رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

السيسى وتجديد الدعوة للتنقية والتأويل «1-3»


شهد الرئيس عبد الفتاح السيسى صباح الأربعاء، 29 يونيو 2016الاحتفال الذى نظمته وزارة الأوقاف بمناسبة ليلة القدر، وذلك بقاعة الأزهر للمؤتمرات، ووجه الرئيس التحية لرجال الأزهر فقال: «وأود أن أوجه تحية إعزاز وتقدير لعلماء الأزهر الشريف الأجلاء.. من ينتمون إلى منبر العلم.. وواحة الوسطية والاعتدال.. تلك المؤسسة العريقة التى تخرج فيها كبار العلماء المستنيرين.. الذين طالما أثروا الفقه الإسلامى بآرائهم الرشيدة وفتاواهم الواعية.. أدركوا أن التجديد سُنة كونية وأن الجمود مناقضٌ لحركة الحياة وما تتطلبه من تغير مستمر»، وجدد الرئيس دعوته لتجديد الفكر الدينى فقال من ضمن ما قال: «ومن هذا المنطلق أقول لعلماء الأزهر الشريف واصلوا جهودكم ومساعيكم المحمودة لنشر صحيح الدين وتصويب الخطاب الدينى والتعريف بجوهر الإسلام الحقيقى الذى يحض على التسامح والرحمة وقبول الآخر وإعمال العقل والذى يتنافى تماماً مع دعاوى القتل والتدمير والتخريب والطاعة العمياء التى تُغَيِّب العقل الذى هو أسمى ما ميز به الخالق سبحانه وتعالى الإنسان عن سائر مخلوقاته.. ونبهوا عامة المسلمين إلى أن «الدين المعاملة» وبأن المسلم من سلم الناس من لسانه ويدهً.

وأكد الرئيس فى كلمته على أهمية تحقيق التوازن بين الإتباع وبين النظر والتدبر وإعمال العقل. مشيراً إلى أنه إذا كانت السُنة النبوية المُطهرة قد تمت مراجعتها ووُجد أن هناك حوالى 600 ألف حديث غير صحيح،فقام المسلمون الأوائل بتنقية علم الحديث وتساءل السيسى: «هل بالإمكان أن نقوم بعمل كهذا فى الأمور الأخرى».  وأضاف: «فإنه من الأحرى أن يتم التصدى للتفاسيرالمغلوطة والممارسات الخاطئة التى يقوم بها البعض فى عالم اليوم، والعمل على إيضاح عدم صحتها حتى يتعرف عامة المسلمين على صحيح الدين».

ومن الجدير بالذكر هنا أن الرئيس السيسى يمكننا أن نطلق عليه أنه الرجل صاحب القضية، فهو لا يكل ولا يمل من تكرار الدعوة لتجديد الفكر الدينى وتطويره ليكون مواكباً للعصر ولحضارة القرن الحادى والعشرين.

ولا يمكن لأى منصف الحديث عن الإصلاح الدينى وحتمية إعمال العقل فى النصوص الدينية دون الحديث عن ابن رشد، فالرجل يمثل محطة بارزة فى الثقافة العربية الإسلامية جعلت منه قنطرة بين الشرق الآفل والغرب المتوثب، وهو يُعد علامة فارقة فى الفلسفة العربية الإسلامية التى انحازت إلى العقل وغلّبته على النقل، ولد ابن رشد فى قرطبة يوم 14 أبريل عام 1126م، وهو فيلسوف وطبيب وفقيه وقاضٍ وفلكى وفيزيائى مسلم، نشأ فى أسرة من أكثر الأسر وجاهة فى الأندلس، ويعد ابن رشد من أهم فلاسفة الإسلام، فهو يرى أنه لايوجد تعارض بين الدين والفلسفة، ومن ثم فهو دافع عن الفلسفة وصحح فهم علماء وفلاسفة سابقين له كابن سينا والفارابى لبعض نظريات أفلاطون وأرسطو. وللحديث بقية.