سليم سحاب في حواره لـ"الدستور": أطفال المجتمع منحوني لقب سفير

منذ ساعات أعلن المهندس طارق حمدان رئيس نادي النوايا الحسنة الدولي، عن اختيار الفنان محمد صبحي والمايسترو سليم سحاب كسفراء للنوايا الحسنة لعام 2015، تقديرا لدورهم في تنميه المجتمع على أن يتم تنصيبهم رسميا نهاية الشهر الجاري، فلقد كان مشروع تأسيس الكورال المكون من أطفال الشوارع الذي اطلقه المايسترو سليم سحاب الدافع الأول لاختياره سفيرا للنوايا الحسنة، خاصة أنه استطاع اختيار 70 طفلا من أصل 800 من مختلف ربوع مصر.

في تجربة جريئة ولافتة للنظر والاهتمام من وزاره الشباب والرياضة التي لم تكن جهدا في دعمه وتقديم كل العون له سواء فنيًا أو ماديًا، وتعاونت معها جمعيه "مصر الخير، أجيال مصر"، في هذا المشروع بعنوان "قيم وحياة" من أجل لاستكمال هذا المشروع القومي الذي اصبح علي أجنده جامعه القاهرة رسميا والتي قررت قررت إقامته في الثلاثاء الأخير من كل شهر بالمسرح الرئيسي تحت رعاية الشباب والرياضة حيث شارك هذا الكورال في أول حفل له الفنان الكبير هاني شاكر بالعدي من الأغاني الوطنيه وبحضور عدد كبير من الشخصيات الهامة العربية وبقياده سليم سحاب الذي اشتهر بتقديم ألاعمال التراثيه بدار الأوبرا كما أترتبط اسمه بالحفلات الرسمية والوطنية المصرية. بدأ دراسته الموسيقى فى كونسرفتوار بيروت استطاع حفظ قصيدة الكرنك لمحمد عبد الوهاب بأكملها ولم يبلغ من العمر 10 سنوات، إلى جانب الموسيقى الغربية، ومن هنا أصبح موسيقي لديه من الثقافة والفن الكثير فأصبح من مشاهير العالم في موسيقي التراث والموسيقي العربيه وحول اختياره سفيرا للنوايا الحسنه ومشروع كورال الاطفال وحال الفن الان كان للدستور معه هذا الحوار.

- ماذا تقول بعد اختيارك سفيرا للنوايا الحسنه لعام 2015 من قبل الأمم المتحدة ؟
- أشعر بسعاده لا توصف خاصه وانها جائت من منظمة قوية مثل الأمم المتحدة تنظر وتتابع بقوه الانشطه التي نقوم فيها لصالح أطفال بلادنا كما ان هذا التتويج يجعلنيي في موضع مسئوليه اكبر مما تتخيل وادعو الله ان اكون علي قدر من هذا الاختيار.

- ومتي سيتم تنصيبك رسميا ؟
- في نهايه شهر مايو الجاري

- كيف جاء حصولك علي هذا اللقب ؟
- جاء بسبب تأسيس مشروع كورال الاطفال المكون من اطفال الشوارع الذي اتمني أن يستمر على مدار ابدا الدهر حتي بعدي لانه بمثابه مشروع قومي يجب أن يستمر من اجل الاهتمام بكل الأطفال بشكل عام. ضحايا المجتمع .

- ومن هم هم اعضاء هذا الكورال ؟
- كانوا مجموعة كبيرة من أطفال الشوارع والمتسربين من التعليم وعندما قررت تأسيس هذا الكورال كان بهدف تغيير مسار حياتهم وإعادة تأهيلهم مجتمعيا ومشاركتهم بالغناء من خلال فرقه جديدة للموسيقي العربيه .

- ألا تري ذلك جرأه ومجازفه بأسم سليم وتاريخ سليم سحاب
- علي الأطلاق لانني في البدايه اعتمد علي الله واثق فيه مثلما اثق في ايماني بان أطفال الشوارع ورواد دور الرعاية الاجتماعية من الأطفال ممن هم بلا مأوي والأيتام من حقهم ممارسة حياتهم بشكل طبيعي،وكان من واجبي الوطني والمهني اكتشاف موهبتهم والعمل علي الاستفادة من طاقتهم، في محاولة العمل علي تنشئة جيل بلا عنف، ينتمي لوطنه مع تأكيد الانتماء لمصر وهذا هو دور الفن .

