع الدكاكين... المعنيين هم خرتية البشر والمشاعر والأحاسيس... اللى بيصاحبوك ويفسحوك ويمكن كمان يأكلوك ويشربوك.. كل ده علشان نسبتهم.. أما أنت فين.. مش مهم إنت مجرد عابر فى حياتهم... يستخدموه لأى سبب ويطلعوا منه بمصلحة.. على الأقل من وجهة نظرهم.....

لكن يا ترى اللى خدوه... وبعدين رموه... كان من مصلحتهم يرموه؟؟ تمام زى اللى أكل الموزة ورمى قشرتها من غير ما ياخد باله إن القشرة ممكن تزحلقه وتوقعه على جدور رقبته، الخرتية... هم الشطار- وده برده من وجهة نظرهم - أصل الشاطر لو شاطر بجد ما يتشطرش... الشاطر مش محتاج يتشطر ولا محتاج لأى شطارة، الخرتية... هم الجامدين قوى.. اللى لا بيحسوا ولا بيتأثروا.. وبيرموا ورا ضهرهم طوالى... مش بقول لكم جامدين قوى، الخرتية... هم الهاديين الراسيين الساهيين السهتانين اللطاف المؤدبين المهذبين اللى العيبة ما بتطلعش من بقهم... يستفزوك وتطلع فى النهاية إنت اللى غلطان، الخرتية.. يمكن كمان كتيبة أو حمير شغل عمومًا.. مركزين قوى ومستقرين قوى يعنى طالعين واكلين نازلين واكلين ومش مهم واكلين إيه... بيقعدوا فى مكانهم وما بيتنططوش كتير ولا بيظهروا كتير.. أشباح بيدوروا فى عجلتهم الدوارة من غير ما يخدوا بالهم إن العجلة ممكن ولو مؤاخذة تفسى.. منتجين وفاعلين ومنظرين وأساتذة وكبار فى المقام يعنى أو ببدل ونضارات عنيهم قزاز وصوتهم صفيح وتشوفهم تقول أكيد محترمين عشان كلامهم بحساب وحركتهم بحساب ونظراتهم بحساب ولما تجمع كل الحساب ده تلاقيه بالناقص ولو ضربت الحساب ده يقسمك نصين.. البعد عنهم غنيمة - لك مش ليهم - لأن غنايمهم دمها تقيل زى الأكل البايت والنوم المنتظم، بيحبوا سكة السلامة.. ويوئدوا أى حد يقابلهم فى السكة ده - على سبيل الاحتياط - من الآخر.. بيقفوا على عتبات البهجة.. ويحلموا بيها لكن عمرهم ما يعرفوا يذوقوها... لحسن تلسعهم ولا حاجة....

بيلفوا 100 سنة ولا يعدوا قنا... أصل المرور من الأماكن الضيقة لا يناسبهم بيحبوا البراح.. ولو ضاق عليهم وطبق على أنفاسهم بيفتكروا إنهم حيعيشوا ياما... والحقيقة إنهم محلك سر... وعلى حطت إيدك.. بيدوروا حوالين غيرهم ويرجعوا لنفس المكان تيران فى ساقية.. حمير فى مطلع المهم إنهم يفضلوا عايشين نفس العيشة.. وما شيين على الصراط المستقيم لا يبصوا يمين.. ولا يبصوا شمال تشوفهم تلاقيهم شبه بعض.. وشبه كل اللى حواليهم تقولش كربونة!

بس الأكادة إنهم فاكرين نفسهم ناصحين قوى.. وفالحين قوى.. وبيكسبوا فى الآخر... حتى لو خسروا شوية حاجات كده فى النص.. وبيكملوا عادى جدًا ويفضلوا كده وعلى كده لحد ما يعيوا ويموتوا زى كل الناس الباقيين ويقابلوا اللى خلقهم وهم حاسين إنهم صاغ سليم لكن يا ترى اللى خلقهم.. فى الأصل.. عاوزهم يرجعوله صاغ سليم؟؟ ده حتى تبقى عيبة... مفيش كده ولا خدش هنا ولا تعويرة هناك؟؟!

يعنى ينفع يعنى إنك ترجع الطبق اللى إدهولك الجيران وكان مليان... فاضى؟؟! مش بقولكم.. رزلين وبايخين ودمهم كمان يلطش... أو ما عندهومش دم أصلًا صحيح... اللى اختشوا... ماتوا.