رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تحية لنساء مصر في ذكرى يناير «2»


استكمالًا لدور النساء أثناء التمهيد لثورة يناير تصدرت المرأة المصرية مشهد حركة أهالى ضحايا العبّارة التى غرقت عام 2006 وكان غرقها شاهدًا على فساد الحكم فى مصر وليس مجرد فساد مالك العبارة والمسئولين المصريين فى هيئة الموانئ البحرية، بل قال أحد المسئولين فى تعنيفه للأهالى: «ما كام عبارة غرقت وكم قطار اتحرق ومحدش نطق»!! تكونت فى ذلك الوقت حركة الدفاع عن ضحايا العبارة بمبادرة من المحامين بهيئة الدفاع عن المدعين بالحق المدنى ومعهم أعضاء وعضوات من حركة كفاية وبعض أهالى الضحايا من الرجال والنساء، وكانت نموذجًا لعمل مشترك قانونى وإعلامى وجماهيرى لوضع القضية على الساحة الداخلية والخارجية مثلما كانت قضية جزيرة القرصاية.



لم تكتف المرأة المصرية بهذه الاحتجاجات قبل الثورة ولكن كانت فى مقدمة الصفوف فى ثورة 25 يناير 2011، وكان المشهد العظيم: الجدة والأم والابنة والحفيدة والأخت والزوجة والخالة والعمة خرجن جميعًا وافترشن ميدان التحرير وكل ميادين التحرير فى مصر ليذدن عن أسرهن وعن حقوقهن، عن أولادهن وبناتهن، ليذدن عن الوطن. عندما تعرضت المرأة المصرية للأذى الكبير وتمت تعرية وضرب البنات فى أحداث مجلس الوزراء فى ديسمبر 2011 كان ذلك صدمة للنساء وللمجتمع المصرى كله، وكان رد الفعل من جانب النساء قويًا. وخرجت مسيرة النساء فى ديسمبر 2011 لتقول: «الشارع لنا- لن نخاف» و«ارفعى راسك ارفعى راسك- إنتى أشرف من اللى داسك». وعندما قدم المجلس العسكرى اعتذارًا قالوا: «مش هنقبل الاعتذار- هتك العرض مش هزار»، «قالوا صوت المرأة عورة- صوت المرأة هو الثورة».

خرجت تلك المسيرة التى قيل عنها إنها أكبر مسيرة نسائية منذ ثورة 1919، حيث كانت بدايتها فى ميدان التحرير ونهايتها عند نقابة الصحفيين. فى هذه اللحظة أحست النساء بالخطر. شارك فى هذه المسيرة الطالبات والمهنيات: طبيبات –مهندسات- معلمات -جامعيات- صحفيات.. إلخ من كل أنحاء مصر ومن كل الفئات الطبقية من فلاحات وعاملات وموظفات وسيدات أعمال. انتفضت المرأة للدفاع عن حقوقها وإصرارا منها على التعبير عن رأيها بشكل سلمى دون خوف.

منذ هذه اللحظة بدأت نساء مصر يفكرن فى العمل الموحد معا: العمل الجماعى تحت مسمى واحد: «نساء مع الثورة». وبدأت الدعوة من المنظمات النسائية ولبّت الدعوة نساء مصر فى الأحزاب والحركات الشعبية والجمعيات الأهلية. وبدأت الدعوة تتسع إلى النساء فى المحافظات وبدأن العمل معا. وكان التحضير لمطالب النساء سواء فى الحركة السياسية أو الاجتماعية، وكانت الاجتماعات والتحضير لمطالب النساء وتقديمها للجمعية التأسيسية فى 2012. وخاضت النساء عملًا مشتركًا بالمشاركة فى رفع القضية المرفوعة أمام القضاء الإدارى فى إبريل 2012 والتى أصدرت حكمها ببطلان الجمعية التأسيسية. ثم تأسست جمعية أخرى ولكن كان تيار الإسلام السياسى هو الفصيل الأساسى فيها فخرج دستور 2012 مشوها ولا يحمل آمال المصريين ولا يحمل حقوق المرأة المصرية، بل همشها وأضر بحقوقها.

وقبل الاستفتاء على دستور 2012 ذهبت المرأة المصرية تحت مسمى حركة نساء مصر، والتى جمعت المرأة من الجبهة الوطنية لنساء مصر «تكونت من المرأة فى الأحزاب» واللجنة الدائمة للمرأة «تكونت من نساء جبهة الإنقاذ» ومصريات مع التغيير والمنظمات النسوية وحركات نسائية مثل ضد التحرش وتجريم العنف ضد المرأة وحركة بهية يا مصر ورابطة المرأة العربية والاتحاد النوعى لنساء مصر والشخصيات العامة من النساء المستقلات وعدد من الأديبات والإعلاميات، كل هؤلاء نزلن معا فى 4 أكتوبر 2012 أمام قصر الاتحادية وقدمن وثيقة بمطالب النساء فى الدستور.

وكانت أهم المطالب:

أولاً: المساواة بين المرأة والرجل سياسيا واجتماعيا واقتصاديا وثقافيًا ومدنيًا.

ثانياً: تحديد سن الطفولة مثل كل المواثيق الدولية بـ18 سنة حتى نقضى على ظاهرة زواج القاصرات والاتجار بالبشر وتشغيل الأطفال فى أعمال غير مناسبة لسنهم

ومازال المشوار طويلاً يا بهية