رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بورسعيد تستعد لحرق دمية "اللنبي" في احتفالات شم النسيم

جريدة الدستور

مدينة بورسعيد الباسلة على موعد مع احتفال بعيد شم النسيم، على طريقتها الخاصة، وينتظر الأهالي حفل حرق الدمية المصنوعة من القماش، والتي تمثل شخصية ظالمة مستبدة، وكان أول شخصية تم تجسيدها في بورسعيد هى الجنرال "أدموند لنبى"، الذي أوفدته بريطانيا عقب ثورة 1919 كمندوب سامٍ لها بمصر، وظل فيها لمدة ست سنوات عرف خلالها ببطشه بالمصريين وكانت سمعته تسبقه بما فعله مع أهل الشام وشيوخ القدس عندما كان قائدا لحملة بلاده هناك.

ومن هذا المنطلق تولد كره أهل منطقة القناة للجنرال البريطاني، وفى بورسعيد اعتادوا حرق دمية مصنوعة من القماش تمثل "اللنبى" في يوم شم النسيم تعبيرا عن ظلمه وتنكيله بالمصريين.

يقول المؤرخ البورسعيدي ضياء الدين القاضي، إن الفراعنة كانوا يحتفلون بشم النسيم وكان المصريون يأكلون "الفسيخ" في هذا اليوم تقديسا لنهر النيل، الذي منحهم الحياة كما يعتقدون، ويتفاءلون بالبيض الملون كرمز للتجديد في الحياة ويقبلون على "شم البصل الأخضر" اعتقادا منهم بطرد الأرواح الشريرة من أجسامهم ويجمعون "الخس" تقربا لآلهتهم وفقا لمعتقداتهم.

وأوضح القاضي أن المصريين توارثوا هذه العادات على مر العصور حتى وصلت إلى بورسعيد مع بدء حفر قناة السويس في 25 إبريل 1859.

وعندما ألقى اللورد "اللنبي" القبض على سعد زغلول عقب اندلاع ثورة 1919 وقرر نفيه وآخرين للخارج عن طريق ميناء بورسعيد، خرج أهل المدينة لوداعه، فمنعهم بوليس المحافظة بأوامر من اللنبى، ولكن أصر ثوار بورسعيد على العبور من الحصار بقيادة - الشيخ يوسف أبو العيلة، أمام الجامع التوفيقي والقمص ديمتري يوسف راعي كنيسة العذراء - واشتبكوا مع الإنجليز وبوليس القناة وسقط يومها 7 شهداء ومئات من المصابين وكان ذلك يوم الجمعة 21 مارس 1919.

وأضاف، إنه عقب تلك الأحداث، ربط أهل المدينة أحداث العنف بالعادة اليونانية فصنعوا دمية كبيرة من القش حاولوا أن تكون قريبة الشبه من "اللنبى"، وحاولوا حرقها واعترضهم الإنجليز فعادوا فجر اليوم التالي، وحرقوها بشارع محمد على.

وأصبحت عادة سنوية، تطورت من حرق "اللنبي" إلى حرق دمية لكل طاغية على مدار العام، ولكن ربما تختلف - هذا العام - أشكال وصفة "الدمى الخشبية ، وفي غرفة صناعة اللنبي الأشهر التقى "الدستور"، الفنان – محسن خضير – صانع الدمي - ومن آل خضير البورسعيدي، وهو اسم العائلة المعروفة دوليا في مجال الخط العربي، أن مسرح الدمي هذا العام سيكون بلا تشخيص لأسماء بعينها، وسوف يترك للبورسعيدية توصيف وتشخيص الدمي، كيفما تصوروا، ولكن سيكون الطابع الرسمي للمسرح هو "الإرهاب" بكل صوره سواء المحلي أو العالمي الذي سبب قلاقل على مستوى العالم وتغير وضع العالم كله من الهدوء إلى الحرب والدمار وخاصة في دول عربية كانت تتمتع بالهدوء والاستقرار.

وأشار إلى أن المسرح الآن يتم تجهيزه وسيتم وضع الدمي به الأسبوع المقبل، معربا عن أمله في القضاء على الإرهاب، وأن يتجمع المصريون كلهم بمختلف اتجاهاتهم السياسية على حب مصر، التي تنتظر منا جميعا الكثير، حتى تتبوأ مكانتها التي تستحقها على المستويين الإقليمى والدولي.