- وكيف تطرقت هذه الفكره الي ذهنك ؟
- فكره هذا المشروع تبادرت الي ذهني قبل عدة سنوات، بعد رؤيتي لحال الأطفال المتردي في الشوارع يصيبه بالحزن، وهو ما دفعني للتفكير في كيفية تحويل هؤلاء الأطفال إلي مواطنين صالحين بواسطة الموسيقي، لا سيما مع علمي بوجود أوركسترا لأطفال الشوارع بدولة فنزويلا تعمل فعليا منذ 30 عاما، وقدمت عددا كبيرا من الحفلات في مختلف دول العالم كانت كلها ناجحه ولاقت ناجحا كبيرا واهتمام علي مستوي الدوله وعلي المستوي الجماهيري ومن هنا كانت الانطلاقة بتكوين نواة عمل المشروع الذي قدم بالفعل عدة حفلات في دور الرعاية الاجتماعية ببعض المحافظات فلقد أثمرت تجربه فنزويلا 40 أوركسترا من أطفال الشوارع، ووصلت إلى مستويات من العالمية.

- وهل سيتم الإستعانه بمدربين موسيقي دوليين في هذا الأوركسترا ؟
- هناك عازفين محترفين روس لتعليم وتدريب الأطفال والارتقاء بمستوى مهاراتهم وتدريبهم بشكل احترافي ليمثلوا مصر في المحافل الدولية والأعياد والمناسبات القومية الرسمية.

- كم يبلغ عدد اعضاء الكورال ؟
- 70 طفلا تتراوح أعمارهم بين 8 إلي14 عاما من بين 800 طفلا تم الاستماع إلي أصواتهم لاختيار الأفضل، وقمت بإقامة معسكر تدريبي مغلق للمشاركين، والانتهاء من إعداد برنامج مدته 30 دقيقة لتقديمه في عدة مناسبات تبدأ بحفل خاص بموقع حفر قناة السويس الجديدة.

- وهل واجهت صعوبات في تنفيذ هذا المشروع القومي ؟
- المشروع لم يدخل فى حيز التنفيذ الفعلي إلا بعد دعيم وزارة الشباب له، خاصة بعد تحمس وزير الشباب المهندس خالد عبد العزيز لفكرته وقامت الوزاره علي الفور بأحتضانها ا وتقديم جميع أوجه الدعم المادي والفني اللازم من أجل نجاح المشروع وهو الأمر الذي سهل إجراءات عديده تتعلق بدعم المشروع في مراحل عمله المختلفة ،ولم أواجه أي عقوبات خلال تنفيذ خطوات المشروع الأولي باستثناء مرحلة اختيار الأطفال فلقد تلك المرحله من اصعب المراحل نظرا لعددهم الكبير حيث بذلت مجهودا جبارا لاختيار العدد الذي نحتاجه للمشاركة في الكورال.

- واين اطفال المحافظات من هذا المشروع ؟
- اختيار اعضاء الكورال من كافه محافظات وربوع مصر لأن التميه المجتمعيه لا تقتصر علي العاصمه فقط .فلقد قمت بزيارة جميع المحافظات تقريبا وكذلك دور الأيتام والجمعيات الأهلية وأسقفية الشباب لاختيار مواهب صوتية تشارك في كورال أطفال مصر وقمت بعمل الاختبارات واختيار براعم الأوركسترا، الذي اامل أن يصلوا إلى 10 آلاف طفل.

- وهل انعكس انضمام هؤلاء الأطفال الي الاوركسترا علي سلوكياتهم ؟
- بكل تأكيد فمشاركتهم ساعدت كثيرا في رفع حالتهم المعنوية وساهمت في تغير تصرفاتهم وسلوكياتهم.
اذا هل يستطيع الفن بالفعل مواجه ظواهر التعصب والعمل علي تنميه المجتمع ؟
بكل تأكيد فالفن يمكنه القضاء علي كافة ظواهر التعصب مواجه الأرهاب ، كما يمكنه تقويم أخلاق الفئات المشاركة فيه فالفن سلاح قوي في محاربة التطرف والأفكار الهدامة.

