رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الصلاة خير من الفيس بوك:

فقهاء: "الصلاة خير من الفيس بوك": خروج عن النص لا ينبغي تضخيمه

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

كان المسلمون يصلون خفية في "شعاب مكة"، وقت الضعف والاضطهاد، وبعد الهجرة بُني مسجد النبي، وأصبح المسلمون يجتمعون في المسجد للصلاة، يأتون وقت الصلاة بدون إعلام فيصلون وينصرفون.

تشاور الرسول مع أصحابه لإيجاد شيء يُعْلِم الناس بدخول الوقت لأداء الصلاة، فقال بعضهم نرفع راية، وقال آخرون نشعل نارًا على مرتفع من الهضاب، فلم يقبل هذا الرأي ولا ذلك، ثم تشرف برؤية الأذان في المنام أحد الصحابة الأخيار، وهو عبدالله بن زيد، وقد وافقت رؤياه رؤيا عمر بن الخطاب, فأقره النبي.
"الصلاة خير من النوم"... جمله نطق بلال بها، وأقرها النبي منذ ذلك الحين وحتى اليوم وهي يؤذن بها في المساجد, حتى غيرها الشيخ "محمود المغازي"، واستبدلها بـ"الصلاة خير من الفيس بوك"، مستدلاً بأن ما يشغل الناس اليوم مواقع التواصل الاجتماعي التي فضلوها علي الصلاة وعلي النوم.
من "الصلاة خيرًا من النوم"، إلى "الصلاة خيرًا من الفيس بوك"، وعقب إحالته للتحقيق، خرج "المغازي" لينفي ما تردد بشأن تغييره صيغة الأذان بمسجد قريته، متهمًا جماعة الإخوان بالوقوف وراء هذا الاتهام.
فقهاء أزهريون أكدوا لـ"الدستور" تحريم أي تحريف في القرآن والسنة وأيضًا الآذان؛ لأنه يعد نصًا مقيدًا، ولا يمكن استبداله كلماته الطيبة بأخرى سيئة أو قبيحة.
"الأذان نص مقيد يحرم تحريفه".. هكذا أكد أشرف سعد, العالم الأزهري, مشيرًا إلى أن الشيخ "المغازي" أراد تنبيه الناس فتصرف بشكل أحمق.
وأعطى مثالًا بأحد الرجال في عهد النبي حينما أراد تشجيع الناس على القرآن فكذب ألف حديث عن الرسول بقوله: "من قرأ كذا فله كذا.." افتراءً على الدين.
وأضاف أن "ما فعله يفتح المجال لاستبدال الألفاظ الصحيحة بألفاظ سيئة قبيحة, لأن الأذان نص سني مقيد بألفاظه الصحيحة فلا يجب تبديلها ويحرم تحريفها.
وأكد أحمد كريمة, أستاذ الفقه بجامعة الأزهر, أن السبب هو رفع وزارة الأوقاف يدها عن المساجد؛ الأمر الذي أدى إلى اختلال معايير المؤذين، وفي الغالب من يؤذن للصلاة في المساجد هم العاملين بالمساجد وليس الأئمة. وأضاف، أن وزارة الأوقاف هي المسئولة عن محاسبته, حتى لا يصعد المنبر من ليسوا أهلاً للدين والإمامة بالمصلين.

واستكمل، إن أي تبديل في النصوص الدينية يعد تبديلًا في أصل الشريعة الإسلامية نفسها، مشيرًا إلى أن تضخيم الحدث ما هو إلا محاوله للتشويش علي جولات الرئيس المهمة, وهو ما يؤكد على ضحالة وسذاجة القائم بالفعل والمروج له على حد سواء.