رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"الزيلعي": "اكتشاف الآثار في السعودية كان مفاجأة مذهلة للباحثين"

جريدة الدستور

أقام جناح المملكة العربية السعودية، المشارك بمعرض الـ46، ندوة بعنوان "الاكتشافات الأثرية في المملكة العربية السعودية".

وشارك فيها كل من الدكتور أحمد بن عمر الزيلعي، عضو مجلس الشورى السعودي وعضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود، والدكتور سليمان بن عبد الرحمن الذييب، أستاذ الآثار والمتاحف بكلية الآداب بجامعة الملك سعود، وأدار الندوة الدكتور محمد حمزة إسماعيل أستاذ الآثار بالجامعات المصرية.

وقال الدكتور سليمان الذييب – خلال الندوة - إن "المملكة العربية السعودية ينتشر فيها عدد كبير من المواقع الأثرية التاريخية التي تدل على قدم وعراقة الحضارة في الجزيرة العربية، والتي تروي أروع القصص عبر العصور التاريخية المختلفة، حيث تمتلك المملكة إرثًا حضاريًا عريقًا موغلًا في القدم يمتد منذ العصور الحجرية القديمة مرورًا بالعصور التاريخية قبل الجاهلية والإسلامية، بالإضافة إلى التراث العريق للمناطق المزدهرة حضاريًا وعمرانيًا، والمتمثلة في القصور والحصون والقلاع والمنشآت العسكرية والدينية القديمة والصناعات اليدوية والمقتنيات الأثرية".

وأضاف "الذييب" أن "علوم الآثار والتنقيب تحتاج إلى دعم مادي كبير" موضحًا أن "الدعم المادي تقلص في نهاية التسعينيات، مما أضعف عمليات الاكتشافات داخل المملكة"، مشيرًا إلى أن "البعثات الأجنبية التي زارت المملكة وعملت بها وصل عددها إلى أكثر من 50 بعثة، واستطاعت أن تكتشف آثارا تعود إلى العصور الحجرية من خلال 11 موقعًا للاستكشاف، كما تم اكتشاف أكثر من 600 بحيرة مندثرة تعود إلى العصر الحجري، وهو ما يؤكد أن المملكة تتمتع بآثار عريقة وكبيرة".

وتطرق "سليمان" إلى أبرز المواقع الأثرية في المملكة ومنها منطقة تبوك، وهي منطقة غنية بالآثار المتنوعة مثل النقوش والرسوم الصخرية والكتابات القديمة، كما تحوي عددًا كبيرًا من المواقع الأثرية والقلاع والقصور والأسوار والمعالم التاريخية لطريق الحج الشامي المصري، وبعض الآثار الباقية لمسار سكة حديد الحجاز والمحطة الرئيسية في مدينة تبوك.

وأضاف سليمان، أن "الهيئة العامة للسياحة والآثار السعودية عثرت على آثار فرعونية في الجزيرة العربية تعود للقرن الثاني عشر قبل الميلاد بالقرب من واحة تيماء التاريخية الشهيرة، والتي تعد من أكبر المواقع الأثرية في المملكة والجزيرة العربية، وتمثّل الاكتشاف في نقش هيروغليفي على صخرة ثابتة بالقرب من واحة تيماء بمنطقة تبوك، ويحمل النقش توقيعًا ملكيًا "خرطوش مزدوج" للملك رمسيس الثالث أحد ملوك مصر الفرعونية الذي حكم مصر ما بين (1192- 1160) قبل الميلاد، فضلًا عن اكتشاف حضارات إنسانية قديمة سكنت منطقة "الحصمة" في منطقة جازان.

كما تحدث أيضًا عن القلاع التي تم اكتشافها، وأبرزها قلعة الأزلم، والتي تعود إلى العصرين المملوكي والعثماني، وشيدت في عصر السلطان محمد بن قلاوون، ثم أعيد بناؤها في عهد السلطان المملوكي قنصوه الغوري سنة 916 هجرية، وقلعة المويلح، والتي تقع إلى الشمال من مدينة "ضبا" على بعد 45 كم، ويوجد بالقرب منها لوحتان من الناحية الشمالية يرجع تاريخهما إلى العصر المملوكي، والقلعة يرجع تاريخها إلى سنة 968 هجرية.

ومن جانبه قال الدكتور أحمد بن عمر الزيلعي، إن "الآثار في السعودية لم تكتشف إلا قريبًا مقارنة بباقي الأقطار العربية"، مؤكدًا أن "هناك آثارًا تم اكتشافها في المملكة تعود إلى العصور الحجرية، وهناك آثار للعديد من الديانات الأخرى"، مشيرًا إلى أن "اكتشاف الآثار في المملكة كان مفاجأة مذهلة للعديد من الباحثين".