رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الجهاد بالنساء.. وفى النساء


فمصر للأسف الشديد منذ ثورة يناير وإلى انتهاء حكم الإخوان كانت مقراً للغربان السود ولأفكار تكفيرية حالكة أشد ظلمة من الغرابيب، والتكفيرى يستحل كل شىء، فعنده الضرورات تبيح المحظورات، وكل حياته ضرورات، وكلنا بالنسبة له محظورات، دمنا حلال عندهم، وأجساد النساء لديهم من أعظم المباحات، فأصبح البغاء عندهم من الأعمال التى يتقربون بها إلى الله


يظل الزمن مجرداً من العيوب والمآخذ، ولكننا نترك بصمتنا عليه فنظن أن العيب فيه، والعيب فينا، ومن أسوأ العيب أن نرتكب قبائحنا باسم الدين، وننزلق للرذائل بلافتات الفضيلة، والدين لا يعرفنا والفضيلة تستقبحنا! وحين انتشر خبر فتوى خرجت من أحد شيخوهم علينا بجواز أن تذهب الفتيات لإمتاع المجاهدين السوريين «الإرهابيين» بما يسمى «متناكحات الجهاد» كنت بين مصدق ومكذب! إلا أننى لم أستبعد هذه الفتوى، فالساحة مليئة بأغرب الفتاوى عبر تاريخ المسلمين، ولكن ما علمت حدوثه فى مصر فى زمن حكم الإخوان كان بالنسبة لى صادماً، ومنه أدركت أننا نعانى من أناس يعرضون لنا أمراضهم النفسية وخواء قلوبهم على أنه الإسلام، ويخرجون لنا شذوذهم وانفلات أخلاقهم على أنه الدين، يضعون لنا تصوراً مريضاً عن إلاهٍ غريب يريد أن ينتقم من عباده وينكل بهم ويقطع أوصالهم، وما إلاههم هو الله الذى خلقنا ورحمنا، الله الذى نعرفه هو الذى قال لنا الرسول صلى الله عليه وسلم وهو يُعلـِّم الصحابة مشيراً إلى امرأة ألصقت رضيعاً ببطنها وأرضعته: أترون هذه المرأة طارحة ولدها فى النار؟ قالوا: لا والله! فقال لهم رسول الله، صلى الله عليه وسلم: لله أرحم بعباده من هذه بولدها. ولكن ما الذى عرفته وأدركت أنهم مارسوه فى زمن حكم الإخوان المنفلتين؟ هو أمر ليس فيه نخوة ولا رحمة ولا رجوله ولا كرامة، لكنهم يمارسونه على أنه أعلى الجهاد فى سبيل الله!!.

