رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عندما تنقطع الكهربا


ليست لدى أى فكرة عن مؤسسات الكهربا المنتشرة فى أرجاء الجمهورية، ولكن لدى فكرة عن استخدامات الكهربا الآن فى كل شئون الحياة، بحيث لا تسير حياتنا أبداً، بطريقة طبيعية دون كهربا...

... المعاناة مع الكهربا تزداد فى فصل الصيف، وخصوصاً أن بيوتنا أصبحت كتلاً من الأسمنت والطوب الأحمر، الذى يمتص الحرارة من أشعة الشمس، ويبثها للداخل. الصيف عندنا فى الصعيد، صيف بمعنى الكلمة، فقد أصبح الصعيد خلال تلك الأشهر الستة من السنة، مصدراً لحرارة عالية لا تحتمل، امتداد لمناخ الجزيرة العربية والصحراء الليبية، قاسى الحرارة. لأجل هذا نستعين فى بيوتنا بالمراوح الكهربائية لتجديد وتلطيف الهواء، وبعض المناطق لا تصلح معها المراوح فى البيوت، وأصبح التكييف إحدى ضروريات العيش فى هذا الجو الخانق. كما أن كل أداوت المنزل أصبحت تعتمد على الكهربا، تدفق المياه أو أدوات المطبخ، الكمبيوتر، شحن التليفونات الحديثة، الإضاءة. أداوت التنظيف من مكنسة إلى غسالة، كلها ضروريات لا غنى عنها. سواء فى القرى أو فى المدن أو حتى النجوع المنتشرة فى الصحراء، كما أن بعض الأطعمة المحفوظة داخل المبردات قد تتعرض للتلف..

لأجل هذا تبذل كل الحكومات والدول عنايتها من أجل توفير تيار كهربائى مستمر لمواطنيها على مدار العام، وأصبح هذا من أصل واجباتها. وفى مقابل ذلك تحمل المواطن البسيط صاغراً، جشع مؤسسات الكهربا، فى دفع فواتير الكهربا، بأسعار عالية، من أجل توفير مرتبات كافية للعاملين فى تلك المؤسسات، ورفاهيتهم، ومن أجل صيانة شبكات الكهربا، وأصبح المواطن ينتظر أن تقدم له خدمة راقية ومستمرة، دون انقطاع. أقول بمناسبة ما يحدث عندما ينقطع التيار الكهربائى عندنا فى الصعيد، فإننا نبحث عن أحد من المسئولين ليطمئننا على أن الانقطاع لن يستمر طويلا، أو يخبرنا عن سببه، حتى لا نصاب بالإنزعاج بسبب استمرار العذاب دون كهربا. ونتصل بالرقم 121 الذى وضعته مؤسسة الكهربا، للاستفسار عن الأعطال، ولا أحد يريد.

ونحاول الاتصال بأحد من المسئولين عن الكهرباء، فلا يرد. وفى مرتين انقطع التيار من منطقتنا لمدة أربع ساعات مرتين خلال أسبوع واحد، من بعد الظهر حتى قرب المغرب، وكان هذا خلال الشهر الكريم.

اتصلنا برئيس مجلس المدينة، والذى أكد بدوره أنه لايعمل، وسيتصل ويبلغنى، وبالفعل صدق الرجل واتصل وأخبرنى أنه عطل حدث بأحد المحولات وسيصير إصلاحه بعد ساعة، وأن هذا العطل يتعلق بمحاولة رفع كفاءة المحول الذى يغذى منطقتنا، وكنا قد علمنا أن عطل المرة الماضية الذى حدث قبلها بثلاثة أيام، كان بسبب احتراق نفس المحول، وقيل لنا بعدها انهم استبدلوه، وها هم يقولون إن العطل بسبب محاولتهم رفع كفاءة المحول، وهو أمر مريب ولا ينطوى عن سبب مقنع للعطل الذى تكرر، ومن المحتمل تكراره. فى خلال المرتين اللتين تعطلت فيهما الكهربا، حاولنا الاتصال بالسيد المحافظ، أو أى أحد من المسئولين، ولم ننجح سوى بالاتصال بالسيد رئيس مجلس المدينة، والذى اشتكى من عدم خضوعهم لإدارته، وقال إنهم يتبعون شركات الكهربا. كان الله فى عون الرئيس الذى يحاول منذ عامين أن يرفع شأن محطات توليد الكهربا عندنا، ولكن البيروقراطية والإهمال، يأكلان كل مجهودات الرجل.

■ كاتب