رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خبراء يحددون 3 أسباب وراء نجاح السيطرة:

3 أسباب وراء سيطرة الإخوان "فكريًا" على 4 "بؤر" في الجيزة والقاهرة

جريدة الدستور

"كرداسة، والمطرية، وناهيا، والطالبية" أربع مناطق استطاعت جماعة الإخوان، منذ ثورة 30 يونيو حتى الآن، استغلالها لإشعال الأحداث بها حتى عُرفت بأنها "المناطق المشتعلة دائمًا"، "الدستور" ترصد لماذا هذه المناطق بالتحديد التي يستغلها الإخوان لإشعال الأمور بها؟.

"المطرية":
أحد أحياء القاهرة الموجودة في محافظة الجيزة، تحدها من الناحية الشمالية ترعة التوفيقية، وتتقاطع معها منطقة حي الزيتون، منذ ثورة يونيو، وهي إحدى المناطق المشتعلة؛ بسبب تظاهرات جماعة الإخوان.

في الذكرى الرابعة لثورة يناير، كانت "المطرية" على رأس المناطق التي اشتعلت سريعًا، وشهدت اشتباكات بين الشرطة والمتظاهرين، حيث حاول المتظاهرون الاعتصام بالمنطقة إلا أن الأمن تصدى لهم.

وصباح كل يوم "جمعة" تجوب تظاهرات الجماعة منطقة المطرية وتدخل في اشتباكات مع قوات الأمن والشرطة، وتخلف إصابات وقتلى كثيرين، لتظل المطرية مركزًا تستغله الجماعة لإشعال الأوضاع.

"كرداسة":
تعد "كرداسة" إحدى المناطق الإخوانية المشتعلة، فهي قرية تابعة لمحافظة الجيزة، كانت هادئة حتى ثورة 30 يونيو، شهدت "كرداسة" أولى مذابحها عن طريق محاولة بعض عناصر جماعة الإخوان من اقتحام قسم الشرطة الخاص بالمنطقة.

استهدف القسم مسلحون، وهاجموا ضباط وأفراد مركز شرطة كرداسة وأشعلوا به النيران وقتلوا لواءين وعقيد ونقيبين و7 آخرين من الأمناء والأفراد.

وفي 19 سبتمبر 2013، اقتحمت قوات الشرطة والجيش منطقة كرداسة، وقامت بتفتيش ومداهمة عدة منازل؛ للبحث عن المطلوب ضبطهم وإحضارهم، وأغلقت جميع مداخل ومخارج مركز كرداسة، ونشرت قوات العمليات الخاصة.

"ناهيا":
قرية ناهيا هي إحدى القرى التابعة لمركز كرداسة في محافظة الجيزة، وتاريخيًا كانت "ناهيا" دومًا ما تتبع الحاكم القائم على شؤون البلاد، ولكن دوام الحال من المحال، حيث مرت السنين والأعوام، ووقعت "ناهيا" فريسة لبراثن الإرهاب.

صباح أول أيام عيد الفطر المبارك، شهدت منطقة ناهيا اشتباكات عنيفة بين قوات الشرطة والمتظاهرين، والتي ترددت شائعات حولها أن عناصر الأمن قامت بإطلاق النيران على المصليين أثناء أداء صلاة العيد.

وتمكنت القوات الأمنية تفريق المسيرات وفض الاشتباكات، وضبط 15 من عناصر تنظيم الإخوان، ورغم ذلك أسفرت تلك الاشتباكات عن مقتل 6 أشخاص وإصابة آخرين.

"الطالبية":
إحدى ضواحي الجيزة، كما تعد منطقة "الطالبية" هي الجزء الفاصل بين الجيزة والأهرامات، واشتهرت بكثافتها السكانية.
وشهدت اشتباكات بها صباح أول يوم من عيد الفطر المبارك، حيث أشار بيان وزارة الداخلية أن ما يقرب من 300 شخص من المنتمين لجماعة الإخوان، تجمعوا في شارع عثمان محرم بالطالبية، وأطلقوا الخرطوش والألعاب النارية تجاه المواطنين، الذين اشتبكوا معهم.

وانتقلت أن قوات الأمن للطالبية، وتعاملت على الفور مع عناصر الإخوان لتفريقهم، أسفرت الاشتباكات عن وفاة 5 متظاهرين بمنطقة الطالبية.

"أسباب وراء نجاح سيطرة الإخوان على تلك المناطق":
"الفقر، والعشوائية، والوازع الديني" 3 أسباب حددها خبراء الشأن الأمني والسياسي، وراء النجاح المحدود، الذي حققته الجماعة في السيطرة النسبية على تلك المناطق دون غيرها.

أعزى اللواء "طلعت مسلم" الخبير الأمني، ذلك النجاح إلى أن تلك المناطق تندرج تحت بند العشوائيات، التي يسهل فيها نشر الأفكار وبث السموم، وشراء الأصوات والنفوس من خلال الأموال. 

ورأى أن ذلك الفشل الذي لحق بالجماعة في استمرار اشتعال منطقة "ناهيا" خاصة في العيد، يرجع إلى التأمينات الجيدة التي قامت بها قوات الشرطة على المنشآت الحيوية، التي عملت على زيادة ثقة الشعب المصري في تضحيات عناصرها الأمينة، فتلك الإجراءات الأمنية دفعت الشعب المصري لعدم الانقياد أو الاستجابة لدعوات جماعة الإخوان.

وأرجع "أحمد بها الدين شعبان"، رئيس الحزب الاشتراكي المصري، اشتعال منطقتي "ناهيا والطالبية"؛ إلى أنهما من أكثر المناطق فقرًا وتكدس ومليئة بمعاناة المواطنين، كما أنها من الناحية التاريخية استغلتها التيارات الدينية، وقامت بشراء الأصوات وولاء المواطنين بالأموال. 

وتابع: "إن تلك المناطق دُعّمَت كثيرًا بالأموال وإمكانيات مادية ضخمة قديمًا، من الحركات الوهابية والرجعيين العرب ودول أوروبية، فضلًا عن أن اشتعال الأحداث بها يعد ظاهرة ثانوية، وسط ذلك الفشل العميق، الذي لحق بالجماعة لأن الشعب هو من تصدى لتظاهراتها".

"الوازع الديني" كان السبب الرئيسي لسيطرة الإخوان على تلك المناطق في رأي اللواء "محمد علي بلال"، قائد القوات المصرية في حرب تحرير الكويت، مؤكدًا أن تلك المناطق شعبية، ينتشر بها فكرة التقدير الديني، حيث ينظر سكانها لكن من يتحدث باسم الإسلام أو الدين نظرة تقدير واحترام.

وتابع: "إن استجابة السكان لدعوات الجماعة؛ نظرًا لاعتقادهم أن تلك العناصر هم مشايخ ورجال دين يستحقون التقدير"، مشيرًا إلى أنه تاريخيًا جماعة الإخوان كانت لها سيطرة على تلك المناطق، من خلال الدين أيضًا، وبالتالي فهم يتعاطفون مع فكر الإخوان.