فى مكان متميز خارج المسجد الكبير الشهير كان يقف رجل ربعة عظيم البطن له لحية كثة وحوله مجموعة من الصبيان، هذا هو رجل الجهاد فى سبيل الله، ولكن للجهاد أنماط وأشكال، والجهاد المعنى به هذا الرجل هو الجهاد الإخواني، لا يخاتلك عقلك وتلعب الأمانى فى فؤادك فتظن أن هذا الرجل يختص بالسلاح أو توريد الرجال إلى ساحات الوغى، ولكنه فى الحقيقة يقوم بتوريدشىء آخر، وما أجمل التوريد الذى يقوم به، وما أبدع هيئته وسحنته، إنه يقوم بتوريد النساء! توريدهم إلى أين؟ إلى اعتصام رابعة واعتصام النهضة المسلحين، وفى مصر فى زمن فائت كانت تجارة البغاء محاصرة من الأجهزة الأمنية، إلا أن دورة الزمن دارت فإذا البغاء يصبح فى زمن الإخوان جهاداً فى سبيل الله! فمصر للأسف الشديد منذ ثورة يناير وإلى انتهاء حكم الإخوان كانت مقراً للغربان السود ولأفكار تكفيرية حالكة أشد ظلمة من الغرابيب، والتكفيرى يستحل كل شىء، فعنده الضرورات تبيح المحظورات، وكل حياته ضرورات، وكلنا بالنسبة له محظورات، دمنا حلال عندهم، وأجساد النساء لديهم من أعظم المباحات، فأصبح البغاء عندهم من الأعمال التى يتقربون بها إلى الله، قبَّح الله ما كانوا يفعلون،، وكانت من ضمن المباحات النساء بمختلف جنسياتهن، فمنهن البغايا اللائى يبحثون عن المال، ومنهن الجاهلات اللائى وقعن تحت تأثير أفكارهم الظلامية، ومنهن أصحاب الحاجات اللائى يَعلن أسرهن، وعلى أبواب أكبر المساجد أخذ النخاسون الجدد يعرضون بضائعهم، والمنادى يصيح: تقدم يا أخى المجاهد لتجاهد فى سبيل الله، اكفل أسرة فقيرة بالحلال، تزوج وفقاً للشرع جهاداً فى سبيل الله من فتاة أو امرأة تسر نظرك وتبهج خاطرك وادفع مهرها تُيسر لها أمر نفقات أسرتها، مهر البكر غير مهر الثيب، ولكنهن كلهن مسلمات مؤمنات قانتات عابدات، تزوج أيها الشاب بأقل النفقات، لن يشترط عليك أحدهم قائمة منقولات، أو عفش، أو شبكة، أو كتابة مؤخر يعضلك، ولن يشترط عليك أحد شقة فى مكان معين، بل ادخل عليها فى أى سكن، والمهور تبدأ من ألف جنيه إلى خمسة آلاف، تقدم يا أخى لكى تجاهد فى أخواتنا المجاهدات اللائى يقدمن أنفسهن لك كى تستطيع أن تجاهد فى رابعة والنهضة وكل الميادين بعد أن تحصل على لذتك ومتعتك... ثم يهمس أحدهم فى أذن الأخ الذى يريد رؤية الفتيات لاختيار واحدة منهن: معها يا أخى شهادة طبية تثبت أنها خالية من الأمراض، وبعض الشيوخ يبيحون لك أن تتزوجها للمدة التى تريدها ثم تطلقها وتتزوج غيرها وفقاً لرأى الصحابى الجليل عبدالله بن عباس، والزواج سيكون عرفياً أمام الشهود وسيعقد القران شيخ من شيوخنا، وإذا تزوجت اثنتين ستنال تخفيضاً فى المهر، فإذا تزوجت ثلاث ورباع سيكون التخفيض أكبر، وهذا يا أخى هو أعلى الجهاد فى سبيل الله، ويحدث الزواج الصوري، زواج المتعة، وشيوخهم يفتون بأنه حلال لأن حبر الأمة عبد الله بن عباس فى ظنهم وسوء علمهم قد أجازه وقت الحروب، ويقولون لأتباعهم أنتم فى حروب فى مواجهة الكفر ودولته، ويباح لكم فى الحروب ما لا يباح لكم فى السلم، أفتاهم مفتى الشر عبد الرحمن البر أن مصر منذ أن ثارت عليهم أصبحت بالنسبة لهم دار حرب، ودار الحرب لها أحكام تختلف عن أحكام دار السلم، فمالنا ودمنا حلال لهم! وجيشنا هو عدوهم، وشرطتنا هى خصمهم اللدود، والنساء أجمعين مباحات الجسد لهم للاستمتاع.

هذه هى الجماعة التى كانت تتحدث بالدين، وتظن أنها المتحدث الرسمى باسم الله سبحانه، وحين حكمت مصر بانت للشعب حقيقتها، إلا أن هناك الكثير والكثير من أفكارهم لا تزال مخفية لا يعلم عنها أحدٌ شيئاً، وأظن أن أعلى الفرائض على الذين يعلمون أن يسعوا بعلمهم هذا بين الناس، فما خفى كان أعظم، والأعظم من المخفى أن نرفع عنه الستار، وإنا لفاعلون..