رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حول النهضة.. وحلمنا الجميل


معنى جميل لكلمة رائعة، تآلف مع الروح والنفس البشرية، نعم كلمة النهضة بمفهومها الجميل، والشعوب التى تسعى نحو النهضة. وهناك من صارع قروناً وعقوداً لتحقيق هذه الأمنية التى دونها لن تترقى البشرية. والنهضة ومسئولية العمل لتحقيقها هى أمر يقع على عاتق كل مواطن ينتمى لتراب الوطن. ولا ننسى أيضاً أن هناك دوراً مهماً للمثقفين حيال هذه الرسالة. ونفخر بتمثال نهضة مصر فهو يجسد فكراً رائعاً وفناً جميلاً. وأتذكر فى الستينيات من القرن الماضى فقد كانت مصر تنتج قماشاً جميلاً اسمه «النهضة» كان من أجود الأقمشة القطنية التى اختفت حالياً.

سيظل الحلم بتحقيق النهضة يراود العقول والأقلام، فالنهضة هى التفاعل مع المستقبل لتحويله إلى الأفضل.. ومن متطلبات الفكر الناهض أن يتسلح بسلامة البصيرة والفكر العلمى وروح العدل والإخلاص. يدعم ذلك الانتماء، وسأضرب مثلاً من التاريخ المصرى القديم لأجدادنا الفراعنة. ففيما بين الأعوام ٦٦٦، ٧١٢ «ق. م» حيث كان أعداء مصر وقتها يحيطون بها لوجود الاضطرابات من كل الجهات. وكانت حياة الشعب منقسمة ما بين العرش والكهنة. ظهر فى ذلك الوقت فرعون اسمه «أبساماتيك» أراد هذا الفرعون أن يصلح من شأن مصر فراح يتذكر القرون الأولى ويجتر أحداثها، حيث كان «خوفو» يقول ابنوا لى هرماً، كان هذا الرجل يعتز بأجداده. وراح يتمم الشعائر القديمة متشدقاً بروعة هذا الماضى دون العمل الجاد لإنشاء الجديد أو النهضة بمصر آنذاك. ثم جاء بعده «نيخاو» مختلفاً تماماً عن سابقه، فأقام السفن العملاقة والتى قامت عليها تجارة كبيرة من خلال رحلات تمت عبر أفريقيا. وهنا لنا أن نتأمل بين فكرة بناء الأهرام والحديث عن الماضى. وبين فكر جديد أقام نشاطاً جديداً محققاً لمصر ومن حولها من دول نوعية جديدة من التبادل التجارى والثقافى تحققت بهذه النهضة البسيطة.

إذا شاء لنا أن نتفاخر بالأجداد فليكن ذلك لسرد تاريخ نعتز به متخذين من هذا التاريخ دفعة قوة تشحذ فينا روح الأمل والعمل. وبالنظر إلى النهضة الأوروبية فلابد أن نعود للجذور الأولى فنجد فى روما مثلاً كيف درس أهلها تاريخ القدماء.

محققين رحلة تحرير الضمير عبر حياتهم!! كما اجتاجت فرنسا نهضة أدبية وسياسية قبل الثورة الفرنسية. وكانت النهضة آنذاك قد خطت خطوات منها ظهور كتاب «داروين ١٨٥٩» «أصل الأنواع» ليتحول فكر الإنسان من عالم الروح إلى عالم المادة. ثم تجلت النهضة الإنجليزية ببلورتها للعلم. أكثر ما اتجهت للدين والآداب وظهر على الساحة «روجر بيكون» فكانت نبوءاته عن الميكانيكا والطائرات. ولابد أن نراعى مع النهضة وتجديد ميلادها الاحترام الكامل للعقائد محافظين بذلك على نقاء الروح البشرية. على ألا تحرمنا النهضة من الترقية الروحية وسلامة العلاقة بالله ولتحقيق النهضة أيضاً. لا ننسى أن اللغة لها علاقة شديدة لمشروعية النهضة. من خلال ترجمة الثقافات والعلوم مما يسهل العناق بين الحضارات. والنهضة تقودنا للاستقلال والسلام الاجتماعى. نحن فى حاجة للبحث عن الجديد لنهضة جادة تنقذ بلادنا المتعطشة إليها.

آخر العمود «تتشتت الطبيعة البشرية بسبب الأمور الصغيرة إذ إننا نحيا حياتنا كما لو كانت ملهاة تافهة» «ريك وارين»

عضو اتحاد كتاب مصر