رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"سبت النور".. ليلة خروج النار المقدسة بكنيسة القيامة

جريدة الدستور

"النار المقدسة"، عادة اختص بها "المسيحيون الأرثوذكس"، يحتفلون بها كل عام قبل يوم من عيد الفصح، تعد –كما وصفوها- معجزة عظيمة تحدث في كنيسة القيامة بالقدس، وأسموها بـ"سبت النور"، أو "السبت المقدس"، وتأتي في اليوم الذي يسبق عيد الفصح.

حمل "سبت النور"، أسماء عديدة من بينها "سبت الفرح" ،أو "السبت الأسود"؛ لأنه يأتي بعد "أسبوع الآلام"، وهو تقليد يتم الاحتفال به في حوالي الـ11 مساءً من ليلة "سبت النور"، وحتى الساعات الأولى من صباح السبت ذاته، ويبدأ الاحتفال بعيد القيامة بصلاة "تسبحة" العيد، عصر السبت، وحتى حلول الظلام.

وفي مدينة القدس، تزدحم كنيسة القيامة بعدد كبير من الزوار من كافة الجنسيات، بالإضافة إلى المسيحيون العرب، والقاطنين في فلسطين التاريخية، بانتظار انبثاق النور المقدس، بحسب المعتقدات المسيحية.

ويعتبر المسيحيون، "سبت النور"، من المعجزات المصدق عليها في أنحاء العالم المسيحي، وجاء توثيقها لأول مرة عام 1106 ميلاديًا، لكنها عرفت قبل هذا التاريخ، ولكن بصورة متقطعة، وليس للجميع.

ويبدأ الحفل بظهور النار المقدسة مباشرة في جورجيا واليونان وروسيا، ويتم إحضار الشعلة المقدسة إلى بلدان أرثوذكسية معينة مثل: روسيا، ووسط احتفال مهيب بحضور كبار الرجال والرؤساء.

وفي يوم "سبت النور"، يقوم بطريرك الروم الأرثوذكس، ومعه رئيس أساقفة الأرمن، بمسيرة كبيرة ومعهم كثير من رجال الدين من كل أنحاء العالم، يرددون الترانيم والأناشيد، ومن ثم يطوفون ثلاث مرات حول كنيسة القيامة، بالقدس، ثم يأتي بطريرك الكنيسة، أو رئيس أساقفة الأرثوذكس، ويقرأ صلاة معينة، ثم يبدأ بخلع ملابسه ويدخل القبر الذي يعتقد أنه قبر السيد المسيح.

ويتم فحص البطريرك جيدًا قبل الدخول من قبل السلطات الإسرائيلية؛ للتأكد من أنه لا يحمل أي مادة أو وسيلة لإشعال النار، كما يتم فحص القبر أيضًا.

وفي الوقت ذاته، يردد الجمهور المنتظر خارج القبر كلمات: "كيريا لايسون"، وهي كلمة يونانية تعني "يا رب ارحم"، ثم بعد ذلك تنزل النار المقدسة على 33 شمعة بيضاء مرتبطة ببعضها داخل القبر.
وفي تلك اللحظة، يكشف البطريرك عن نفسه، ويقوم بإشعال 33 أو 12 شمعة أخرى؛ ليتم توزيعها على المصلين في الكنيسة، لتكون شعلة مضيئة بقوة القيامة.

كما يتلى خلال الحفل قصة "سوسنة العفيفة"، والتي حُكم عليها بالموت، ثم نجت منه، ليتم ترتيل بقية "التسبيحات" بعد ذلك، والتي ترمز جميعها إلى الانتقال من الموت إلى الحياة.

كما تعتبر قراءة "سفر الرؤية"، من دلالات يوم "سبت النور" عند المسيحيين، والذي يتحدث عن الحياة الأبدية، وعن القيامة المجيدة، كما أن كلمة الرؤيا باللغة اليونانية تعني "أبو كالبسيس"؛ لذلك يسمى "سبت النور" ليلة "أبو غلمسيس" وهو النطق العربي للاسم.