رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

للمرة الثالثة.. "الجزيرة" تصف "مرسي" بالمعزول.. وخبراء: استسلام للأمر الواقع

مرسي
مرسي

عُرفت بدعمها الدائم لجماعة الإخوان الإرهابية، وهجومها المستمر على الجيش المصري، واستخدامها أيضًا لمصطلحات عديدة مناهضة لثورة 30 يونيو، التي أنهى بها الشعب المصري العصر الإخواني، حتى باتت أحد الأبواق الإعلامية التي تدافع عن الجماعة وتفبرك الأخبار الكاذبة لصالحها.

"دوام الحال من المحال".. جملة تصف العلاقة بين جماعة الإخوان وقناة "الجزيرة" القطرية، التي تحولت من كونها المدافع الإعلامي الأول عن الجماعة إلى مراوغ، تارة يدافع عن الجماعة وأخرى يهاجم قياداتها.

"المعزول والمخلوع".. الاعتراف الأبرز الذي تؤكده قناة الجزيرة من خلاله تخليها نسبيا عن دعم جماعة الإخوان، والإصرار عليى تسمية محمد مرسي بالرئيس، لتطلق عليه لقب المخلوع، في مرات ثلاث آخرها أمس الأربعاء، حين وصفت "الجزيرة" على شريطها الإخباري "مرسي" بالرئيس المخلوع.

لم تكن هذه هي المرة الأولى التي يصف مذيعو قناة الجزيرة "مرسي" بالمعزول، وكانت المرة الأولى في يونيو الماضي، حين وصف مذيع القناة "مرسي" بالرئيس المخلوع، أثناء قراءته لأهم الأخبار بالنشرة.

وقال المذيع: "قررت محكمة جنايات القاهرة تأجيل النطق بالحكم في قضيتي السجون والتخابر المتهم فيها الرئيس المصري المخلوع مرسي إلى السادس عشر من يونيو".

والمرة الثانية، جاءت في أول رد فعل من قناة الجزيرة، على المصالحة التي أعلنها الملك السعودي الراحل "عبد الله بن عبد العزيز" بين قطر ومصر، وتغيرت على أثرها لهجة "الجزيرة" الإعلامية، ووصفت الرئيس "عبد الفتاح السيسي" بالرئيس المصري والشرعي للبلاد، كما قامت بحذف كلمة "انقلاب" من نشرتها.

خبراء الشأن الإسلامي والإعلامي، أكدوا أن تفاقم الأزمات داخل جماعة الإخوان جعلها "كارت خسران"، وأجبر معظم الدول والقنوات الإعلامية على التخلي ورفع الدعم المالي عنها، والاستسلام للأمر الواقع.

"استسلام للأمر الواقع".. هكذا وصف الدكتور محمود علم الدين، رئيس قسم الصحافة الأسبق بكلية الإعلام، التغييرات التي طرأت على اللهجة الإعلامية لقناة الجزيرة، مشيرًا إلى أن الإعلام هو انعكاس للشارع السياسي والإرادة السياسية بكل ما فيها من تغييرات.

وشدد على ضرورة التفتيش في المتغيرات السياسية المحيطة بجماعة الإخوان قبل الإعلامية، مرجعًا ذلك التغيير إلى التشتت والفوضى وتقلص التمويل داخل جماعة الإخوان، فضلًا عن تخلي بعض الدول عنها، الأمر الذي دفع القنوات الإعلامية بدورها للتخلي عنها.

وأرجع سامح عيد، الباحث في الشؤون الإسلامية، تغيير لهجة "الجزيرة" إلى تأزم الموقف الإخواني، واصفا ما تفعله بالمراوغة السياسية، وتخلي جزئي عن الجماعة وليس بشكل كلي.

وأوضح، أن "الجزيرة" تحاول إمساك العصا من المنتصف والوصول إلى حل وسط، يرضي جميع الأطراف، لاسيما عقب تدخل المملكة العربية السعودية فيما سبق، وباتت طرفا في القضية تحاول الجماعة إرضاءه.

وأضاف أن رفع الغطاء المالي عن القنوات التي تدعم الإخوان وتهلل لها لن يعرقل بقاءها واستمرارها؛ لأن الغرب لم يتخل عنهم بعد، فضلًا عن امتلاكهم ميليشيات عسكرية وأبواق إعلامية بكل دول العالم مازالت تدعمهم.