رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

التعليم والغش.. توءمان لا يفترقان


مع الاعتذار للزعيم مصطفى كامل عندما أطلق مقولته الغريبة « الدين والسياسة توءمان لا يفترقان»، وهو مثقف عصره وصاحب الأيادى البيضاء فى إنشاء أول جامعة مصرية، لا يرى مشكلة فى خلط ماهو دينى بالشأن السياسى، أعنون مقالى بإعلان تاريخية توءمة التعليم والغش للأسف الشديد !!!...

«بالغش اتجمعنا» هو الاسم الذى اختاره مجموعة من شباب زمن التوهان بعد أن أعلنوا قناعتهم أن «الغش هو الحل» كمسمى أو عنوان لصفحتهم الفسبوكية لإدارة منظومتهم الجهنمية لتوريد ونشر أسئلة والإجابات النموذجية لامتحانات الثانوية العامة للعام الحالى وكل عام، وبعد أن أعلن الوزير « الهلالى « عن منظومته الأمنية التربوية القيمية المعملية الفذة والشديدة الإحكام والضبط والربط بعد أن عشنا أزمنة كارثة «الغش الجماعى» وتوثيقها بالصوت والصورة بشكل فضائحى خلال مواسم امتحانات سابقة فى الأعوام الأخيرة!!!

«بالغش اتجمعنا» اسم الصفحة المجرمة ومعها صفحات أخرى تحمل نفس البشرى ونفس الدعوة لنصرة ودعم أبناء الفشل والخيبة على فلذات الأكباد أبناء الناس الطيبة اللى صدقوا أنهم ينتمون إلى مؤسسات تعليمية بجد، وإن المناهج اللى بين إيديهم فيها العلم الأكيد اللى ممكن ينافس بيها خريجنا فى كل الدنيا بجد، وإنهم فى مدارس فيها إدارة وأساتذة تحفظ للمجتهد حقوقه فى إحراز التفوق والتميز على أقرانهم من أهل الفهلوة والنطاعة بجد، عبر منظومة إدارية عبقرية وعد بيها وزير التربية والتعليم بجد!!!

قبل عقد الامتحانات كان للوزارة ووزيرها التصريح التالى «مع بدء العد التنازلى لانطلاق ماراثون امتحانات الثانوية العامة المقرر لها يوم 5 من الشهر الجارى، أعلنت وزارة التربية والتعليم عن خطة محكمة لم تفصح عنها بعد لمواجهة ظاهرة تسريب الامتحانات عبر مواقع التواصل الاجتماعى.إلا أن صفحة «شاومينج يغشش طلاب الثانوية العامة»، ردت على الوزارة بتدشين صفحات جديدة تحت عنوان «بالغش اتجمعنا» و«داعش بيغشش ثانوية عامة».

وذكر «شاومينج» عبر صفحته الرسمية: أنه للعام الرابع على التوالى سوف يتحدى وزارة التربية والتعليم ويسرب الامتحانات، قائلاً: «زى كل سنة إجراءات الوزارة فنكوش «.وأضاف شاومينج: لم اكتف بتسريب الامتحانات، ولكن سأبيعها مقابل 60 جنيهًا فى المادة الواحدة، ويقوم الطالب باستلامها عبر الإنترنت، ودفع الفلوس بطريقة فورية ويكون الاستلام قبل بدء اللجنة بساعة حتى يتمكن الطالب من الغش والحل، وقالت مصادر بالوزارة، إنه رغم إرسال الوزارة لــ 26 صفحة على مواقع التواصل إلى النائب العام لمطالبته بإغلاق تلك الصفحات، إلا أنها مازالت تعلن يومياً عن خطتها تجاه تسريب الامتحانات، وتقف وزارة التربية والتعليم  مكتوفة الأيدى أمام تلك الصفحة مثلما يحدث كل عام...».

إنه لأمر مؤسف كشف توحش تلك الظاهرة عن نتائج وعلامات استفهام وتعجب ينبغى أن نتوقف عندها بمزيد من الخجل، ومن زاوية أخرى دعوة مؤسسات البحث والدراسة لتعلل أسبابها، وتطرح الرؤى الواقعية للعلاج، منها:

كيف يتم تفسير مدى شفافية أصحاب منظومة الغش الفاسدة ببكاسة، فى مقابل عتمة منظومة الوزارة؟!

كيف يمكن تفسير تدافع الكثير من أولياء الأمور على مواقع الإنترنت للبحث عن صفحات الغش فى شراكة فاسدة مع أولادهم؟!

كيف للدولة عبر مؤسساتها المعنية أن تبنى جسور الثقة بينها وبين فلذات أكبادنا، ولا نقول إعادة الثقة فهى مفقودة منذ زمن دعوة المدارس لكتابة لافتات مكتوب عليها «مدرستى نظيفة منتجة مبدعة متقدمة... الخ» على أبوابها، وهى مؤسسات طاردة فاشلة؟!!!

ما دلالة ضم مادة التربية الدينية إلى قائمة الامتحانات التى ينبغى للطلاب الغش فيها، وكمان فى «الثانوية الأزهرية» أى المؤسسات التعليمية ذات الرسالة الروحية والقيمية؟!

ما مغزى بحث شباب زمن الضياع القيمى أن يبدل «بالحب اتجمعنا» إلى «بالغش اتجمعنا»؟ّ!

حتى الآن لم يجب الوزير ورجاله الميامين: كيف سيتم التعامل مع طلاب وصلتهم «دليفرى» الإجابات النموذجية فى اللغة العربية ليتفوقوا عن أقرانهم الشطار؟!

لقد وصلتنى عشرات الرسائل فور حدوث الكارثة من أولياء الأمر منها على سبيل المثال القارئ المحترم أسامة إسكندر يقول: «أستاذى أرجو من حضرتك إثارة موضوع تسريب امتحان اللغة العربية، فالوزارة تريد التعتيم على هذا الموضوع وهو تأكد بكل الأدلة والبراهين طلبة حصلوا على الاجابات الخاصة بالوزارة وقفلوا الامتحانات والطلبة اللى انكسر ضهرهم من المذاكرة طلع عندهم أخطاء وحاسين بالظلم والانهيار!!».

أما الشاعر جورج عازر فقد كتب تحت عنوان: تسريب أيادى خفية..... شغاله..... ف التخريب

هدم ودمار..... للضمير..... مافيش تأنيب وزير فاشل..... كل كلامه..... تطييب لا خطة مستقبلية..... ولا كوادر..... ولا تدريب كلامى عن الثانوية العامة... الامتحان...والتسريب.