رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

وقف تجميد المساعدات العسكرية الأمريكية لمصر: "مجبر أوباما لا بطل"

اوباما
اوباما

بعد شد وجذب.. أنهت الإدارة الأمريكية، جدلًا استمر أكثر من 9 أشهر، وقررت وقف تجميد المساعدات العسكرية إلى مصر؛ حيث أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي أبلغ نظيره المصري في اتصال هاتفي بقرار رفع الحظر عن توريد الأسلحة لمصر، بما فيها طائرات "أف 16" و20 صاروخا مضادا للسفن من طراز "هاربون"، إلى جانب معدات لدبابات "إم1 أبرامز".

العديد من الخبراء، رأوا في الخطوة الأمريكية، طبيعية في ظل النجاح الكبير لنظام الرئيس السيسي في علاقاته الخارجية، وأن إدارة "أوباما" مجبرة على تغيير سياستها تجاه مصر؛ لأنه ستكون الوحيدة التي تغرد خارج السرب.
اللواء نبيل فؤاد، الخبير الإستراتيجي، فسر سبب رفع الحظر عن تجميد المساعدات العسكرية، في أن الولايات المتحدة الأمريكية لا تريد للعلاقات مع مصر أن تسير في اتجاه معاكس، وإن كانت مارست الضغط عليها في بعض المراحل، فوجدت مصر لا تستجيب لأي ضغوط وتبحث عن مصلحتها فقط.
وقال إن "الحملة العسكرية على اليمن ومصلحة أمريكا في استقرار السعودية ومنطقة الخليج من أجل البترول والممرات المائية، وانخراط مصر في دعم السعودية، في النهاية يصب في المصلحة الأمريكية بطريقة غير مباشرة، بما يضمن لها استقرار السعودية والبترول، لذا دعم مصر تدعيم للمصلحة الأمريكية بشكل غير مباشر، مؤكدا أن أمريكا لا تنفق على شيء إلا إذا كان يحقق مصلحتها".
وأضاف في نفس الوقت تدعم علاقتها مع مصر حتى تحافظ على مستوى العلاقة بينهما، وأيضا دعم مصر في مواجهة الإرهاب، مستبعدا أن يكون أي ضغط سعودي على أمريكا بشأن عودة المساعدات العسكرية، في ظل انشغال السعودية بما يجري في اليمن، بالتالي لا يوجد وقت للمناورات بالنسبة للسعودية.
وأشار اللواء نصر سالم، الخبير العسكري، إلى أن المساعدات العسكرية تم وقفها منذ أكتوبر 2012، وكانت هذه المعدات عليها الدور في التسليم، والإفراج عنها الآن خطوة مهمة وجيدة، بعد أن تأكدت أمريكا من خطأ نظرتها التي قطعت علي أساسها المعونة بأن ما حدث في 30 يونيو انقلاب عسكري.
وأوضح أن العالم أجمع اعترف بالنظام المصري، بعد النجاحات الذي حققها الرئيس عبد الفتاح السيسي، وأدركت أمريكا أن مصر لا غنى عنها واضطرت إلى تحسين علاقتها معها، فضلا على أن الكونجرس الأمريكي كان ينادي بعودة المساعدات منذ فترة، لتعود الآن بعد أن رأى أمريكا أن من مصلحتها عودة العلاقات بإعادة كل شيء وعودة المياه إلى مجاريها.
وأكد أن هذه الخطوة ستكون بشرة خير لمصر، وعلى مستوى العلاقات المصرية الأمريكية، وما أن يتم تسليم الصفقة ستؤثر على مستوى الإرهاب الذي سيقل بشكل كبير الفترة القادمة، أو يتلاشى تماما.
ووصف السفير أحمد أبو الخير، مساعد وزير الخارجية الأسبق، القرار الأمريكي، بالخطوة الجيدة والمطلوبة، قائلا "لابد أن ننتظر لأن تسليم هذه الصفقة سيكون في عام 2016، وخلال العام تحدث تطورات كبيرة، لذا ننتظر ونراقب الموقف ونرى تطور العلاقات بين البلدين؛ لأن هناك شكوكًا قوية لدى مصر في نوايا الولايات المتحدة الأمريكية، تبلورت من الأحداث الماضية.
وأضاف اتصال أوباما بالرئيس السيسي فيما يتعلق باستئناف المساعدة العسكرية جاءت متأخرة، ونحن في انتظار معرفة نوايا الولايات المتحدة الأمريكية.
وقال سعيد اللاوندي، أستاذ العلاقات الدولية، إن هذا القرار جاء بناءً على توصية الخارجية الأمريكية وتقدير للرئيس السيسي بعد النجاحات التي حققها في الفترة الأخيرة، سواء في المؤتمر الاقتصادي والقمة العربية، التي تأكد العام من خلالها بأن مصر عادت لتقود الأمة العربية.
وأضاف "اضطرت أمريكا لتعيد العلاقة مع مصر وتقييمها، بخطوة صحيحة، نحو إعادة المعونة الأمريكية لمصر ورفع حظر الأسلحة، باعتبار أن مصر تقود حرب ضد الإرهاب والولايات المتحدة الأمريكية تحارب الإرهاب، ولابد أن تقف مع مصر".