رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

إفريقيا..

وزير البيئة: فرنسا تعول على ثقل مصر للمساهمة في مكافحة الاختلال المناخي

جريدة الدستور

أكد وزير البيئة الدكتور خالد فهمي، أن زيارته الحالية لباريس تأتي استكمالا لزيارة رئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب لفرنسا منذ نحو أسبوع، حيث تم مناقشة الاستعدادات والتحضير للمؤتمر الدولي حول المناخ الذي سيقام في نهاية العام الجاري بفرنسا.
وقال الدكتور فهمي - في تصريحات صحفية اليوم الخميس - إن زيارته للعاصمة الفرنسية باريس تضمنت لقاءات مع نظيرته الفرنسية سيجولين رويال ووزير الشؤون الخارجية والتنمية الدولية لوران فابيوس لبحث تنسيق المواقف بهدف إنجاح جهود مكافحة التغير المناخي من خلال الدور المحوري الذي يمكن أن تلعبه مصر بما لديها من ثقل في محيطها الإقليمي والإفريقي.
وذكر الوزير بأن الرئيس عبدالفتاح السيسي يترأس اللجنة الخاصة برؤساء الدول الإفريقية المعنية بالتغيرات المناخية، وبأن مصر تقود أيضا مؤتمر وزراء البيئة الأفارقة في دورته الخامسة عشر والمستمرة لمدة سنتين، بالإضافة إلى أن مصر هي أيضا مسؤولة عن وزراء البيئة العرب.
ولفت إلى أن مؤتمر باريس الدولي حول المناخ سيكون حاسما لتحديد مدى التزامات الدول المختلفة للحد من الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري.
وأوضح أن استمرار الانبعاثات الدفيئة لها أثار حالية ومستقبلية وخيمة، "ففي أفريقيا في دول مثل السنغال وجامبيا وجنوب أفريقيا المنشأت والمباني والبنية التحتية الموجودة على شواطىء معرضة للدمار"، محذرا من أن ارتفاع المحيط الاطلنطي متر واحد يمكنه تدمير مدينة مثل كيب تاون، وبالتالي يجرى حاليا بحث من سيتحمل تكلفة ومسؤولية التخفيف من الانبعاثات الدفيئة وتعويض الدول المتضررة من الاختلال المناخي، "وهما نقطتان محوريتان دائما يوجد خلاف بشأنهما".
وأكد أن فرنسا حريصة على إنجاح المؤتمر القادم حول المناخ حتى لا يفشل مثل مؤتمر كوبنهاجن وتقوم بالتحضير له منذ نحو تسعة أشهر، مشيرا إلى أن هناك اتصالات مستمرة وزيارات رفيعة المستوى متبادلة بين القاهرة وباريس لتحقيق هذا الهدف.
وأضاف أن لقاءاته بالمسؤولين الفرنسيين ركزت على ضرورة تنسيق المواقف، فضلا عن التأكيد على حرص مصر على الوفاء بالتزامتها الدولية وبإعداد "خطة توفيق الأوضاع" من خلال مساهمات تتطوعية لتخفيض انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون مع تقييم الأضرار الناجمة من التغير المناخي عبر خطة تتضمن ما يلزم من موارد مالية ودعم فني ونقل التكنولوجيا.

وحول مساهمات مصر، أكد الدكتور خالد فهمي أن هناك الكثير من المشروعات بطبيعتها قليلة الانبعاث للكربون مثل الاستثمار في الطاقة الشمسية والرياح، وفي مشروعات النقل الجماعي المستقبلية مثل "القطار الكهربائي، ومشروعات توسيع الطرق سيقلل من زمن الرحلة والتكدس المروري وبالتالي الانبعاثات الضارة، والإدارة السليمة للمخلفات خاصة الصناعية، وترشيد الطاقة.
وفي ذات السياق، شدد على أهمية الاجتماعات التي شارك فيها بباريس والخاصة بالحوار بين قطاع الأعمال والحكومات بشأن قضايا التغيرات المناخية، لافتا إلى أن الاجتماع جمع بين الحكومات وممثلي الشركات الكبرى الخاصة "لأنه لا يمكن إحراز تقدم في مجال التغييرات المناخية دون مشاركة جادة من القطاع الخاص".
وحول المشروعات المشتركة بين مصر وفرنسا في مجال البيئة، وصف الدكتور خالد فهمي التعاون بين مصر وفرنسا في هذا الميدان بأنه مطرد وهام وناجح جدا وقائم منذ نحو عشر سنوات ومرشح للازدياد، منوها بالدعم الكبير الذي تقدمه فرنسا لتنفيذ المرحلة الثالثة من مشروع التحكم في التلوث الصناعي، كما من المقرر أن يتم التوقيع قريبا على اتفاق ثنائي في مجال تدوير المخلفات.
كما توجه بالشكر للحكومة الفرنسية لأنها ساعدت في تنظيم على مدى ثلاثة أيام أول دورة تدريبية بالقاهرة للمفاوضين الافارقة حول كيفية إعداد الخطط للمساهمات التطوعية للحد من الانبعاثات الدفيئة.
وشدد على أن الدول النامية لن تتنازل عن موقفها المتمثل في تجنب أي تأثير على الفقراء، معتبرا أن التخفيف من الانبعاثات يجب أن تصاحبه جهود للتخفيف من حدة الفقر والبطالة وهذا مبدأ أساسي في مصر وأفريفيا.
وأكد أن مشاكل البيئة هي الوجه الأخر للاقتصاد، فإذا لم يكن هناك اقتصاد قوي لن تكون هناك بيئة سليمة.
وأشاد بالأفق الواسع للجانب الفرنسي لاحتواء جميع الاّراء والقائم على مبدأ العدالة والشفافية، والفهم لاحتياجات وحقوق الدول النامية.

وأضاف أنه سيعود إلى باريس في مطلع الشهر المقبل لاستكمال المباحثات في هذا الملف، مشيرا إلى أن الوفد الذي سيرافقه سيشمل مسؤولين من وزارات مختلفة.
ومن ناحية أخرى، التقى الوزير خلال زيارته بباريس الوفد الامريكي برئاسة تود ستيرن المبعوث الأمريكي الخاص بالتغيرات المناخية، وأجرى معه مباحثات استمرت نحو ساعتين تناولت الموقف الأمريكي ومدى اتساقه مع موقف الدول النامية بصفة عامة وأفريقيا بصفة خاصة.
كما بحث مع وزير البترول والثروة المعدنية السعودي المهندس على بن إبراهيم النعيمي التنسيق المصري السعودي في قضايا البيئة والتقى بمسؤولين من شركة "جنرال الكتريك" التي تقوم بمشروع كبير في الطاقة الكهربائية في مصر.
ومن المقرر أن يغادر وزير البيئة العاصمة الفرنسية غدا الجمعة في ختام زيارته الرسمية والتي استهلها الثلاثاء الماضي.