رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

النقاب عادة أم عبادة؟


من وقت لآخر تثار قضية النقاب هل هو عادة أم عبادة. وهو أمر طبيعى فى ظل ما نحياه من ضيعة الفتوى.. فقد رأينا من يتصدى للفتيا من يفتقدون أدنى مقوماتها وان شئت قل النطيحة والمتردية وما أكل السبع. وهو فى تقديرى ليس بغريب..فقضية النقاب قديمة ومتجددة.لكن الغريب فعلاً هو الصيحات التى تطالب بسن تشريع يجرم النقاب؟ وهى سابقة جديدة ومتطورة..وإن حسمت القضية سلفاً. وقال فيها المتخصصون وأهل العلم والورع. والذى أميل إليه هو ما جاء فى فتاوى دار الإفتاء المصرية وتحديداً فتوى الإمام الراحل والمفتى الأسبق الشيخ جاد الحق على جاد الحق؟ وقد قال هو عادة وليس عبادة. إلا أنه لا يؤمر بتركه والمعنى أنه لا يجوز إصدار تشريع يحول بين المرأة وبينه شريطة أن تلتزم بآداب الإسلام فى لباسها الشرعى وأن يكون النقاب مبنى ومعنى وقد يكون واجباً فى حالتين الأولى: إذا كانت المرأة ذات جمال ويخشى عليها من الفتنة، أما الثانية: إذا أصابها مرض كبرص وبهاق أو حريق. وفى كل الأحوال ومن باب الحرية الشخصية التى يتشدق بها من يهللون للتبرج فمن باب أولى لا يجوز قيد حرية المنتقبات وأعتقد أن ما قيل على لسان الإمام الراحل هو القول الفصل وما تستريح له النفس ويطمئن له القلب.. قضايا كثيرة من الأهمية بمكان تركناها بل وتناسيناها وتفرغنا لأمور سبق الفصل فيها لمرات عديدة. ما نراه من إثارة لقضايا كالنقاب والحجاب ربما يتكرر فى قضايا أخرى إذا استمرت القنوات الفضائية فى استنطاق من يخالفون ما استقرت عليه فتاوى دار الإفتاء المصرية على مر الزمان والمكان.. والحل فى تقديرى لوقف هذا الإسهال فى أمور الفتيات.يكمن فى المسارعة بصك وتدبيج قانون حاسم وحازم بتجريم الفتوى لغير أهل الاختصاص وأن تكون دار الإفتاء المصرية هى الجهة الوحيدة المنوط بها أمر الفتوى، وأن تتوسع فى إنشاء فروع لها بالمحافظات لتؤدى دورها والإدلاء بدلوها فى كل القضايا القديم منها والحديث.. ربما لا يروق للبعض هذا الطرح وقد يباركه البعض إلا أن ما يؤلمنى فعلا هو التجرؤ والإسفاف ومحاولة استدراجنا إلى قضايا قتلت بحثاً من رجال هم عندنا جميعاً من المشهود لهم بالتجرد وقد توافرت فيهم شروط الاجتهاد. فهل يتحقق ذلك هذا ما نرجوه؟ والله من وراء القصد.