رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

البابا فرنسيس.. والاستقرار العائلى


فى ختام كلمته التاريخية أمام الكونجرس الأمريكى يوم 24 سبتمبر 2015 وبعد أن خاطب البابا فرنسيس الضمير الأمريكى خاصة، والضمير العالمى عامة من خلال أربعشخصيات أمريكية كان لها عظيم الأثر الإيجابى فى الذاكرة الأمريكية، قال البابا عن هذه الشخصيات: «ثلاثة أبناء وبنت من هذه الأرض، أربعة أفراد وأربعة أحلام: إبراهام لينكولن، الحرية؛ مارتن لوتر كنغ، الحريّة فى التعدّد وعدم التهميش؛ دوروثى داى، العدالة الاجتماعية وحقوق الأفراد؛ وتوماس مرتون، القدرة على الحوار والانفتاح على الله، أربعة أشخاص ممثّلون عن الشعب الأمريكى!

ثم انتقل البابا فرنسيس للحديث عن ضرورة الترابط الأسرى فقال للكونجرس:» سوف أنهى زيارتى إلى بلدِكم فى فيلادلفيا، حيث سوف أشارك فى اللقاء العالمى للعائلات، وأمنيتى هى أن يكون موضوع العائلة، طيلة هذه الزيارة، موضوعًا متكرّرًا، كم كانت العائلة أساسية فى بناء هذا الوطن! وكم تبقى جديرة بدعمنا وتشجيعنا! ومع ذلك فلا يمكننى أن أخفى قلقى على العائلة، التى هى مهدّدة، ربما كما لم يحدث من قبل، من الداخل ومن الخارج. لقد تم التشكيك بالعلاقات الأساسية، كما وقد تم التشكيك بالأسس التى يقوم عليها الزواج وتقوم عليها الأسرة، ولا يمكننى إلا أن أؤكّد على أهمّية، وقبل كلّ شىء، على غنى الحياة العائلية وعلى جمالها.

أودّ بالأخص أن ألفت الانتباه إلى أفراد الأسرة، هؤلاء الأكثر ضعفًا، الشباب ينتظرُ الكثيرَ منهم، مستقبلٌ ملىء بالفرص التى لا تُحصى، ولكن الكثير من الشباب الآخرين يبدون مشوّشين ودون هدف، مُحاصرين فى متاهة بلا رجاء، تتّسم بالعنفِ وسوءِ المعاملة والإحباط، مشاكل الشباب هى مشاكلنا، ولا يمكننا أن نتجاهلهم، علينا أن نواجههم معاً، وأن نتكلم عنهم وأن نبحث عن حلول فعّالة بدلاً من أن نغوص فى المناقشات، يمكننا أن نقول، وقد يكون تبسيطًا للأمور، إننا نعيش فى ثقافة تدفع الشباب على عدم تأسيس أسرة، لأنهم لا يملكون الفرص للمستقبل، ومع ذلك، هذه الثقافة نفسها تقدّم إلى آخرين الكثيرَ من الفرص، وهم أيضًا يمتنعون عن تأسيس أسرة».

وفى دعوة للمزيد من الحرية والعدالة والحوار والاستقرار ختم البابا فرنسيس خطابه بالقول: «يمكن لدولة أن تُعتبر عظيمة حين تدافع عن الحريات كما فعل لينكولن، وحين تُعزّز ثقافةً تسمحُ للناس بأن تحلم بكامل الحقوق لإخوتهم وأخواتهم، كما سعى إليه مارتن لوتر كنغ؛ وحين تناضل من أجل العدالة وقضايا المظلومين، كما فعلت دوروثى داى بعملها الدؤوب، ثمرة إيمانٍ يُصبح حوارًا ويزرعُ سلامًا بأسلوبِ توماس مرتون التأملى. أردتُ بهذه الملاحظات أن أقدم البعض من ثروات تراثكم الثقافى وروح الشعب الأمريكى، أمنيتى هى أن يستمر هذا الروح بالتطور والنمو، بحيث أن يكون باستطاعة أكبر عدد ممكن من الشباب أن يرث وأن يسكن أرضًا قد أوحت إلى الكثيرين بأن يحلموا».