رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حقاً.. إنه فصيل وطنى حتى النخاع «2»


أشرت فى الجزء الأول من المقال إلى إعلان بعض المواطنين المصريين المسيحيين أن لديهم مطالب يودون تقديمها إلى إدارة الكنيسة، ولما لم يستمع إليهم أحد، كان ردهم الإعلان عن وقفة أمام الكاتدرائية ...

وهنا غضبت الكنيسة، وكان بيان المجمع المقدس ــ أقصد مجمع الأساقفة ــ غريباً فى تضمينه أن المجمع المقدس يطالب الداعين للتظاهرات بالحكمة والعقل والتقدم بهدوء وبأسلوب حضارى مسيحى باقتراحاتهم إلى لجنة العلاقات العامة فى المجمع المقدس، وكأن هؤلاء ليسوا من أبناء الكنيسة، ويلزمهم للتواصل مع الكنيسة بعد التحلى بالحكمة والعقل بضرورة التزام الأسلوب المتحضر، رغم أن إدارة الكنيسة هى التى تعاملت معهم سابقاً دون مراعاة إلى حق هؤلاء فى الأبوة الرعوية الحكيمة والعاقلة المتحضرة للأسف!!

وتناولت ما جاء على لسان أهل التبرير فى مجال الدفاع عن موقف وبيان إدارة الكنيسة، وأبرزها حكاية أن التظاهرة تنقل سلوك الغلابة دول أصحاب المطالب والحقوق من المربع الروحى كأبناء للكنيسة إلى مربع الفعل السياسى داخل الكاتدرائية، طيب، وما قولكم فى الممارسة السياسة الغريبة وغير المطلوبة من رجال الإكليروس.. ما تفسيركم لتصريح الأنبا بولا عضو المجمع المقدس ومطران الغربية وعضو لجنة وضع الدستور وهو يشيد بحزب النور ورجاله متطوعاً دون أن يطلب منه الرأى أو التقييم أحد، وفى خروج بشع عن الإجماع الوطنى بشكل عام والمسيحى بشكل خاص .. قال عبر فيديو منتشر تداوله على كل وسائط التواصل الاجتماعى، تذكره الناس فى تلك المرحلة الحرجة قبل الذهاب إلى صناديق الانتخابات، رغم أنه تصريح قديم .. قال نيافته «فصيل السلفيين فصيل وطنى حتى النخاع» !!

فيرد عليه الكثير من المصريين عبر صفحاتهم الفسبوكية بصورة تجمعه وهو يدلى بتصريحه الغريب، ونائب رئيس الدعوة السلفية ومحرك «حزب النور» السياسى ومرشدهم الروحى «ياسر البرهامى»، وهو يصرح «الأقباط أقلية مجرمة معتدية ظالمة وكافرة، وإن بقوا على كفرهم فهم فى جهنم»... ما رأيكم دام فضلكم فى تلك الممارسة السياسية من جانب قيادة كنسية كبيرة ودون أن يعقبها أى اعتذار من جانبه أو من جانب «المجمع المقدس» الذى سارع باتهام الغلابة على بابه بأنهم فى احتياج إلى قدر من التحضر للمطالبة بحقوقهم ؟!

وإلى نيافة الأنبا بولا صاحب تلك المقولة النخاعية، ليتك قرأت للكاتب الكبير أحمد الجمال تلك الفقرة من مقال نشر له بجريدة «الأهرام» .. كتب « لقد شاهدت حلقة من البرنامج الذى تقدمه الإعلامية المحترمة منى سالمان على إحدى القنوات الفضائية، وفوجئت بالإشارة إلى حوار مفتوح، شارك فيه معها ومع آخرين، نادر بكار السلفى المعروف، والذى يقدم نفسه ويقدمونه، باعتباره أحد وجوههم المقبولة الأكثر انفتاحًا، ثم قام موقع السلفيين، بإعادة الحوار، وإذا بنا أمام أمر، لا يصدقه أى عاقل أو حتى مجنون .. فالموقع السلفى جاء ببكار وهو يتحدث، وعندما جاء صوت السيدة منى سالمان، إذا بهم يعرضون صورتها، وقد طمسوا ملامح وجهها، بالوسيلة المعروفة، التى تُستخدم لطمس وجوه المتهمين فى قضايا جنائية منظورة أمام المحاكم .. وكأن السيدة الفاضلة مجرم متهم ! .. وبالطبع معلوم لماذا طمسوا وجهها على موقعهم، لأنهم يعتبرون وجه المرأة عورة لا يجوز كشفه، ولماذا لا، وقد صرح أحد كبارهم واسمه الحوينى منذ فترة، بأن وجه المرأة، كفرجها .. هكذا بصراحة، دون مواربة، لأنه لا حياء فى الدين!

وبعد ذلك.. بعد كل ما يقوله ويفعله برهامى والموقع والحوينى وأمثالهم، يبقى السلفيون فى مواقعهم الإعلامية والدعوية والسياسية، وكأنهم كاسرون فعلاً عين الدولة ومؤسسات النظام ... فهل لى أن أضيف وكمان كأنهم كاسرين عين الكنيسة!!