رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

دويلة قطر


كم كنا نود من السياسات القطرية المعاصرة، ومنذ نحو عقدين من الزمان أن تكون حركتها لأمتها ووحدتها ولكنها اتجهت لقواعد فكر الاستعمار الحديث بإقامة أكبر قاعدة عسكرية أمريكية على أرضيها.. وكان الاستعمار القديم يتحكم فى مقدرات الدولة المحتلة ..ومضى الاستعمار لحال سبيله ولكنه عاد مع القواعد الأجنبية بل تخطى الأمر لاحتلال بلدان عربية مثل العراق بل والتدخل فى شئون العديد من بلدان العرب وبمخططات لها الكثير من الخطورة على البعد الأمنى العربى ..برغم أن بعض الواقع العربى بالتبسيط يمثل حليفاً لأمريكا بعد أن أصبحت القطب الأوحد فى النظام العالمى الجديد ..ويرى البعض أن التقرب لأمريكا للدفاع عن المصالح البترولية والاستراتيجية فى المنطقة العربية ..بالرغم من أن أمريكا لا ترى غير مصالحها ومصالح الكيان الصهيونىفقط.

وقطر وهى تقع فى منتصف الساحل الغربى من الخليج العربى ومساحتها نحو 11437 كيلو متراً مربعاً فقط ويحكمها أسرة آل ثانى منذ العام 1850 وتعتمد على مواردها البترولية من الغاز وشكل لها فائضاً مالياً نظراً لندرة السكان ومنذ نحو 15 عاماً اتجهت لسياسات لا تفيد المجموع العربى ..أو تكامل التعبئة العربية لمواجهة التحديات المعاصرة بالرغم أنها نالت استقلالها فى العام 1970 بتولى الشيخ خليفة بن حمد مقاليد الحكم .. ولكن مع مسمى «الثورات العربية» اتجهت قطر فى مسار مغاير تماما ليس لبناء عربى حضارى ولكن لنشر الفتنة والتمزق العربى وأسهمت بما تملك من أموال لنشر الفتن والإرهاب، وأخص بالذكر هنا دورها فى ليبيا وهناك على أرضها الكثير من فتاوى القرضاوى والتى لا تتفق مع تعاليم الرسالة أو نشر الجهود الإصلاحية..وثوابت العقيدة تحرك جسور المودة والرحمة والعدل لبناء المستقبل .كما أن الوحدة العربية أو التكامل العربى حق تاريخى للأمة العربية فهى بحكم كونها أمة موجودة وعريقة لها حق طبيعى أن تحقق وحدتها المرجوة عندما تكون مجزأة ..والدولة العربية هى الشعور بالانتماء إلى أمة والشعور بوحدة اللغة والعقيدة والتاريخ والموقع ..لأن الأمة المجزأة وكما تنشدها قطر وبأنفاق أموالها تصبح دولاً متعددة ولا تستطيع أن تحقق الحد الأدنى من الوئام والسلام .. وهذا يظهر جليا فى أزمات العراق وسوريا وليبيا واليمن.

وكل سياسات قطر تتحرك بالمصالح الشخصية الضيقة لخدمة أهداف المستعمر الجديد وهو يبتعد عى الصورة ويضع نفسه بالخلف وكأن قطر فى حالة اتفاق مع الدول الاستعمارية لتنفيذ مخططاتها لتمزيق بلدان الأمة .. وسياسات قطر تثير التساؤلات على أكثر من صعيد وكأنها لا تقرأ حركة التاريخ العربى بل ومقاومة الإنسان العربى وهو يرفض كل الأفكار الانفصالية ..وربما قادة قطر يتصورون أنهم فى طور القيادة العربية ..ولكن الحقيقة أنهم يتحركون بالوهم ..وهم يملكون المال ..والمال متغير ويمكن يزول بقدرة الله عز وجل.. وليت السياسات القطرية تبتعد عن مؤثرات الشر والانحراف السلوكى والخيانة العربية .. ولعن الله المال القطرى الذى يوظف سياسياً لنشر الفرقة والإرهاب بعالمنا العربى ..والأداء القطرى يثير التساؤلات ؟؟ وهل دولة مثل مصر التاريخ والحضارة تنظر للدويلة قطر مهما فعلت بسمة غباء الألفية الثالثة .. والتاريخ يعلمنا قيمة الانتماء للعقيدة والوطن .. ولكن التاريخ المعاصر ماذا علم السياسات القطرية الحاكمة..وليت تلك السياسات وهى على مقربة من الجزيرة العربية التى شهدت الرسالة الخاتمة وكلها خير وعدل وسماحة وإخاء ..فهل عميت السياسات القطرية بامتلاك المال والابتعاد عن ثوابت العقيدة.. وتلك السياسات فى حقيقة الأمر مثل قطع الحجارة المتناثرة ..ولا نجد فيها قيمة الدولة المحبة للعرب والإسلام.. والمال لا يحقق نجاحاً مهما طال الزمن يا حكام قطر.. والسياسات القطرية ومعها قناة «الحقيرة» تفتقدان استقامة الخلق والتعلق بالمثل الروحية فى ظل التحرك لنشر الفتن والشرر والإرهاب .. حفظ الله أمة العرب من شطط بعض أبنائها.