رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تطهير الكتب فى المدارس «١»


لابد أن تكون فى أجندة أولوياتنا فى دولة مصر الجديدة التى نبنيها والتى ثارت على حكم الظلاميين فى ٣٠ يونيو أن يتم تطهير المدارس، كل المدارس، وأن تتم تنقية المناهج مما يدس فيها من أفكار مدمرة تدعو للعنف والتطرف والتمييز بين الجنسين أو كتب تدعو إلى التخلف والانغلاق وعدم الانتماء لوطننا العريق الذى نشأنا على حبه والانتماء له منذ نعومة أظافرنا، سواء فى بيوتنا بين أهلنا أو سواء فى مدارسنا حيث كنا نبدأ اليوم الدراسى بتحية العلم فى طابور الصباح، وكنا ندرس تاريخ مصر المشرف ونتشارك فى حب الوطن ولا تفرقة فى الدين بين أى طالب أيا كان دينه، فالدين لله والوطن للجميع.

أما الآن فإن هناك خللا فى العملية التعليمية فى مواقع كثيرة، وهو خلل بدأ التخطيط له منذ سنوات باستهداف الأطفال فى المدارس وإنشاء مدارس تروج للأفكار الإخوانية، وبدأ معه تحجيب الفتيات الصغيرات منذ سن الطفولة واعتبار البنت عورة لأن المرأة فى مرتبة أدنى من الرجل وهى أداة للجنس لابد من قهرها وإسكات صوتها وتحجيم شخصيتها منذ الصغر، بل وتحقير شأنها لتظل بلا أى دور فى المجتمع أو أى تأثير فى الحياة العامة لأنها لاتصلح إلا لتلبية رغبات الرجل وخدمته، وأن تتقبل أن يتزوج عليها وأن يزوجها فى سن صغيرة دون سؤالها ورغما عنها.

التعليم فى مصر لابد له من وضع استراتيجية لإصلاح الأحوال، ولأن طريق الألف ميل يبدأ بخطوة، فإن الخطوة لابد أن تكون بهدف التغيير إلى الأفضل والتطهير وتنقية المناهج التى تم تحريفها وتقويم المفاهيم المختلفة التى يبثها الظلاميون فى المدارس التابعة لهم، وفى المدارس غير التابعة لهم من قبل أصحاب الأفكار الظلامية والإخوانية الموجودين فى بعض المدارس.

لهذا فإننى أطالب وزير التربية والتعليم الدكتور محب الرافعى بأن يصدر تعليماته إلى معاونيه وإلى المسئولين فى الوزارة بمراجعة ومتابعة الكتب، ليس فقط فى مدارس الإخوان أو التى يملكها إخوان بل أيضا المدارس الحكومية كافة وفى المحافظات حتى يتم تطهير المناهج من المواد والمفاهيم المدسوسة الظلامية والمدمرة للوحدة الوطنية، وللنسيج الاجتماعى المتميز لأهل مصر منذ القدم، لابد أن يقوم بهذه المهمة العاجلة لجان من الشرفاء المستنيرين والكفاءات الوطنية، وذلك لتطهير المكتبات فى المدارس حيث تبين أن بعض الكتب من الأفكار الظلامية تدس تحت عناوين خداعة لكنها فى داخلها تحتوى على سموم قاتلة للتنوير وللعلم وللوعى بأهمية وقيمة الوطن، وتحض على الكراهية والعنف،

ومن الضرورى أن أقول إنه من الخطوات الإيجابية التى تمت مؤخراً أن يطالب الوزير المديرين التنفيذيين المعينين بإدارات المدارس الإخوانية التى تم التحفظ عليها تحت اسم مدارس ٣٠ يونيو بمراجعة جميع الكتب الموجودة بمكتباتها، وأحذر أيضا من تكرار وقائع الحرق وضرورة إحكام الرقابة المالية والإدارية على تلك المدارس وجميع مايتم بها من أنشطة لتقويم الأداء أولا بأول.

أما بالنسبة لواقعة حرق كتب فى فناء إحدى المدارس أرى نها تمت بشكل ارتجالى ومن منطلق تخليص التلاميذ من سموم تبث لهم، وإذا كان الحرق غير مستحب، فإننى أيضا أرى أن توقيع جزاء على بثينة كشك مدير مديرية الجيزة أو تحويلها للتحقيق هو عمل غير منصف لسيدة كانت ترى سموما تبث لأبنائها، وأرادت تخليصهم منها، فالهدف فيه روح الحب لبلدها ولكن التنفيذ كان متشددا، ولا اعتقد انها كانت تتوقع كل هذا الضجيج حول ما قامت به، وأعتقد انه يكفى فقط لفت نظر لها بأن يتم التطهير فى مكان اخر غير فناء المدرسة، أنا لا أعرف السيدة بثينة كشك ولم يسبق لى أن التقيت بها فى أى مكان. ولكننى أتفهم ماقامت به وأدرك إدراكا تاما أنها ما كانت تتوقع كل هذه الضجة المشتعلة والمفتعلة ضدها، ولكننى أعتقد أن كل الضجة التى ثارت كان مقصودا بها تخويف المسئولين فى الوزارة من تطهير المناهج أو الإبلاغ عن الأفعال المدمرة التى تجرى بها لتخريب عقل أجيال كاملة ستشب على التطرف والعنف والتمييز بين البشر على أساس الدين أو الجنس أو اللون، وهذا أمر يخالف كل الحقوق المتفق عليها للطفل دوليا وهو يتعارض مع الاتفاقيات والمواثيق الدولية التى وقعت عليها مصر فى الأمم المتحدة .

لا تجعلوا من بثينة كشك كبش فداء على مذبحة التطرف، ولا تحيلوها للتحقيق يا سيادة الوزير رفقا بها وبأمثالها ممن يريدون تطهير الوطن وإنقاذه من الظلاميين، بل أحيلوا للتحقيق العاجل من يخرب ويدمر عن عمد عقل الطفل المصرى، وللحديث بقية