رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

إنجازات منسية


الحقيقة لم أكن أحب أن أتناول هذا الموضوع، وهو موضوع الإنجازات التى تحققت خلال الفترة الماضية، والتى نشعر بها دون أن نشير إليها، وتتجاهلها وسائل الإعلام .

على سبيل المثال مضى أكثر من عام، ولم تحدث اختناقات، لا فى الوقود ولا فى الغاز، بعد أن كان من المألوف أن نشاهد الطوابير الطويلة أمام محطات الوقود، وعشرات السيارات تنتظر دورها فى التمويل...

... وبعض السائقين، كانوا يضطرون إلى المبيت أمام محطات الوقود، وكانوا يضطرون لوضع صفيحة أو أكثر فى سياراتهم من الوقود كاحتياطى، للظروف الصعبة، الآن هناك انسيابية فى تمويل السيارات، والوقود متوافر .

وكنا نرى ماراثون أنابيب الغاز أمام المستودعات، من يحمل أنبوبة على كتفه، ومن يدفعها أمامه، وزحام وصراخ وشجار، وبلطجية، فى مستودعات الغار، والبعض كان يشتريها بأسعار مرتفعة، حتى لا يهين نفسه أمام تلك المستودعات.

هناك مشروع آخر، عبارة عن معاش شهرى اسمه «كرامة وتكافل»، وهو مشروع يعد أول تطبيق حكومى، لتقديم دعم نقدى لغير القادرين، يساعدهم على تحمل أعباء المعيشة فى ظل تبنى الحكومة إجراءات اقتصادية، من شأنها رفع أسعار بعض السلع، وأعلنت وزارة التضامن الاجتماعى بدء صرف معاش البرنامجين، اللذين استمر إعدادهما عدة أشهر، وتضمنا منح كبار السن فوق 65 عاماً والمعاقين، الذين ليس لديهم دخل ثابت، معاشاً شهرياً بقيمة 350 جنيهاً، فيما سيمنح الأسر الفقيرة والتى لديها أطفال معاشاً شهرياً بقيمة 325 جنيهاً يصرف بشكل تراكمى كل 3 أشهر، شرط استمرار أولادهم فى المدرسة وتلقى خدمات الرعاية الصحية.

والحقيقة أننى لم أجد أى صدى إعلامى لهذا المشروع، مع أن الإعلام كان يصدعنا فى العهود السابقة بعشرة جنيهات زيادة على معاشات السادات للفقراء .

أما الشىء الجميل الذى لم يشر إليه أحد، فهى أن هناك حالة من العمل الجماعى للحكومة كلها فى استصلاح الأراضى الزراعية، وتحقيق وفرة ، واكتفاء ذاتى من القمح، وهو ما لم يحدث من عهود سابقة، وكنا نستورد القمح بالعملة الصعبة، فى فرنسا وأمريكا وأوكرانيا وروسيا.

ولعلنا نذكر، إننا فى حالات الفوضى وانهيار الأمن، فى أعقاب الهجوم على مراكز واقسام الشرطة فى يناير 2011 ، كنا نعيش حالات من الرعب، خوفاً على بيوتنا، وعلى أولادنا وبناتنا، ولعلنا كنا نتذكر أننا فى بداية العام الدراسى، كنا نخاف على أولادنا من الذهاب للمدارس، وكانت هناك لجان شعبية، لا نطمئن لها، كانت تقوم بحمايتهم على طول الطريق، وكنا نخشى من العودة ليلاً لبيوتنا، من البلطجية واللصوص، وكنا نسمع حوادث الخطف، وكانت الصحافة تنقل لنا حوادث فرض إتاوات، وقتل وسرقات سيارات على طريق الدائرى والمحور وعندنا فى الصعيد، كانت العائلات تتسابق فى إطلاق النار بكثافة ورعونة لإظهار قوتها وسلاحها لإرهاب الآخرين.

كل هذا نتذكره ولا ننساه، ومع ذلك لم نشعر بالأمن حين استتب، ولم نتحدث عن تلك النقلة التى حدثت، وأصبحنا ننعم بالأمن والأمان. الأمن نعمة، مثل نعمة الصحة، لا نشعر بها الا عندما نفتقدها، ولكن عندما يتحقق الأمن، فلابد أن نتذكر، أن هناك منظومة هائلة من الإجراءات والتدابير، وكمية من العمل والسهر والمتابعة، تتم فى الخفاء، ليتحقق الأمن .كل هذه أشياء تحققت ولا نشعر بها وينكرها بعض ممن يرون كل شىء قاتماً.