رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تحية لنساء مصر فى ذكرى يناير


منذ ثورة 25 يناير 2011 كثر الكلام عن دور النساء فى الثورة ودورهن فى الدفاع عن حقوقهن وكل الحقوق الاقتصادية والاجتماعية التى تخص المجتمع برجاله ونسائه وأطفاله. يبدو السؤال ما تفسير مشهد طوابير النساء للإدلاء بأصواتهن فى الاستفتاءات والانتخابات، ومواجهة النساء للهجمة الظلامية ضدهن فى دستور 2012. وأثناء الثورة على حكم الإخوان، مشهد خروج النساء بالملايين فى 30 يونيو و3 يوليو و26 يوليو 2013، وإصرار النساء على الوصول فى وفود عديدة إلى لجان الاستماع بالجمعية التأسيسية والإصرار على وضع مطالبهن فى الدستور الجديد، دستور 2013، وأخيراً مشهد خروج النساء للتصويت على الدستور الجديد وطوابيرهن الطويلة فى 14 و15 يناير 2014.

إن هذا المشهد لم يكن وليد لحظة أو وليد عمل فردى للنساء وحدهن سواء نساء الأحزاب أو نساء الجمعيات الأهلية أو نساء الحركات الشعبية أو نساء المنظمات النسوية أو المجلس القومى للمرأة، بل لقد كان هذا المشهد وليد العمل الجماعى الدءوب وجهود كل النساء فى كل تلك الهيئات معا. إن هذا المشهد قد أتى نتيجة لعمل جماعى جمع كل نساء مصر فى كل هذه الأشكال المنظمة تحت راية واحدة هى راية حركة نساء مصر، ويهمنى فيما يلى الوقوف على تفصيلات هذا العمل والجهد.

إذا بدأنا قبل ثورة يناير 2011 سنجد أن كفاح نساء مصر كان من أجل الحفاظ على الأسرة وخروج النساء للعمل لإعالة الأسر المصرية نتيجة لتشريد عدد كبير من العمال وطرد عدد كبير من الفلاحين الصغار من الأراضى وفصل عدد كبير من العاملين فى الشركات المختلفة نتيجة لأسباب كثيرة منها بيع شركات القطاع العام والخصخصة، ونتيجة للكساد، ونتيجة لقوانين مجحفة خاصة بالإيجارات الزراعية، وغيرها من الأسباب التى أدت إلى أن ثلث الأسر المصرية كانت ومازالت تعيلها المرأة.

وفى مشهد آخر نرى انضمام عدد كبير من النساء للعديد من الحركات الشعبية للوقوف ضد الفساد والاستبداد والتبعية، والحركات واللجان الشعبية للدفاع عن الحقوق الاقتصادية والاجتماعية مثل الحق فى الصحة والتعليم والغذاء والسكن. بالإضافة إلى الحركات السياسية مثل حركة «كفاية» عام 2004، وحركة «9 مارس» للدفاع عن استقلال الجامعة 2003، وحركة «شايفينكم وضد الفساد» 2006، ولجنة «الدفاع عن الحق فى الصحة» 2007، وحركة «لا لبيع مصر» 2007، وحركة «أطباء بلا حقوق» 2007، وحركات التغيير: شباب من أجل التغيير- عمال من أجل التغيير- أدباء وفنانين من أجل التغيير- الحملة المصرية من أجل التغيير- ائتلاف المصريين من أجل التغيير فى إبريل 2009، حركة 6 إبريل فى 2008، والحملة المصرية ضد التوريث فى أكتوبر 2009 والتى تحولت بعد ذلك إلى الجمعية الوطنية للتغيير فى 23 فبراير 2010. وتصاعدت طوال هذه الفترة مطالب المنظمات النسوية لتحسين وضع المرأة المصرية وتجريم العنف الواقع عليها والوقوف ضد العادات والتقاليد الضارة التى تؤذيها بدنياً ونفسياً والنضال ضد الأفكار الظلامية التى سادت فى السنوات الأخيرة باعتبار المرأة عورة واعتبارها وعاءً للإنجاب، ومحاولة تهميشها.

بالرغم من ذلك تصدرت المرأة مشهد إضراب الضرائب العقارية فى نهاية عام 2008 وتصدرت أيضاً إضراب 27 ألف عامل وعاملة فى نهاية عام 2007 بمدينة المحلة الكبرى بمصنع الغزل والنسيج، واعتصمت عاملات مصانع المنصورة إسبانيا للنسيج فى الدقهلية ثلاثة أشهر نتيجة لإغلاق المصنع بسبب المشاكل مع المستثمر. ودافعت المرأة عن حقها فى زراعة القراريط لإعالة أسرتها فى سرندو فى محافظة البحيرة وفى دكرنس فى الدقهلية وغيرهما من الأماكن. وتصدت المرأة للدفاع عن الأرض التى تعيش عليها فى جزيرة القرصاية والتى كان يريد كبار رجالات الدولة الاستيلاء عليها لتحويلها إلى منتجعات سياحية للأثرياء بالاشتراك مع مستثمرين أجانب.