- هل تتذكر أول حفله لك في القاهره؟
- بالطبع فإنه تاريخ لا ينسي لأنه بمثابه تاريخ ميلادي الموسيقي الحقيقي و وكانت يوم 3 مارس 1988، ورأيت أن مصر ولبنان قدموا لي مالم يقدمه الاتحاد السوفيتي ؤلك أن تعلم أن دراستي العربية والعالمية للموسيقي كانت فى مصر بسبب الإمكانيات الهائلة الموسيقية، التى كانت تفتقدها بلادى، فالكم الهائل من الموسيقيين الذين كانوا على أرفع مستوى أمثال عبد الوهاب وأم كلثوم ساعدونى على الإبداع.

- لماذا أصبحنا نفتقد مثل هؤلاء المطربين والموسيقيين العظماء ؟
- هذا الجيل لن يعوض لعدده أسباب أهمها نوعيه الجمهور الذي كان يتذوق ما يقدموه ولذا كان هناك تنافس قوي بينهم علي اختيار العمل والألحان والكلمات لأنهم يدركون أن هناك حكم شرس وهو جمهور عالي المستوي كما أن دخول التكنولوجيا جعلتنا نفتقد اللحن الجميل الحي ولذا أصبح المؤلف أو الملحن قادر علي تلحين عمل في نصف ساعه مما وهو الأمر الذي يفقد اللحن معناه وكذلك عدم جمهور ذو قاعده عريضه لديه الحس الفني والتذوق للأعمال الموسيقيه مما جعل بعض المطربين والملحنين هذه الأيام فاقدين للإبداع عدا بالطبع جمهور الأوبرا الذي ما زال حريصا علي سماع ألاعمال التراثيه الهامه ولكنهم شريحه لا تمثل القاعده الكبيره من المجتمع.

- أفهم من ذلك إنه لا أمل في انتشار الأعمال الموسيقيه التراثيه؟
- بالعكس الأمل موجود خاصه بعد انتشار ظاهره تردد الشباب من الجنسين علي حفلات التراث بالاوبرا وهو دليل علي أنهم أصبحوا يدركون أن الغناء التراثي هو الباقي

- لماذا من وجهه نظرك نري أذاعه كل الأغاني الوطنيه التي تغني بها كبار النجوم القدامي حتي الآن ؟
- لأن قدمها هؤلاء بصدق وكتبها الشعراء بحب للوطن سواء في المحن أو الأفراح والانتصارات وكان هؤلاء النجوم يجلسون علي سلالم الإذاعه مثل عبد الحليم وشاديه وفائزه ونجاه ونجاح سلام وغيرهم من أجل تسجيل عمل غنائي يكون دافعا للشعب المصري ومقاوما للعدو في كافه صوره

- متي تعلمت الموسيقي الغربي؟
- منذ الصغر حيث كنت اشترى أسطوانات الموسيقى الكلاسيكية لبيتهوفن، وتولدت لدى فكرة أن أصبح قائد اوركسترا وأنا أبلغ من العمر 13 بعد مشاهدتى فيلماً لقائد أوركسترا إيطالى اسمه روبرتو بنزر وهو ما تأثرت به.

- استطعت التوفيق بين الموسيقي العربيه والغربية رغم انهما متناقضان فكيف ذلك ؟
- الموسيقى الغربية والعربية تبدوان متناقضتان ولكن فى الحقيقة ليس هناك أى تناقض فنوعية الموسيقى مختلفة، ولكن الشعور والعمق الإنسانى واحد فكل شعب يعبر عن عاطفته بموسيقاه ولغته الموسيقية الخاصة به فلا نستيطع أن نطلب من مؤلف فرنساوى أن يؤلف موسيقاه بالروسى.
هل فقد سليم سحاب جمهوره بسبب الأحداث التي شهدتها مصر في السنوات الماضيه ؟
لا شك أن الأحداث التي شهدتها مصر أثرت علي الساحه إلغنائيه بسبب والتظاهرات التى كان يصحبها بعض الاشتباكات والدموية، ولكن "مستمعينى" لم يتأثروا بذلك وكانوا يملأون القاعات عن بكرة أبيها بعد عودة العمل فى دور الأوبرا بما يدل على تعطش الجمهور واحترامه للفن الأصيل.

