رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الغائبة الحاضرة.. 72 عامًا على ميلاد زوزو

سعاد حسني
سعاد حسني

سندريلا الشاشة العربية والمصرية، زوزو، السندريلا، لا تحتاج للمزيد من الألقاب لتعرف أنها "سعاد حسني". ألقابٌ اكتسبتها من خلال عمرها الفني والذي بلغ 30 عامًا. عاشت سعاد حسني حياة مليئة بالفن والجمال، إلا انها انتهت نهاية مأساوية بسقوطها من شرفة منزلها في لندن في يونيو 2001 عن عمر يناهز الـ58 عامًا.

ولدت سعاد حسني في 26 يناير 1943، لأم مصرية هي جوهرة محمد حسن، وأب سوري هو الخطاط الشهير محمد حسني البابا، بحي بولاق بمدينة القاهرة، وكان لها 16 أخًا وأختًا أشهرهم "نجاة الصغيرة"، لم تدخل سعاد حسني مدرسة بل اقتصر تعليمها على التعليم المنزلي.

كانت أولى صلاتها بعالم الفن في برنامج الأطفال الإذاعي "بابا شارو" والذي شاركت بالغناء فيه مع الإذاعي الكبير محمد محمود شعبان، أما صاحب الفضل في اكتشاف موهبتها التمثيلية هو الشاعر عبد الرحمن الخميسي الذي أشركها في مسرحيته هاملت للكاتب الإنجليزي شكسبير في دور "أوفيليا"، وانضمت بعدها لطاقم فيلم "حسن ونعيمة" بدعوة من المخرج هنري بركات، سنة 1959، لتتوالى أعمالها الفنية لتصبح 100 عملًا فنيًا ما بين مسلسلات إذاعية وتلفزيونية وأفلام سينمائية.

من أشهر أعمال سعاد حسني، حسن ونعيمة، وصغيرة على الحب، وغروب وشروق، والزوجة الثانية، وأين عقلي، وشفيقة ومتولي، والكرنك، وأميرة حبي أنا، إلا أن أشهرهم على الإطلاق هو فيلم "خلي بالك من زوزو" الذي يعتبره الكثيرين أشهر أفلامها على الإطلاق لدرجة أن الكثيرين أصبحوا يعرفونها باسمها في الفيلم وهو "زوزو"، وآخر أفلامها فيلم الراعي والنساء عام 1991، مع الفنان أحمد زكي والممثلة يسرا.

حصلت سعاد حسني على العديد من الجوائز السينمائية منها جائزة "أفضل ممثلة" من المهرجان القومي الأول للأفلام الروائية عام 1971 عن دورها في فيلم غروب وشروق، وجائزة "أفضل ممثلة" من جمعية الفيلم المصري، والتي حصلت عليها 5 مرات عن أفلام أين عقلي، والكرنك وشفيقة ومتولي وموعد على العشاء وحب في الزنزانة، وجائزة "أفضل ممثلة" من وزارة الإعلام المصرية عام 1987 في عيد التلفزيون عن دورها في مسلسل هو وهي، بالإضافة إلى العديد من الجوائز الأخرى من وزارة الثقافة، وأخيرًا "شهادة تقدير" من الرئيس الأسبق لمصر أنور السادات في عيد الفن عام 1979 لعطائها الفني.

بالإضافة إلى الجوائز الفنية والسينمائية، كان لسعاد حسني الكثير من الجوائز المعنوية، أهمها علاقاتها الطيبة بالفنانين والشعراء، فمن المحطات المهمة في حياة الفنانة سعاد حسني هي علاقتها بالشاعر الكبير الراحل صلاح جاهين، والذي كانت تقول عنه سعاد إنه أستاذها ووالدها ومعلمها الأول، وبرحيله ابتعدت عن الأضواء لفترة، وحددت إقامتها في شقتها، حتى عندما كرمها مهرجان القاهرة الدولي للسينما في 1999 اختارت أن تسجل رسالة شكر صوتية وتبعث بها إلى إدارة المهرجان.

