رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"الشعر".. تراث عربي بدأ بالغزل ووصل لـ"التأمل والخيال"

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

عرف العرب منذ قديم الزمن فنون الأدب بأنواعه وأساليبه المختلفة، والتي ظهرت في عصور الجاهلية، وبرع فيها أرباب الفصاحة ومالكوها، لما يملكون من مهارة في تطويع اللغة وجمالياتها كيفما شاءوا.

وكان أكثر فنون الأدب شهرة في تلك الفترة "الشعر"، والذي قسمه الشعراء في تلك الفترة إلى أنواع مختلفة، وتميز كل منهم بتخصصه في نوع منه، مما جعل الشعر تراثًا يجب الحفاظ عليه، وعلى نكهته وفكاهاته، والتي برع فيها العرب عامة والمصريون خاصة، وفيما يلي نعدد أنواع الشعر ونصنفه..

الغزل في العصر الجاهلي
احتل الغزل في العصر الجاهلي عرش الشعر، حيث انتشر بكثافة في تلك الفترة، وكانت لا تكاد قصيدة تخلو من الغزل، حتى وإن لم يكن هو الغرض الأساسي فيها.

وكان الشعراء في هذا العصر يذكرون الغزل في قصائدهم بشكل مستمر، واقتصرت أغلب القصائد الغزلية على وصف الجمال الخارجي للمرأة كجمال الوجه والجسم، وكانوا يتفننون في وصف هذا الجمال، لكنهم قلما تطرقوا إلى وصف ما ترك هذا الجمال من أثر في عواطفهم ونفوسهم.


وانقسم الغزل إلى ثلاثة اتجاهات أو ثلاث مدارس هي:

الغزل البدوي أو الغزل العذري، وهو العفيف نجد فيه مشاعر الحب الصادقة لأنه يقتصر على حبيبة واحدة، وسمي كذلك لأن قبيلة العذرة اشتهرت به، ولأنه انتشر في البادية ومن رواده كثير عزة وقيس بن الملوّح وذو الرمة وقيس لبنى وجميل بن المعمر.

والغزل الحضري وسمى بذلك لانتشاره في حواضر الشام، وزعيم هذا النوع عمر بن أبي ربيعة ويتميز بعدم الاكتفاء بحبيبة واحدة، وحتى القصيدة الواحدة نرى شعراء هذا النوع يتغزلون بها في عدة نساء.

وأخيرًا الغزل التقليدي، وهو يكثر فيه الوقوف على الأطلال وسمي بالتقليدي لأن فيه شيئا من تقليد شعراء العصر الجاهلي، ومنهم جرير والفرزدق.

الشعر التقليدي

يعتمد الشعر التقليدي على الأسلوب المباشر والكلمات التقليدية البسيطة، ولا يحمل في كثير من أساليبه أي فكرة أو تخيل، وإنما يعتمد على الوصف والواقعية، ويعتبر شاهدا على إنجازات الماضي ومؤرخا لأحداثه المختلفة.

الشعر الحر

وجاء الشعر الحر في المرتبة الثانية في اهتمام الشعراء، وانقسم إلى قسمين، وهما الشعر المنثور "قصيدة النثر"، والشعر الموزون، وقصيدة التفعيلة في الشعر الفصيح أو القصيدة التي تعتمد على البحر في الشعر العامي.

وعن الشعر المنثور أو قصيدة النثر، فيعتمد على الفكرة ووفرة المجاز والصورة المكثفة وقوة العاطفة، مما يغلب الروح الشعرية عليه.

الشعر الحديث

وأخيرًا جاء الشعر الحديث في المرتبة الثالثة، من ناحية الاهتمام والارتباط بالشعراء في الماضي، إلا أنه احتل مؤخرًا رأس القائمة في الشعر، ويعتمد الشعر الحديث في الدرجة الأولى على عنصرين رئيسيين هما "الفكرة والخيال"، ويتميز بتكثيف الصورة مما يعطي العقل مساحة من التفكير والتأمل.

الشعر العمودي

يعتمد على الوزن والقافية، وينقسم من حيث القافية إلى شعر بقافيتين في الصدر والعجز "شطري البيت" ومن شروطه أن تختلف القافيتان عن بعضهما، فتكون هناك قافية للصدر، وأخرى للعجز، تختلف فيهما أحرف الروى، كما في قول الشاعر بديوي الوقداني: "البارحة يوم الخلايق نيــــاما.. بيّحت من كثر البكا كل مكنــــون.. قمت اتوجــد به وانثر علاما.. ومن موق عيني دمعها كان مخزون".

وشعر بقافية واحدة تكون في العجز"الشطر الثاني من البيت" وتترك قافية الشطر الأول حرة غير مقيدة، وقد اشتهر الهلاليون بمثل هذه الأبيات.