عرفتها فى صالة تحرير “الدستور” كمتدربة، تركت الصعيد فهى ابنة قرية عرب الجهمة، التابعة لمركز القوصية
وكأنها سنة كونية أن يغادر الطيبين مبكرًا.. وأسماء منصور كانت منهم بملامحها البرئية، وأمانيها البسيطة وأحلامها التي لم تت
أسماء” كانت إحدى المتدربات التي عملت معنا في قسم التحقيقات بجريدة الدستور، وكانت شعلة من النشاط في الرغبة في التعلم والتطور
على الرُّغم من الهدوء التي كانت تتمتع به الزميلة طيبة القلب أسماء منصور، كان بداخلها طاقة كبيرة في العمل
خفي عيناها الجملتين وراء نضارة نظر، حتى لا تشعر أحد بأن داخلها الكثير من الحزن والمشاعر المضطربة. ظهرت في الدستور فجأة وغادرته فجأة
كان تؤرق اسماء مرارة الاغتراب في القاهرة، وكان أكثر ما يضيق صدرها هو تناول وجبة الطعام وحدهاكانت تريد أن تصادق الجميع لكن الحياة لم تعينها
مرّت كطيف مُشرق في ضواحي بلدةِ مُظلمة، تركت ريحًا طيَّبًا كهفوة ورد تفوح بين الحدائق الخضراء
ربّما لم يُكتب لطموحك وشغفك الكبيرين أن يستكملا طريقهما في الحياه لترى ثمارهما التي طالما تمنيتيها
اسماء ، تلك الفتاة الهادئة التي بدأت علاقتي بها من خلال انتقالي للعمل معها بنفس القسم داخل الجريدة
ماتت أسماء، انتهى الحُلم برقة وبساطة صاحبته، ماتت ولم تحقق حلمها الأكبر بالانضمام لنقابة الصحفيين، عملنا سويا لأشهر طويلة كانت دائمًا هادئة ومترقبة
كانت لها قلبٌ كبير وطيب، ورغم رقتها كانت تحمل همومًا ثقيلة، تشاركها معنا أحيانًا في محادثاتنا كانت دائماً تحمل في قلبها أملًا لمستقبل أفضل