قال عنها الشاعر محمد الماغوط في إحدى قصائده: "لا أرضى في السينما بأقل من سعاد حسني"، وفي لقاء أخير أجرته الصحفية والناقدة المسرحية المصرية، عبلة الرويني، ونشرته صحيفة "أخبار الأدب" المصرية، روى حادثة عن أنه كان مدعوًا عند شريهان، و دعته سعاد حسني، لكنه اعتذر لارتباطه مسبقًا بموعده عند شريهان، فقال له صديق "حد في الدنيا تدعوه سعاد حسني و يروح لشريهان؟" ويعلق الماغوط على ذلك قائلا: "فعلا عنده حق"، حتى بعد وفاتها لم ينسها أصدقاؤها، فيكتب لها الكاتب أسامة الشاذلى قائلًا:"عزيزتي سعاد حسني: يظن الحمقى أن سقطة الشرفة قد قتلتك، لن يدركوا أنك تستطيعين الطيران، وأن رنة ضحكتك الساخرة من المحاولة أضاءت ما بين قلبي ولندن".

امتلأت سيرة الفنانة سعاد حسني بالعديد من القضايا التي شغلت الرأي العام فترة طويلة، وهي قضية زواجها من الفنان عبد الحليم حافظ، وقضية موتها، حيث تزوجت سعاد حسني خمسة مرات، أولها زواجها الغير مؤكد من الفنان عبد الحليم حافظ، الذي أكده بعض الصحفيين المصريين مثل مفيد فوزي - صديق الفنان عبد الحليم – قائلًا إن "الحالة الصحية للمطرب الراحل كانت تمنعه من الزواج لكن سعاد حسني قالت لعبد الحليم (ح أقعد تحت رجليك ممرضة) إلا أنه رفض"، وقال أيضًا في إحدى الندوات في الإسكندرية إنه يحتفظ بمستندات وشريط كاسيت هام لهذه الواقعة ولكنه لا يريد استغلال مثل هذه القضايا الشخصية لأصدقائه، بعد ذلك تزوجت سعاد حسني من المصور والمخرج صلاح كريم لمدة عام، ثم من علي بدرخان ابن المخرج أحمد بدرخان لمدة أحد عشر عامًا انتهت في 1980، ثم تزوجت زكي فطين عبد الوهاب ابن ليلى مراد والمخرج فطين عبد الوهاب لعدة أشهر فقط. أما آخر زيجاتها فكانت من كاتب السيناريو ماهر عواد الذي ماتت وهي على ذمته.

توفيت سعاد حسني إثر سقوطها من شرفة منزلها في لندن في 21 يونيو 2001، وقد أثارت حادثة وفاتها جدلًا لم ينتهي حتى الآن، وتدور الشكوك حول مقتلها وليس انتحارها كما أعلن جهاز الشرطة البريطاني "سكوتلاند يارد" والمتهم الرئيسي في القضية هو صفوت الشريف رئيس مجلس الشورى الأسبق،وطلب الرئيس المصري الأسبق، محمد حسني مبارك من سفير مصر في لندن حينئذٍ، عادل الجزار، سرعة إنهاء الترتيبات الخاصة بعودتها إلى القاهرة، وكان في استقبال الجثمان بمطار القاهرة وفود رسمية من وزارات الثقافة والإعلام والداخلية والخارجية وممثل عن رئيس الجمهورية ومجلس نقابة الممثلين والسينمائيين وأصدقاء وأقارب سعاد حسني، وخرج الآلاف من جمهورها في موكب مهيب لتشييع جنازة الفنانة الراحلة سعاد حسني، ووشح جثمان الفنانة الراحلة بالعلم المصري، حيث أقيمت الصلاة على روحها في مسجد مصطفى محمود قبل أن تنقل لمقابر أسرتها بالقرب من مدينة السادس من أكتوبر.