حكام مصر .

عندما ننظر الي ما يحدث في العراق وسوريا وفي اليمن وليبيا .

نجد انه لا يوجد تفسير منطقي لما حدث بتلك الدول إلا أن حكام تلك الدول تمسكوا بالسلطة , فدخلت شعوبهم في متاهات من الإقتتال والحروب , وتدخلت دول عظمي ودول الجوار , وإنبعثت النعرات القلبية والطائفية .  وانقسمت البلاد الي شيع وعشائر ومنظمات تتقاتل من اجل الوصول للسلطة . عندها تذكرت حكام مصر , السابقين .

واللذين تنازلوا عن عروشهم بسهولة ويسر , دون ان تراق قطرة دم واحدة .

المعروف ان مصر الحديثة منذ عهد محمد , كان حكامها يتوارثون الحكم , بموجب فرمان تركي من عاصمة الخلافة في ذلك الوقت .

، وكان الخديوي اسماعيل (تولي يونيو 1867, الي يونيو  1879) أكثر انفتاحاً على الطابع الغربي، واشتهر الخديوي إسماعيل بافتتاحه قناة السويس، بالإضافة لإعادة بناء مناطق في القاهرةعلى طراز هاوزمان الأوروبي. أدت سياسته سخية في الاحتفالات وتطوير القاهرة على الطراز الأوروبي .

فقد اجبر الخليفة العثماني والباب العالي  الخديوي إسماعيل علي التنازل الحكم لصالح ابنه , الخديوي اسماعيل , واجبرت عباس الثاني علي التنازل عن العرش , وكان بإمكانه ان يستعين بجيشه . ولكنه آثر السلامة .

كما تنازل الخديوي عباس حلمي الثاني عن العرش في ديسمبر 1914 , وسافر الي جنيف بسويسرا  ليقضي بقية حياته بها .

وهو ما فعله حفيده وآخر ملوك مصر من أسرة محمد علي ,الملك فاروق الأول , عندما وافق علي التنازل عن العرش لإبنه احمد فؤاد ., عندما اجبره رجال ثورة يوليو 1952 .

وهو نفس ما فعله الرئيس جسني مبارك عندما اجبرته ثورة يناير 2011, علي التنازل عن حكم مصر للقوات المسلحة , وانتقل الحكم الي المجلس العسكري بسهولة دون ان تراق قطرة دماء بسبب التمسك الحكم .

وقد تذكرت نشطاء ثورة يناير 2011 , اللذين لوثوا حوائط مباني القاهرة وشوارعها , وقارنته بما كان يفعله اجددهم النشطاء في عهد الملك فاروق .

كانت المظاهرات تسير في الشوارع تهتف بسقوط الملك وأمه العاهرة ,وكان فاروق يختنق عندما ترد إليه هذا المعلومات عن المظاهرات , ,ونقل حارسه الشخصي أنه نقل اليه طلب بطلاء الجانب الأيسر من سور القصر ,من ناحية السيدة زينب باللون الأصفر , قبل ان يستيقظ الأهالي منطقة عابدين ويطالعوا العبارات التي تسب الملك وامه بألفاظ نابية , (يسقط فاروق وأمه العاهرة . أرحل عنا يا أبن ال... .) المكتوبة علي سور القصر , وعندما قام كبير الياوران بإبلاغ الملك , نظر له الملك وضحك , وسأله وما سبب طلاء السور , فقال :          

-         يا مولانا هناك بعض الصبية قاموا بكتابة بعض الألفاظ تخدش الحياء , وتمس جلالتكم

فقال الملك :

-         لا داعي لطلائها , قبل أن أراها بنفسي  .

وقال الحارس , وانطلقنا بالسيارات إلي قصر عابدين , ووقفت سيارة الملك , وهبط منها ووضع يديه داخل جيوبه , ونظر باشمئزاز وحسرة إلي العبارات المكتوبة , وساد الوجوم بيننا , فقد كانت الألفاظ أبشع مما وصفه لي الضابط النوبتجي ,, فنظر الملك إلينا , بعد أن ضحك ضحكة عالية حاول بها إظهار عدم المبالااه. وقال :      

-         هما جابو إيه من عندهم  .

وأمر الملك بطلاء سور القصر فورا     .
[من مذكرات الغريب الحسيني. الحارس الخاص للملك فاروق . سوات في البلاط الملكي ]