رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الميم شين شين


هذه الحروف ترمز لجهاز اسمه «المخابرات الشعبية الشاملة» وهو جهاز أقوى وأكبر وأذكى بكثير من سائر المخابرات الأجنبية الأخرى ذات الرموز والحروف الأجنبية والتى يحفظها إخواننا المصريون عن ظهر قلب والجهاز المذكور أعلاه لا يوجد حتى الآن إلا فى جمهورية مصر العربية، ففى مصر قطاع من المخابرات الشعبية الإخوانجية يقول إن كل حوادث الإرهاب يرتكبها الجيش والشرطة حتى يتمكن النظام الحالى من فرض الاستبداد الكامل على الشعب المصرى الكريم بكل طوائفه، وفى مصر قطاع آخر من المخابرات الشعبية المدنية يقول إن حوادث الإرهاب سببها الأول والأخير أن الأخت موزة وأسرتها القطرية يكرهون مصر، لأن مصر عملاقة وزعيمة وقطر ليس كذلك! وفى مصر قطاع ثالث يقول إن تركيا هى التى تمول وتخطط كل الأحداث الإرهابية لأن الأخ أردوغان يرغب بشدة فى استعادة الخلافة العثمانية على بلدان الشرق الأوسط وفى مقدمتها مصر، وفى مصر قطاع رابع يؤكد أن الموساد هو الذى يدبر ويدير كل جرائم الإرهاب ضدنا وأنه هو الذى أسس حركة حماس حتى تقضى على مصر وتحتل سيناء وتقدمها لإسرائيل وطناً لأبناء فلسطين، وفى مصر قطاع خامس يرى أن الولايات المتحدة الأمريكية لا تفعل شيئاً طوال كل يوم من أيامها سوى تدبير المؤامرات ضد مصر، لأنها تخشى أن تتحول مصر إلى قوة عظمى وتطيح بالأمريكان خارج خريطة العالم!

إخواننا المحللون الاستراتيجيون والمحللون الشعبيون والمحللون الاستخباراتيون والمحللون الإخوانجية بوسعهم إدراك الحقيقة لو ضحوا بدقائق قليلة من وقتهم لقراءة تاريخ هذه الأمة البائسة، ففى عهد عثمان بن عفان ــ رضى الله عنه ــ لم يكن الله سبحانه وتعالى قد خلق بعد أمريكا ولا قطر ولا أردوغان ولا حركة حماس ولا دولة الصهاينة، ورغم ذلك صنع المسلمون بأيديهم الفتنة الكبرى وقتلوا الخليفة المبشر بالجنة، وبعد ذلك كانت فتنة الخوارج ضد على بن أبى طالب أحد أفضل خلق الله، وكانت فتنة معاوية ومساعده عمرو بن العاص والتى أطاحت بالخليفة واستخدمت كتاب الله فى خداع جيشه!! وبعد سنوات ذهب الجيش الأموى وعلى رأسه الحجاج بن يوسف إلى الجزيرة العربية وضرب الكعبة بالمنجنيق وقتل صحابة الرسول ــ صلى الله عليه وسلم ــ وسبى نساء مكة والمدينة المسلمات المؤمنات المحصنات، كل هذا من أجل إجبار قريش والصحابة والأمة كلها على مبايعة يزيد بن معاوية خليفة بعد أبيه!! وعاث الأمويون فساداً طوال عهدهم إلى أن ابتلاهم الله بأبى العباس السفاح مؤسس الدولة العباسية الذى أراق دماءهم وصنع من جماجم أمرائهم مائدة تناول عليها طعامه فى أول وجبة يتناولها بعد أن صار خليفة للمسلمين!!

مصيبتنا فى أنفسنا وليست فى أمريكا وتركيا وإسرائيل وقطر وغيرها، العالم لا يتآمر علينا كما تقولون، لأننا نتآمر على أنفسنا وندمر بلادنا بأيدينا ولا نحتاج من يحرضنا أو يدبر الدسائس ضدنا، الآخرون يستثمرون غباءنا وجهلنا وتخلفنا ولكنهم ليسوا صانعى هذه العاهات، افصلوا الدين عن الدولة إن شئتم خيراً للدين وللدولة ودون ذلك ستظل بلادكم ميداناً للصراع بين حمقى الدين وفاشيى الدولة وبينهما شعوب جائعة جاهلة لا تفهم فى الدين ولا تحترم الدولة!١