أمننا القومى ..حياتنا

أمننا القومى هو حياتنا، ولكن هذه الكلمة ستصبح أمننا القومى العربى، وليس أمننا القومى فى مصر فقط، صحيح أن أمن مصر القومى أولوية لنا ولمجتمعنا ولمصر التى نريدها ونحلم بها، إنه أولوية ندركها لحماية الوطن ، ولكن للمرحلة الجديدة مقتضياتها وضروراتها وقراراتها، إننا نعيش فى مرحلة لها سمات جديدة وأخطار جديدة مروعة، الآن سنقول أمننا القومى العربى وليس أمننا القومى المصرى، لأننا أمام صيانة الوطن أمام خطط دولية لتقسيم المنطقة العربية كلها، وتأجيج الصراعات بينها، والعمل على تقاتل شعوبها وتفتيت كل فئة بداخل كل دولة على حدة.

إن دور مصر الآن هو التكاتف مع أشقائنا العرب لدفع الاعتداء على كل دولة ، و إحباط مخطط تقسيمها، لأن المصير قد أصبح مشتركاً ومواجهة المخطط تحتاج إلى التلاحم مع الشعوب العربية والتعاون لحماية الأمن القومى لكل دولة شقيقة.

إن اجتماع المجلس الأعلى للقوات المسلحة أمس الأول برئاسة السيسى رئيس المجلس والخروج بقرارات وتحركات واضحة لحماية الأشقاء العرب، هو بداية لقوة عربية تستيقظ لمحاولة إنقاذ الوطن العربى، هذه الكلمة التى كادت تندثر بفعل المؤامرات الكبيرة الدولية، وبفعل أيادٍ ملوثة تعمل فى الظلام لتفتيت الدول وإبعاد الأشقاء عن بعضهم البعض، وإلهاء كل دولة فى حرب أهلية شعواء يشنها الظلاميون وأتباعهم، ويستخدمون فيها كل الوسائل الوحشية والبربرية تحت مسمى الدين، لكنها الأطماع الدولية فى تقسيم المنطقة ونهب ثرواتها ، أصبح اللعب على المكشوف الآن ضدنا، ويمكن تنفيذ المخططات لو تركت كل دولة عربية على الساحة وحدها، لكن يجب أن توحد جميعاً شعوباً وقادة على المواجهة المشتركة من أجل أمننا القومى العربى، ومن أجل حماية مجتمعاتنا، ومن أجل أبنائنا ومن اجلنا نحن كشعب عربى نهتم بأوطاننا ونكترث بحمايتها من الظلاميين.

وهكذا فإن المعادلة الصعبة العاجلة الآن و بشكل عاجل إما أن نكون أمة عربية لها تاريخ مشترك وحاضر مشترك ومستقبل مشترك، لابد أن نتحرك فيه معاً لحماية الأوطان العربية المهددة بمخطط دولى لإسقاط كل دوله تلو الأخرى. وأما أن نتفرق ونتشرذم فنصبح لقمة سائغة ودويلات متقاتلة تهيمن عليها دول أخرى وتسيطر على مقدرات شعوبها وتستنزف ثرواتها وتستبيح نساءها وتقتل أطفالها بلا رحمة .

وأعتقد أن قدر مصر أن تقوم لتقود مسيرة الأمن القومى العربى المشترك وهى الدولة الوحيدة القادرة على لم الشمل العربى وحماية الوطن العربى الذى نتطلع إلى بنائه معاً على أساس الاستقرار والأمن والتنمية وحياة أفضل لدول تتطلع لبناء أوطانها دون الاعتداء على الغير، وإنما الدفاع عن الوطن العربى الحبيب وأهله وناسه وأرضه وترابه ومياهه .