رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

النساء والحكم فى آسيا


طيلة قسم كبير من العقود الأربعة الماضية وصلت النساء إلى سدة الحكم فى جنوب آسيا وجنوب شرقها عبر صناديق الانتخابات وكان المنتخبون فى الغالب يصوتون لهن. لأن أزواجهن أو آباؤهن كانوا الآباء المؤسسين لبلدانهم أو من زعماء السياسة المخضرمين وليس بناء على جدارتهن، حيث كانت الزعيمات أنديرا غاندى فى الهند، وسيريمافو باندارانايكا فى سريلانكا، وبنازير بوتو فى باكستان، والشيخة حسينة فى بنجلاديش، وكورازون أكينو فى الفلبين، وميغاواتى سوكارنوبوترى فى إندونيسيا تجسيدا لتلك الظاهرة ولم يكن يملكن مؤهلات مهنية أو جدارة سياسية حقيقية، وربما حول بعضهن تلك الصفات غير المواتية إلى ميزة مواتية، حيث تمكّنت بعضهن من الوقوف فى محل أزواجهن أو آبائهن المتوفين ولاحظت بعض الدراسات انهن لم يركزن على أى أجندة نسائية بل ربما ساءت أحوال النساء فى عهدهن. وأن النساء الريفيات لم تتحسن أحوالهن بشكل خاص أثناء حكمهن. لكن للحق فإنهن تعلمن وبرزن كقادة ناجحات لبلادهن والمثل الأبرز هو أنديرا غاندى ولكن بعضهن لم يصبن نجاحا يذكره لهن التاريخ. الآن تغيرت الصورة فأصبحت النساء يصلن الى السلطة ليس بفضل نسبهن الأسرى وإن كان بعضهن وصلن إلى السلطة جزئياً بسبب ذلك العامل، لكن بفضل مواهبهن السياسية فحسب. ولاحظت بعض الدراسات أن المرأة عندما تصل بفضل مؤهلاتها السياسية ومواهبها وحنكتها إلى الحكم فانها تمارس الحكم بثقة أكبر لوضع المرأة وشواغلها فى بؤرة أجنداتها. فى بنجلاديش أصبحت الشيخة حسينة، رئيسة وزراء بنجلاديش التى تحمل لواء والدها المغتال، من أكثر المناصرين تحمساً لقضايا التنمية، مع التأكيد بشكل خاص على النساء واحتياجاتهن، والواقع أن هذه الأجندة، التى كانت غائبة عن فترة ولايتها الأولى، هيمنت على فترة ولايتها الحالية للسلطة. وفى كوريا الجنوبية هناك الرئيسة حاليا «بارك كون هيه» زعيمة حزب سينورى، الحزب الحاكم المحافظ، وسجلت بارك رقما قياسيا فى عملية انتخابها، فهى أول رئيس يفوز بأكثر من نصف عدد الأصوات الإجمالية منذ تعديل الدستور للانتخابات الرئاسية المباشرة فى عام 1987. كما تعد هذه أيضا أول مرة يتم فيها انتخاب امرأة بمنصب رئيس الجمهورية فى كوريا وفى منطقة شمال شرق آسيا وأول مرة تتولى فيها الرئاسة ابنة رئيس سابق. وإن كانت تعانى حاليا فى مع اقتراب رئاستها من النهاية ويمكن أن تقال.

وفى اليابان، انتخبت المرأة القوية «يوريكو كويكيه» محافظة للعاصمة طوكيو وهى سبق أن تولت منصبى وزير البيئة والدفاع، وهى أول امرأة تتولى المنصب. وفى تايوان فازت «تساى إنح وين» بالانتخابات الرئاسية وهى زعيمة الحزب المعارض «الديمقراطى التقدمى» الذى هيمن على برلمان الجزيرة لأول مرة، بعد فوزه بالانتخابات التشريعية، وفى بورما تتولى المناضلة «آنغسانغ سوتشى» الحائزة على جائزة نوبل للسلام تترأس حزب الرابطة الوطنية من أجل الديمقراطية، أكبر الأحزاب الحاكمة، وهى تتولى منصب مستشارة دولة علاوة على عدة مناصب فى الحكومة ومن بينها منصب وزير الخارجية. لأن الدستور فى ميانمار يمنعها من أن تصبح رئيسة لأن ابنيها لديهما جنسية أجنبية. مما يعطيها صلاحيات واسعة لإدارة البلاد. و«سوتشى» هى ممثلة للنضال من أجل الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان والفرص، لا فى بلادها فحسب بل حول العالم كذلك. وتم تكريم زعيمة المعارضة فى بورما بمنحها جائزة الرؤية العالمية لجمعية آسيا.