- كيف كنت تري الفن حال استمرار حكم التيار الإسلامي وهل كانت هناك مخاوف من التيار الإسلامى على مصير الفن ؟
- كنت أري أن المخاوف المثارة من وجود الاسلاميين مبالغ فيها فلن يستطيع أحد أياً كان منصبه أن يحجر على الأوبرا ويمنعها من تأدية رسالتها فى تطهير النفوس وتهذيبها وإنعاش الروح، فالفن الراقى يعلو أى هتافات فهو يرتقى بالنفس البشرية إلى أقصى حد يجعلها رقيقة ولو كان الله لا يريد من الناس أن تغنى ويسمعها غيرهم لم يكن يخلق أصوات جميلة مثل صوت عبد الوهاب وكلثوم لنستمتع به ونقول "الله"

- هل تري هناك اصوات جاده حاليا على الساحة الغنائية ؟
- بالفعل هناك الكثير من الأصوات والحاليه ولكنهم يحتاجون إلى قيادة مثل أيام السنباطى وعبد الوهاب والبعض ييعجبنى كثيراً والبعض صوته كارثه، ومن أجل مسانده الغناء التراثي وتربيه نشئ جدد قمت بتكوين الفرقة القومية للموسيقى العربية وكورال الأطفال المكون من 250 طفلا سيطرت عليهم بالحب وتخرج منهم ريهام عبد الحكيم، ومى فاروق وآيات فاروق وأحمد سعد وشيرين عبد الوهاب وغيرهم ممن تخرجوا كعازف أوركسترا، بالإضافة إلى وائل فاروق الذى مثل مصر فى المهرجانات العالمية فى البيانو.

- متي كانت علاقتك بالموسيقى العربية؟
- منذ طفولتى فالراديو لم يكن ينقطع فى البيت إلا أثناء النوم، وكان يبث من خلاله أغانى أم كلثوم، وفايزة أحمد ونجاة وعبد الوهاب وفريد الأطرش وكان فى النهاية عبد الحليم حافظ، فقد كانت الإذاعة العربية وإذاعة الشام وغيرها تحولنا من مجرد مستمعين إلى طلبة موسيقيين

- لماذا حرصت علي الحصول علي الجنسية المصرية؟
- الجنسيه المصريه شرف عظيم لأي انسان علي وجه الأرض وكان الأمر بالنسبه مسأله حياه أو موت لأنني دائما وأبدا أشعر وكأنني واحدا من أبناء هذا الوطن منذ قدومي من لبنان ما يقرب من 30 عاما واحمد الله أنني حصلت علي الجنسيه في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك ولذا أكن له بالفضل.

- ماذا تقول عن اختيار الفنان محمد صبحي سفيرا للنوايا الحسنه ايضا في نفس القرار ؟
- محمد صبحي فنان كبير وله تاريخ في تطوير المجتمع والقضاء علي العشوائيات بشكل لا يستطيع احد انكاره واختيارنا كسفراء للنوايا الحسنه تأكيد علي الفن سواء الدراما او الموسيقي جزأ لا يتجزأ عن بعضه البعض واننا جمعيا كواطنين علينا خدمه هذا الوطن كلا في مجاله .

- تقلدت مؤخرا منصب رئيس أوبرا مصر فماذا عن هذا الأختيار ؟
- هذا المنصب جاء بالصدفه وسعدت به جدا وهناك خطه فنيه اقوم بأعدادها الان من اجل تقديم ربورتوار فني مختلف الفتره القادمه يعمل علي اعاده احياء الفن الجاد ومواجهه الابتذال .

- كيف يري المايسترو سليم سحاب مصر الان ؟
- مصر علي مر التاريخ وهي لها طعم ورائحه مميزة افتقدتها خلال العام الأسود التي حكم فيها الإخوان ولولا أن الله حافظ لهذا الوطن ، لما عاد بريقه من جديد وعادت رائحته تفوح في أرجاء الأرض مره أخري وأصبحت مصر تتبوأ مكانتها الطبيعيه مره آخره في مقدمه الدول.