رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لماذا ولد المسيح؟


أهدى الخال آلة موسيقية لابن اخته الطفل الصغير فى عيد ميلاده وفى السنة التالية سأله الخال كيف استخدمت الآلة قال أنا لم استخدمها لكنى سعيد بها سأله الخال كيف تسعد بها وأنت لم تستخدمها أجاب الطفل أمى تعطينى دولاراً فى الصباح حتى لا أزعجها طول اليوم وأبى يعطينى دولاراً بالليل حتى لا أزعجه بالليل.. هل هذا هو ما نفعله فى عيد الميلاد؟

سؤال يتردد مع ذكر ميلاد المسيح والجواب البسيط لا شك أن لله مقاصده وطرقه التى هى أبعد عن فكرنا فله طرقه وخططه وترتيباته الدقيقة التى يعلنها للخليقة .. أما الإجابة التى سجلها الوحى لميلاده إنما لعلاج البشرية من لدغة الحية التى أسقطت آدم وحواء لمخالفتهما للوصية الإلهية إننا نعرف هذه القضية وتبقى الحاجة أن نتذكر دائماً كيف الطريق إلى النجاة الأمر الذى من أجله ولد المسيح دعونا نعترف أن كثيرين يحتفلون بالعيد وقليلون يعرفون صاحب العيد حق المعرفة حتى إنهم شطبوا اسم المولود وبقيت المناسبة لرواج التجارة وفرصة للاستمتاع بالعطلة للترويح عن التعب وترويج البضاعة وبيع الأشجار وأدوات الزينة فهى تجارة وراحة ولبس الجديد والرحلات، إنها عملية تجارية ربحية ترفيهية وأين صاحب العيد منه؟

أهدى الخال آلة موسيقية لابن اخته الطفل الصغير فى عيد ميلاده وفى السنة التالية سأله الخال كيف استخدمت الآلة قال أنا لم استخدمها لكنى سعيد بها سأله الخال كيف تسعد بها وأنت لم تستخدمها أجاب الطفل أمى تعطينى دولاراً فى الصباح حتى لا أزعجها طول اليوم وأبى يعطينى دولاراً بالليل حتى لا أزعجه بالليل.. هل هذا هو ما نفعله فى عيد الميلاد؟

والسؤال ماذا نحن فاعلون بألحان الميلاد وما معنى الميلاد؟

الجواب البسيط أنه حدث تاريخى ولآخر أنه عطلة رسمية للراحة من عناء العمل. والثالث أنه رواج تجارى لبضاعتنا ولغيره فرصة لملابس جديدة وكعك العيد وزيارة الأهل ولآخرين تجدد الأحزان وتذكر موتانا ووضع الزهور على القبور وكان الموتى ينظرون ويستمتعون.. والحقيقة التى لا يجب أن تغيب عنا أنه ولد لعلاج البشرية من ضربة الخطية بالضربة القاضية فقد عانى الإنسان من سقطة أبوينا الأولين آدم وحواء بسبب معصيتهما وغواية الحية وكان عليه أن يقدم الذبائح فى كل مناسبة لعلها ترضى الله إلا أن جاء ملء الزمان وأعلن فشل الإنسان وكان أن يأتى مخلص تتوافر فيه شروط النقاوة والطهارة أى بلا خطية.. وفى ملء الزمان جاء الملاك مبشراً العذراء القديسة مريم بأنها ستحبل وتلد ابنا ويدعى اسمه يسوع الذى يخلص شعبه من خطاياه.. ولما لم تجد مكاناً لائقاً فى الفندق ولدته فى حظيرة الدواب فياله من اتضاع فاق الوصف حتى يكون أقرب إلى الفقراء، وعلى الطرف الآخر من المدينة كان هناك جماعة من الرعاة يسهرون على حراسات الغنم لهؤلاء البسطاء غير المعتبرين جاءهم ملاك يبشرهم، بمولد المسيح علامة تقديره لأبسط الناس وأفقرهم، الإعلان لم يصل إلى قصر الملك فلله تقديره لقلوب البشر وليس كما ينظر العالم إلى وجوه الوجهاء ولا ينظر إلى الفقراء.. فتلك الجماعة جاء الملاك ومعه فريق من ملائكة السماء ينشدون لحن الميلاد لا تخافوا إنى أبشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب أنه ولد لكم اليوم مخلص هو المسيح الرب كم أن العالم كله خائف مما يحدث فى كل أركان المسكونة ونحتاج إلى الصوت المطمئن لا تخافوا.. إنه الصوت الذى يتكرر كقول بولس لتلميذه «لأن الله لم يعطنا روح الفشل بل روح القوة والمحبة والنصح».. إنه يطمئن الخائف والمنزعج وهو صادق فى وعده القائل لا تخافوا ها أنا معكم طول الأيام وإلى انقضاء الدهر إنه معنا فى النهار كما فى الليل ومعنا فى الظلام كما فى النور ومعنا فى المرض كما فى الصحة ومعنا فى الفقر كما فى الغنى.

إن وعد الرب لا يتغير أعطيكم سلطانا لتدوسوا الحياة والعقارب وكل قوات العدو ولا يضركم شيئاً إنه الحامى من هجمات إبليس وهو يقينا من شياطين أنفسنا قيل إن الشيطان هاجم شعب كنيسة بأكملها ففر الجميع منه إلا واحد فقال له إبليس يعنى أنت وحدك الشجاع قال لا بل أننى أعرفك فلى عشرين سنة متزوج من أختك.. نعم أن الهنا عظيم وقوى يتدخل فى الوقت المناسب وعندما يتدخل فلا مكان لإبليس فى بيوتنا أو حياتنا ففى ملء الزمان ولد المسيح والمسيح ساهر وحافظ وقادر فلا مكان للخوف ولا مكان للهزيمة مهما كان الأمر صعباً.

لمن ولد يسوع؟.. إنه لم يأت لأسرة أو قبيلة حتى إن خاصته التى ولد بينه قاوموه ورفضوه بل تآمروا لقتله إذ بات مهدداً لهم بتوبيخهم ورفضه لأفعالهم جاء المسيح لكل أمة وقبيلة ولسان، فهو ليس ملكاً لقبيلة النصارى، فحتى أبناء الناصرة رفضوه إنه لا ينتمى لطائفة بعينها ولا لقبيلة محتكرة، بل جاء لكل إنسان من المشارق والمغارب، إن ميلاده هو الخبر السار لكل من يسمع ويقبل ويعمل بكلامه إنه يسوع، أى المخلص إذ ليس بأحد غيره الخلاص فهو الذى قال أنا هو الطريق والحق والحياة ولا أحد يأتى بالأب إلا بى.

إنه حمل الله - كما وصفه يوحنا - أنه مصدر الطمأنينة للخائف القائل سلاماً أترك لكم سلامى أعطيكم ليس كما أعطى العالم أعطيكم أنا. لا تضطرب قلوبكم ولا ترهب

هو المحب والصالح الذى وحده بلا خطية.. كونوا معه وله فهو دائما معنا حتى نلاقيه هناك.

■ رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر