رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بدران.. والجيش الرابع


بعض الناس يصرحون ويكتبون بل أحيانا يصرخون للترويج لفكرة معتقدين أن من يسمعهم أو يقرأ لهم لا يعى التاريخ أو ربما لم يقرأه جيداً. نعم فقد طلع علينا النائب محمد بدران بشعار جديد يستحق أن نفنده جيدا منذ الوهلة الأولى لإعلانه علينا أن حزبه «مستقبل وطن» هو الجيش الرابع. أتساءل هل هو جيش موازٍ لأحد جيوشنا المصرية الميدانية العظيمة؟ أم هو جيش مكون من جماعات ذات طابع خاص ونوعيات جديدة من المقاتلين «أم .. أم .. إلخ».

هو رئيس لحزب صغير لكنه غنى الموارد.. ولابد لدولتنا الجديدة أن تراجع مصادر تمويل الأحزاب.. بلا خجل.. دون مجاملة.. بحرية.. بوطنية من حقنا كشعب من حقى كمواطن أن أعرف جيداً مصادر تمويل كل حزب.. بل تعلن على الشعب كله.. «يتوقف قلمى قليلاً فى حزن دفين.. لأقول.. أين أنت يا إعلامنا المشتت من مثل هذه القضايا»، ولنتساءل إن كان كل التمويل لهذا الحزب الوليد مع طموحات رئيس مصدره رجال أعمال.. فلنعرف ولماذا.. وكيف؟

ولماذا يسافر بدران إلى أمريكا كما جاء ببعض الصحف.. وهل أمريكا هى القبلة السياسية المقدسة التى يلجأ إليها الراغبون فى كراسى الزهوة فى المحروسة. وهل مازال البعض يعتقد أن طريق المجد والشهرة فى مصر حتما يتبارك بالمرور على ماما وبابا أمريكا؟ ألم يتحرر الطموحون إلى المجد من هذه الفتنة.. فمنذ أيام جمال مبارك ونتذكر دأبه للقاء بوش ليتبارك بوضع اليد العليا البوشية لتمنحه صك غفران يوصله لقمة السلطة. ما فعله بدران مطابق لما فعله جمال. فقد أعلن حزبه عن مقابلة لبدران فى أمريكا لجون اندلياد وهو مستشار إعلامى سابق.

حان الوقت أن تستقيظ مصر لكل تصرف غير عادى مهما كانت الشخصية التى تقبل عليه.. فمصر عانت وعانينا معها.. أدمعت وأدمعنا معها. بكت ونعت شهداءها وأصابنا الأسى وآلام الوداع.. مصر ليست فى حاجة إلى تكرار المآسى.. مصر تحتاج منا أن نرعاها. فهى أيضا الراعى لنا.

وليسمح لى القارئ العزيز أن أعود متسائلاً عمن هو الجيش الرابع؟ تصدق أن هناك جيشا رابعا فقط فى حالة واحدة هى عندما يعلن علينا السيد وزير الدفاع أن قواتنا المسلحة أضافت لنا مجداً إلى مجد وكونت وضمت لرعيلها العظيمة قوة جديدة اسمها الجيش الرابع.. هناك فقط يكون الوصف منطقياً وقوياً وواقعياً. أما تعريف «الجيش الرابع» كما تعلمناه من خلال قراءة التاريخ.. إن هتلر فى معاركه إبان الحرب العالمية الثانية كان هناك تنظيم نازى عسكرى اسمه الجيش الرابع وكان قوة ميدانية قوية شارك معه فى معاركه ودارت معارك شرسة فى نهاية عام ١٩٤٣ انتهت بالهزيمة الشرسة لهتلر، ومعه الجيش الرابع.

هل يتذكر بدران جماعة الإخوان وفعلتها المجرمة حينما قدمت استعراضاً خطيراً لميليشيات مكونة من شباب جامعة الأزهر. هل سكت المصريون على الاستعراض الذى أداه شباب الجماعة. أنا لا أتهم بدران بشىء لكنى أطالبه بالوضوح فهو شاب نشيط ووطنى ولكن أسأله دون أن يغضب ماذا تقصد بالجيش الرابع.. هل هو صناعة حزب يقف خلف جيوشنا الباسلة الثلاثة؟ عفواً.. هل أن تعرف معنى ما ناله الجيش الهتلرى الرابع من هزيمة؟ هل يا سيد بدران فى السياسة جيوش؟ نحن نحبك رجلاً وطنياً فافصح لنا.. لأنها جميعاً أسئلة تحتاج للإجابة وأهمها.. لماذا زيارة الأمريكان.. أعداؤنا المتخفين خلف أقنعة الزيف والكراهية! آخر العمود: «أتمنى من كل مصرى أن يدرك الجهد الخارق للرئيس السيسى لأجل مصر».