رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هذا المحتوى بأقلام قراء جريدة وموقع الدستور

الإرهابيون .. غافلون ومستغلُّون

جريدة الدستور


إن أكبر جريمة يجرمها الإنسان إلى المجتمع والإنسانية جمعاء، هو أن يدفعه تفكيره وضميره وإنسانيته بأن يفجر ويهدم ويخرب ويقتل ويسلب النفس التي حرم الله قتلها وسلبها.
أتعجب ويتعجب معي قارئي العزيز لهؤلاء الذين يفجرون ويقتلون ويخربون الأبرياء من البشر، لاعتقادهم بأن هذا هو الطريق إلى الجنة أو الوصول إلى السلطة أو أنهم هداه في الأرض.. لا والله.. وهيهات هذا خطأ، فلابد أن يعرفوا أن مصيرهم إلى الهلاك والدمار والنار، ومهما يقوموا بعمليات خسيسة هنا وهناك، فلن ولم تنجح أفعالهم المفسدة للدين والدنيا.
أيها الإرهابيين .. والله لقد آثرتم الحياة الدنيا على الأخرة، فسوف يعاقبكم الله على ما تقومون به من تخريب وتدمير وتفجير في الأوطان، وسوف يسلط الله عليكم من يسلبكم ويدمركم، ولتعلموا أن الله شديد العقاب.
إن أعمالكم مبتسرة مهوشة مهما أجيد تصويبها نحو الآمنيين والمستأمنيين، أعلموا أن الإسلام جاء إلا ليستل من القلوب الضغائن والأحقاد، ثم يملء الأرض بالحكمة والرحمة والموعظة، كي تعيش الناس في هناء وسعادة وأمن وأمان. لقد جاء الإسلام بعقيدة التوحيد ليرفع نفوس المسلمين، ويغرس في قلوبهم الشرف والعزة والألفة والتآلف والآنفة والحمية، ولم يجئ الإسلام بإرهاب ينتمي إليه المسلمين، كي يرهبوا بعضهم البعض، فمن أين يا مسلم ترهب أخيك المسلم أو غير المسلم المستأمن من الله، كي تيتم أولاد الشهيد وترمم زوجة الشهيد، ماذا فعل بك حتى تقتله. فالتعلم أيها الإرهابي أن الشهيد لسوف يقتص منك يوم القيامة أمام الله وبأمر الله. ألاّ تعلم ذلك؟ فأقول لكل شهيد وزوجة وأولاد شهيد لا تيأسوا وافرحوا بأن شهيدكم في الجنة.. نعم.
فعلى العلماء والأزهر الشريف والبيت والمدرسة والجامعة والمسجد والكنيسة والتربية الخاصة والعامة في المجتمع أن تقي المجتمع من جميع صور الإرهاب المقيت وأن تتحكم في زمام وأمور التربية للأفراد والجماعات، وتنهج بها النهج الذي وصى به الإسلام، وأجمع عليه كل علماء الدنيا والدين وعقلاؤها باتباع منهج الوسطية السمحة وإبعاد الشباب والنشء عن الأقاصي والتطرف والغلو والجفاء التي تقع كلها تحت إسم (الإرهاب)، فأنتم جميعاً مسؤولون أمام الله عن النشء الذي يتربى، كما نناشد علماء الأزهر الأجلاء بالخطاب الديني السمح، كي يعود الإسلام إلى وضعه الصحيح وفهمه المستنير للبشرية أجمع وليس المسلمين فقط.
وأخيراً.. أيها الإرهابيين اتقوا الله فيما تفعلونه وتقومون به من تخريب وتدمير، وإن كنتم تعتقدون أن الله سبحانه وتعالى لم يخلق سواكم، كي تفجروا وتنسفوا وتدمروا وتذبحوا وتقتلوا.. لا.. فقد أسأتم بربكم الظن، وانكرتم حكمة الله في أفعالكم وأعمالكم. وإن لم ترجعوا فتأكدوا تماماً أن العالم لم يقف مكتوفي الأيدي أمام إرهابكم الملعون.
محمد شوارب
كـاتب حـر
[email protected]