رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المخدرات تتصدر دراما رمضان «١»


1- فيما عدا عدد قليل من الدراما الرمضانية مثل «حارة اليهود» و«أستاذ ورئيس قسم»، فإن المخدرات تتصدر الدراما الرمضانية بشكل مستفز وصارخ، وكأن المخدرات قد أصبحت جزءاً أساسياص قاسماً مشتركاً وطبيعياً من حى البيوت المصرية، وكأنها شىء عادى وليس جريمة ترتكب أو ممارسة يعاقب عليها القانون، والمشاهد تتكرر فى المشاهد فى الحلقة الواحدة وليست مشاهد عابرة، وتقدم باعتبارها أمراً سهلاً ومتاحاً ومتداولاً، أفهم أن تقدم المخدرات على أنها جريمة تمارس فى الخفاء تسىء لمتعاطيها وتغيب عقله وتدخله فى السجن، وأن الاتجار فيها له عقوبة المؤبد، بل إن كلمة الحشيش تقال فى أحد المشاهد فى أحد المسلسلات على أنه يقوى الدماغ كما جاء ذلك بشكل عادى جدا فى مسلسل «بين السرايات» حيث تنصح الزوجة زوجها بتناوله لأنه أفضل للتفكير، بينما نجد فى مسلسل «وش تانى» تجار المخدرات يعيشون فى قصور فارهة ويستبيحون كل شىء، بدءاً من حى البشر وإلى تزييف الأوراق وشراء البشر والكل غارق فى الفساد حتى أخمص قدميه،الأغنياء والفقراء، والقتل فى منتهى السهولة فى الدراما فى معظم دراما رمضان، بل أن المخدرات هى البطل الرئيسى فى مسلسل «حوارى بوخارستس»، وإذا كان مسلسل «تحت السيطرة» يقدم مشكله إدمان المخدرات بهدف العلاج منها، فهو أيضاً بنفس القدر يقدم جرعة زائدة من النكد والاكتئاب وتوضيحاً تفصيلياً لكيفية التعاطى والإدمان، مما قد يحدث نتيجة سلبية مع الشباب، كما تظهر مشكلة التعاطى للمخدرات والاتجار فيها فى مسلسل «الكابوس» المليء بفساد السلوكيات والمليء بشحنة متواصلة من الاكتئاب والقتامة المتواصلة.

٢-ان مسلسلات هذا العام تقدم المجتمع المصرى بصورة مشوهة وكأنها منظومة مقصودة، فالكل فاسد الكبار والصغار والكل غارق فى الجريمة، بل إن الجريمة لها مبرراتها لدى الفقير كما فى مسلسل «يا أنا يا أنت» وفى «مولد وصاحبه غايب».

٣- المسلسل الكوميدى «لهفة» الذى يقدم عائلة فقيرة لديها ميول فنية وابنة ملهوفة على الشهرة والتمثيل، استطاع أن يرسم ابتسامة على وجوهنا طوال الشهر الكريم، فدنيا سمير غانم فنانة متعددة المواهب تثبت خفة دم فى تجربة بطولة، يعطيها ثقلاً وجود النجم الكوميدى الكبير التلقائى معها سمير غانم كبطل للمسلسل فيعيد إلينا نكهة كوميدية ذات مذاق مختلف وسط سيل هائل من مسلسلات النكد والجرائم والعنف، لكن أيضاً ومن ناحيه أخرى يتخلل الحوار كلمات بها الكثير من السوقية والفجاجة التى كان من السهل جداً الاستغناء عنها لتقديم كوميديا راقية الحوار فى داخل المشاهد .

٤ - فقد الوسط الفنى المصرى والعالمى نجماً كبيراً له جاذبية خاصة فى كل الدنيا، وشهرة عريضة لدى كل الأجيال التى شاهدت أعماله، الفنية المتنوعة، وامتلأت مواقع التواصل الاجتماعى بموجة حزن عام على النجم المصرى الذى استطاع أن يكون نجماً عالمياً وظل محبا لبلده مصر حتى آخر لحظة فى عمره، حتى إنه توفى على أرضها، وظل يتغنى بحبه لبلده ويشيد بالفن المصرى وبأفلامه المصرية التى قدمها قبل أن يطير إلى هوليوود ليقدم واحدا من أهم أفلامه الذى تم ترشيحه للاوسكار عنه وهو «لورانس العرب. وللحديث بقية

حملوك يا إبراهيم إلى القبر، حملك النبى صلى الله عليه وسلم، ثم حملك أسامة بن زيد، وواروك التراب، ثم قام النبى ليرش الماء على القبر، يا الله لماذا كان ذلك؟! ألتكون التربة لينة ؟! أهى رقة فى قلب الأب دفعته إلى تليين التربة التى تحوى جسد غلامه.