رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد مشوار كوميدى استمر 55 عاملا ..

"حمادة سلطان".. صاروخ النكتة "مات"

حمادة سلطان
حمادة سلطان

خفة دمه، وبساطة روحة، منحته ثقة ألقاء النكت، وهو واقف كملك وسط جمهوره، صوته الشجون، وعشوائية كلامه، جعلت منه الـ"منولوجست" صاحب الصعايدة ، أنه حمادة سلطان.

ولد محمد عبد الغني، الشهير بحمادة سلطان، في الأقصر سنة 1941، وترك أسرته وانتقل إلى القاهرة واستقر في منطقة شبرا، باحثًا عن وظيفة يخرج فيها كل مواهبه، فعمل مطربًا لسنوات.

وجوده في عصر عبد الحليم حافظ، وسيد درويش، جعل منه مطرب درجة ثانية، فقرر أن يخطط طريق أخر بعد حصد جائزة الشباب، وعن هذه المرحلة قال: "هوايتي أن أغني، بس لقيت في حاجة اسمها حليم والأطرش، قولت هدخل في السد العالي دا إزاي، فدورت على سكة، فكانت النكتة السريعة".

لعب دور إذاعي لابن الراحل سلطان الجزار، مقدم برنامج "ساعة لقلبك"، وأطلق عليه اسم حمادة سلطان، بعدما تبناه فايز زغلول، أحد مؤسسي الإذاعة، جعله يحظى بفرصة تقديم فقرات بسيطة في حفلات أضواء المدينة، وكان أصغر الهواة عام 1955.

براعته في الإلقاء وشجاعته أمام الجمهور أسست له شهرة سريعة، ففتحت له الباب للمشاركة في عدد من الأعمال كـ"الجنة تحت قدميها"، و"درب اللبانة"، ومسرحية "دلوعة يا بيه" ومسلسل "رجل على الحافة".

استمر مشواره الكوميدي 55 عامًا، ولقب بـ"صاروخ النكتة" لظهوره في فترة الحرب على الكيان الصهيوني، وعنها قال "حمادة": إن "لغة الشارع المصري والعربي كانت لغة الحرب، والمرادفات التي كان يستخدمها المصريون كان أغلبها يتعلق بالحرب ومعداتها، ولقبت وقتها بأكثر من لقب منها صاروخ النكتة ورشاش النكتة".

انتقده العديد لـ"تريقته" الدائمة على الصعايدة، فرد مبتسمًا: "أنا صعيدي، وبتريق على مواقف بتحصل معايا".

"اللي ضحكنا سنين" عانى من مرض السكر وضغط مزمن استمر 15 عامًا، ونقص في الصفائح الدموية عقب تعرضه لحادث؛ أدى إلى كسر شديد في قدمه اليمنى، مطلع مارس الجاري.

ورغم مرضة الشديد، رسم وجهًا مبتسمًا أثناء ظهوره في آخر حوار له مع الفنانة إسعاد يونس، في برنامج صاحبة السعادة، ليرحل بعدها بأيام عن عمر يناهز الـ74 عام.